بداية الهرم
أسفاً عليكَ ، وكنتَ أقسى
أنْ لا تَرى لِخُطاكَ مَرسى
أن يُبصروكَ وأنتَ في الـ
ستّين، تُذْبَحُ .. ثم تَنسى
وتَعُودُ تُذْبَحُ مَرَّةً أخرى
وما استوَعبْتَ دَرسا !
بداية الهرم
أسفاً عليكَ ، وكنتَ أقسى
أنْ لا تَرى لِخُطاكَ مَرسى
أن يُبصروكَ وأنتَ في الـ
ستّين، تُذْبَحُ .. ثم تَنسى
وتَعُودُ تُذْبَحُ مَرَّةً أخرى
وما استوَعبْتَ دَرسا !
أتَينا بغير الزمان
كما ترغَبينْ
يدي سوف أبعدُها عن يديكِ
وأبعدُ عينيَّ عن مقلتيكِ
وحتى ولو ضجَّ فيَّ الحنينْ
سأنظرُ دونَ اشتياقٍ إليكِ
كما ترغبينْ..!
..
أتَينا بغيرِ الزَّمانْ
وغير المكانْ
فلا تعجبي يا نيانْ
إذا ما دخانُ السنينْ
تراكمَ حتى على الياسمينْ
فلم يبْقَ في الأرضِ شيءٌ أمينْ
..
سأطفئُ شمعي كما ترغبينْ
وأرجيءُ دمعي كما ترغبينْ
ويومَ تدقُّ العصافير بابَكِ
قولي لها
تاهَ والتائهينْ..!
أرقٌ بعد الستِّين
متى يبزُغ الفجر ؟؟..
ها أنتَ ذا من فراشِكَ تنهضُ
للمرةِ الثالثه
تُشعلُ أضواءَ صالةِ بيتكَ
تقرأ ساعتَها
وتعودُ لغرفةِ نومِك
تعلمُ أنكَ لن يُغمضَ النومُ جفنيكَ
ما دام بينهما طيفُها
وتغالِطُ نفسكْ
لو منحتَ الوسادةَ رأسَكْ
إنَّها الساعةُ الرابعه
والمسافةُ بينكَ والفجرِ
ما برحَتْ شاسعه
ساعتانِ من القلق المتوتِّرِ
بين سريركَ والمكتبهْ
بين سريركَ والساعةِ المتعبهَ
والعقاربُ تًسَحُب أنفُسَها
وكأنَّ جبالاً على ظهرِها !
فمتى يبزغُ الفجر ؟؟
..
الله..
جاوزتَ ستّينَ عامْ
وما زلتَ من وجَعٍ لا تنامْ ...!!
هدوء العاصفة
الآنْ
نحنُ كما شئتِ ،
صديقانِ مُحايدانْ
يلتقيانِ دونَ موعدٍ ..
يُسَلِّمانْ
تسألُ عن فُلانةٍ
يسألُ عن فلانْ
يُثرثرانِ لحظةً ،
ثم يودِّعانْ
كأنَّ أيَّ طارقٍ بينهما ما كانْ ..!
تهنئتي لكلِّ ما خَطَّطتِ يا نيانْ ..!
النزع الأخير
كلُّ نجمٍ نهيمُ به يَختفي
كلُّ غيم نواعدُهُ لا يفي
وهوانا بأوجاعِنا يَشتفي
هكذا ننطفي..
ثورة عبد في محرابِ إلهةٍ نزقة !
(1)
مُتعلِّقٌ بكِ للقيامَهْ
ويغارُ حتى الموت،
يَفقأُ مُقلتَيهِ بلا نَدامهْ
إن كنتِ تَحترمينَهُ ..
لا تذكري رَجلاً أمامَه ..!
(2)
أدخَلتِهِ عبداً لمِحرابِكْ
أرَدْتِهِ موحِّداً
ألقابُهُ وَحَّدها طُرَّاً بألقابِكْ
..
فانتَبهي ،
حينَ يكونُ ساجداً
لا تَنظُري من فوق رأسِهِ
لكلِّ من دَبَّ على بابِكْ ..!
(3)
أنتِ أحبَبْتِهِ هكذا
نِصفُهُ في التُّرابْ
نِصفُهُ في السَّحابْ
غارقاً في الهوى
غارقاً في العذابْ
مُوغلاً في الضبابْ
لا تَقيسي به أحداً
لا تقيسيه في أحَدٍ
هو يُشبُه لا أحداً غيرَ نفسِهْ
..
إن تكوني تُحبّينَهُ
فافهمي أنَّهُ
لا يؤرشِفُهُ غيرُ رَمْسِهْ ..!*
* رأتْ أصدقاءه من الأدباء يحتفظ كل منهم بأرشيف
لكتاباته، فكانت تلح عليه أن يؤرشف ما يكتب.
الخيبة
ستَبيعينني عند أولِ مُنعَطَفِ للطريقْ
لعدوِّ سيَذبحُني
أو صديقْ
بينما أنتِ تَجرين خلفَ البَريقْ ..
وغداً،
عندما تشعُرين بأنكِ وَحدكِ
تَقتنعين بأيِّ أنيسٍ على الدربِ قد يَستَفيقْ !