لونك المفضل

المنتديات الثقافية - Powered by vBulletin
 

النتائج 1 إلى 20 من 359

الموضوع: الشاعر : عبدالرزاق عبدالواحد

العرض المتطور

  1. #1
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية رجل الظلام
    تاريخ التسجيل
    07 2005
    الدولة
    مع أبي في قبره
    المشاركات
    1,120

    رد: الشاعر : عبدالرزاق عبدالواحد

    انثيالات جنوبية





    أيُّها النَّهر
    أنت أبٌ
    للنّوارس فيك مَلاعبُها
    للضفادع فيك مَساربُها
    للسَّمكْ
    مثلما للنخيلْ
    فرقُ ما بينها
    أنَّ هذي تحلّقُ
    والنجمُ بين مناقيرِها مفعمٌ بالبريقْ
    ..
    بينما هذهِ
    تتقافزُ في جوفِ غِريَنها
    وهي تملأ خضرتَهُ بالنَّقيقْ..
    وتُظلُّ الشواطئُ
    بَرديُّها والقصبْ
    ويظلّ النخيل
    ملعباً للعصافير في الفجر
    مبكى الفَواختِ عند الظهيره
    وارتجاف زعانف حمرَيَّةٍ
    علقتْ في جذور الشواطي أسيره..
    ..
    أيُّها النهر
    أنت أبٌ
    كلُّ ما فيك
    حتى رواسبُكَ الخافيه
    وهي تقذفُ في وجهنا الطين
    تمحنا الحبّ،
    والدفء
    والعافيهْ..


  2. #2
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية رجل الظلام
    تاريخ التسجيل
    07 2005
    الدولة
    مع أبي في قبره
    المشاركات
    1,120

    رد: الشاعر : عبدالرزاق عبدالواحد

    منذ ذاك المطر




    كنت طفلاً أنام على السَّطح في الصيف
    في بيتنا في العماره
    كنتُ أسبحُ بين رحابِ الفضاءِ
    وأحلم
    أرحل بين الغيوم،
    وبين النجوم،
    وأحلم
    في أيَّما نجمةٍ يسكن الله؟!
    ..
    كان المعلّم يخبرنا
    أنَّهُ فوق كلِّ النجوم
    وكلِّ السحابْ
    وهو في كلِّ باب
    فإذا ما دعتهُ القلوبُ، استَجابْ
    ..
    يا ما تلمَّستُ جنبي
    وتمنَّيتُ من كلِّ قلبي
    لو أرى الله..
    ثم أنامْ
    حالماً بألوف الكواكب تحملُ فوق الغمام
    عرشَهُ، وهي تسهرُ وسْطَ، الظلام..
    ..
    ليلةً،
    كنت أَوشِكُ أغفو
    عينايَ في غيهبٍ تَسبحان
    وصوتُ الأذان
    والكواكبُ تنأى وتطفو
    ..
    فجأةً مرَّ سهمً من الضوءِ لِصْقَ القمَرْ
    تاركاً جرحَهُ في السماء
    لست أدري لماذا تخيَّلتُ أنَّ الدماء
    ملأت مقلتيَّ،
    وأنَّ المطرْ
    سوف يهمرُ ذاك المساء..
    وانهمَرْ..!
    ..
    ذاهلاً كنتُ،
    الغيثُ يَهمي
    وصيحاتُ أمّي
    وأحسستُ في عنفوان المطَرْ
    أنَّ قلبَ السماء انفطرْ
    وتسَّربَ قنديلُ ضوءٍ
    رويداً تدَلَّى
    ومَسَّ سريري وصلّى..
    ورأيتُ المعلم يبسمُ جنبي
    بينما اللهُ يملأ قلبي
    فمدَدتُ يدي نحو صدريَ أحضنُهُ
    بينما صوتُ أمّي
    وهي توقظني وتُسمّي
    يردّدُ:
    سبحان ربّي
    يمرُّ الشتاء
    كلُّهُ دون ماء
    ثم تمطرُ في شهر تموز؟؟
    سبحان ربّ السماء..
    ..
    منذ ذاك المطرْ
    وأنا مؤمنٌ بالقدَرْ
    مؤمنٌ أنَّ ربي بقلبي
    وأن الطريق إليهِ نقاءُ البشَرْ..!


  3. #3
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية رجل الظلام
    تاريخ التسجيل
    07 2005
    الدولة
    مع أبي في قبره
    المشاركات
    1,120

    رد: الشاعر : عبدالرزاق عبدالواحد

    ومباركةً أنتِ يا أمَّ بيتي




    سبعةٌ وثلاثون عامْ
    مثلما نجمةٌ
    تركتْ جرحَها
    عالقاً في الظلام
    مثلما يُعبر الآن هذا الغمام
    عبرَتْ أمَّ خالد
    ..
    كم ربيعاً مضى؟
    كم شتاءاً وصيفْ؟
    كم خريفاً بأعمارنا حلّ ضيفْ؟
    ..
    كم ضحكنا معا؟
    كم ذرَفنا على دربنا أدمُعا؟
    كم تسرَّبَ من عمرنا من يَدَينا؟
    كم عزيزاً علينا
    أصبح الآن طيفْ؟
    كيف لم ننتَبهْ أمَّ خالد.. كيف؟!
    ..
    سبعةٌ وثلاثون عام
    أصبحت كلُّ أصدائها
    مثلَ رجعٍ بعيد
    رغم أني أحاولُ،
    واليوم عيد..
    ..
    لَيُخَيَّلُ لي أمَّ خالد
    فرطَ ما شمسُ عمري تميلْ
    أنَّ ظلّي وظلَّك صارا بطولِ ظلال النَّخيلْ!
    ..
    ومباركةٌ أنتِ يا أمَّ بيتي
    عَدَّ كلِّ الأماني
    وكلّ الأغاني
    عدَّ كلّ الدموعْ
    عدَّ كلِّ الدعاء الذي دونَ صوتِ
    كان يلهجُ بين الضلوعْ..
    ..
    عدَّ كلِّ السَّهَرْ
    مباركةٌ عدَّ نَقرِ المطَرْ
    فوق شبّاكِ غرفةِ نومكِ
    بينا صغيرُكِ يبكي،
    يُناغي..
    ويلعبُ حتى الصباحْ
    وأنتِ،
    على رهَقِ اليوم،
    عيناكِ شاخصتانِ لهُ
    وذراعُكِ تطويهِ طيَّ الجناحْ
    ..
    مباركةٌ أمَّ خالدْ
    بشموع ثلاثين عاماً ونَيفْ
    ودموعِ ثلاثين عاماً ونيفْ
    وكونُكِ جدَّةَ بارقْ
    وجدَّةَ سلسلْ وسَيفْ
    وأمَّ بَنيَّ وبنتي
    فأنتِ العراقُ بأبهى معانيه
    طيبتِهِ،
    وخصوبِتِهِ
    وليَالٍ غَفَونا بها كالحمامْ
    ثم صرنا معاً أمَّ خالدْ
    على كِبَرٍ لا ننام...


  4. #4
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية رجل الظلام
    تاريخ التسجيل
    07 2005
    الدولة
    مع أبي في قبره
    المشاركات
    1,120

    رد: الشاعر : عبدالرزاق عبدالواحد

    الموجَعَة






    بدَدٌ.. كلُّ عمرِهِ بَدَدُ



    كلُّ ما يدَّعي، وما يَعِدُ
    القَوافْي، والجاه، والولَدُ

    والثراءُ المَوهوم، والتَّلَدُ
    والمواعيدُ ما لها عَدَدُ

    والرِّضا، والرَّفاهُ، والرَّغَدُ
    بدَدٌ كلُّها، وأوجَعُها

    أنَّهُ الآن عمرُهُ بدَدُ
    علِّميهِ إذا ظفرتِ بهِ

    بعدَ ستّين كيف يَقتَصدُ!
    أمَّ خلدون، والدُّنا أَمَدٌ

    كلُّ ما ظلَّ في الدُّنا أمَدُ
    محضُ وقتٍ على دقائقِهِ

    ينحني وهو يذبلُ الجسَدُ
    كلَّما امتدَّ ينقَطِعْ سبَبٌ

    من رَجانا، وينخلعْ وَتَدُ
    أمَّ خلدون، نحن من وجعٍ

    ضلعُنا عن أخيه يبتَعدُ
    كلُّ أوتادنا مزعزَعةٌ

    فبماذا تكابرُ العَمَدُ؟‍!
    أنتِ تدرين أنَّني مَرِحٌ

    طولَ عمري.. مشاكسٌ، غَرِدُ
    عاشقٌ حَدَّ أن يضجَّ دمي

    لِسنا الفجر حين ينجردُ
    كنتُ عمري إذا انتهى مَددٌ

    من هيامي يجيئني مَدَدُ
    لم أسائلُ، لكنْ أعيشُ هوىً

    لم يعشْ مثلَ زهوِهِ أحدُ
    ربَّما كان كلُّه زَبداً

    آهِ لو عاد ذلك الزَّبَدُ!
    *
    أمَّ خلدون... أيُّ بارقةٍ

    حلوةٍ جاءنا بها الرَّشَدُ؟
    أيَّ زهوٍ، وأيَّ عافيةٍ

    حشدَ العمرُ وهو يحتشدُ؟
    نحن كنّا رفيفَ أجنحةٍ

    فغدَونا نمشي ونَستندُ!
    وحشَونا جلودَنا حِكَماً

    وبرَعنا في كيف ننَتقدُ
    أجملُ العمرِ غالَ هدأتَهُ

    خوفُنا أنَّنا سنَفتَقِدُ
    صار، بعد الصَّفاء، يُقلقُنا


    أين نغفو.. وكيف نبتَرِدُ!
    كم طمأنينةٍ عَواذلُنا

    وأدوها في بعض ما وأدوا
    فغدَونا محسوبةٌ سلَفاً

    ضحكُنا، والبكاءُ، والجَلَدُ
    بدَدٌ، كلُّ عمرهِ بَدَدُ

    لا وقاءٌ لَهُ، ولا سنَدُ
    منذُ خمسين وهو معتكفٌ

    وعليه من نفسِهِ رَصَدُ
    حسبَ الدَّرسَ تارةً أرَبَاً

    فبَرَى الروح وهو يجتهدُ
    حسبَ الشعرَ مَلجأً، فذوى

    وهو يُوري، والشعرُ يتَّقدُ
    ظنَّ أولادَهُ لـه سبباً

    ففَداهم بكلِّ ما يَجدُ
    كان أقصى أحلامِهِ ولدٌ

    يزدهي، أو بُنيَّةٌ تلدُ!
    وإذا كلُّ سعيِهِ بدَدُ

    كلُّ ما يَدَّعي، وما يَعِدُ
    علِّميهِ يامَن عجِلتِ بهِ

    بعد ستّين كيف يَتَّئدُ!
    *
    أمَّ خلدون، لا أقول كما...

    لا، ولا أرصُدُ الذي رصَدوا
    أنا عندي زرعي وساقيتي


    ونواعيرُ ماؤها هَدَدُ
    كلُّ دلوٍ بها لـه رئةٌ

    وحدَها بالدّموع تنفردُ
    وتعلَّمتُ إذ يدورُ بها

    حزنُها السَّرمديُّ والكمدُ
    أنَّها وحدَها مخوَّلةٌ

    أن يُغنّي دولابُها النَّكِدُ!
    لا تقولي أسرَفتَ يا سنَدي

    ربّ تعبان مالَهُ سنَدُ
    أنا عندي حزني ألوذُ بهِ

    فاقدُ الحزنِ أين يتَّسدُ؟!
    *
    بددٌ كلُّ عُمرنا بَدَدُ

    ما أضَعنا بهِ، وما نجدُ
    كم زرَعنا، وكم سقى دمُنا

    وسهرنا حتى ذوى الكبدُ
    كم نسَجنا ضلوعَنا زرَداً

    شاخصاتٌ ليومِنا الزَّردُ
    كم، وليلُ الشتاءِ يَرقبُنا

    خوفُنا فيه كادَ يَنجمدُ
    وصبَرْنا، وكلُّ ثانيةٍ

    تتلوَّى كأنَّها أبَدُ
    أسَفاً إن يُقال قد صَدِئوا

    والمروءاتُ حَبْلها مَسَدُ
    أمَّ خلدون إنَّ بي غبَشاً

    ألفُ فَجرٍ عليهِ ينعقدُ
    لم يزلْ نَبْعُنا جداولُهُ

    كلُّ آتٍ من مائها يَرِدُ
    فإذا جاءنا بلا بَلَدٍ

    فقناديلُنا لـهُ بَلَدُ!
    أمَّ خلدون كَفكفي وجعي

    وعِديني ببعضِ ما أعِدُ
    أنا أدري بأنَّ ألويَتي

    نصفُها في الرياح يرتعدُ
    أنا أدري بأنَّ لي سُفُناً

    فُقدَت في عِدادِ مَن فُقِدوا
    أنا أدري بأنَّ بي وَرَماً

    منذُ خمسين وهو يَطَّردُ
    وبأنّي تَساؤلي حَرَدُ

    وبأنّي خصومتي لَدَدُ
    أنا أدري، أدري بأنَّ دمي

    في الشرايين بات يتَّقدُ
    بسنينٍ بحزنِها ذهبتْ

    وسنينٍ بحزنها تَفِدُ
    أمَّ خلدون.. أيُّ مُعجزةٍ

    تُقنعُ العِرقَ كيف ينفصدُ؟!
    أنا أقنعتُ كلَّ أوردّتي

    أنَّ نَصلي بها سينغمدُ
    وبأني مُعوِّضٌ دمَها

    بمرازيب ماؤها هَدَدُ
    بشموعٍ أضواؤها رُمُدُ

    وضلوعٍ أوجاعُها جُدُدُ
    بتقاليدَ كلُّها هُجرَتْ

    ومواليدَ كلُّهم وُئِدوا
    بغدٍ مُبهَمٍ جداولُهُ

    كلُّها بالدموع تَتَّحِدُ
    فاعذريني إذا نَذرتُ دمي

    ربَّ وعدٍ يبكي لمن وَعدوا!
    أمَّ خلدون لَملمِي سَهَري

    وارقدي بي فالناسُ قد رقدوا
    أنا مازلتُ موقظاً وجعي

    بينما كلُّ إخوَتي هجَدوا
    وَغَداً، والعيونُ تسألُنا

    ما حصَدنا لها، وما حصدوا
    نتراءى فقيرةً يَدُنا

    ولكلِّ امرئٍ يَدٌ ويَدُ
    نتراءى نحن النّيام غداً

    بينما القومُ كلُّهم سَهِدوا!
    ألفُ حمدٍ لله.. نشكرُهُ

    أنّنا بالمَلامِ ننفردُ
    ألفُ حمدٍ لله أنَّ لنا

    وحدَنا ما يُخلِّفُ الكمَدُ
    التَّشَفّي، واللَّوم، والحَسدُ

    ونزيفٌ عليه نُنتَقَدُ
    بددٌ، كلَُّ عمرهِ بَدَدُ

    كلُّ ما يدَّعي، وما يَعِدُ
    هَدهديهِ لعلَّ غُربتَهُ

    حين يغفو تغفو وتَنضَمُد!


  5. #5
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية رجل الظلام
    تاريخ التسجيل
    07 2005
    الدولة
    مع أبي في قبره
    المشاركات
    1,120

    رد: الشاعر : عبدالرزاق عبدالواحد

    سلامٌ على بغداد




    كبيرٌ على بغداد أنّي أعافُها

    وأني على أمني لديها أخافُها
    كبيرٌ عليها، بعدما شابَ مفرقي

    وجفَّتْ عروقُ القلبِ حتى شغافُها
    تَتبَّعثُ للسَّبعين شطآنَ نهرِها

    وأمواجَهُ في الليلِ كيف ارتجافُها
    وآخَيتُ فيها النَّخلَ طَلعاً، فَمُبسِراً

    إلى التمر، والأعذاقُ زاهٍ قطافُها
    تَتبَّعتُ أولادي وهم يملأونها

    صغاراً إلى أن شَيَّبتهُم ضفافُها!
    تتبَّعتُ أوجاعي، ومسرى قصائدي

    وأيامَ يُغني كلَّ نفسٍ كفافُها
    وأيامَ أهلي يملأُ الغيثُ دارهَم

    حياءً، ويُرويهم حياءً جفافُها!
    فلم أرَ في بغداد، مهما تلبَّدتْ

    مَواجعُها، عيناً يهونُ انذرافُها
    ولم أرَ فيها فضلَ نفسٍ، وإن ذوَتْ

    ينازعُها في الضائقات انحرافُها
    وكنّا إذا أخَنَتْ على الناس غُمّةٌُ

    نقولُ بعون الله يأتي انكشافُها
    ونغفو، وتغفو دورُنا مطمئنّةً

    وسائُدها طُهرٌ، وطهرٌ لحافُها
    فماذا جرى للأرض حتى تبدَّلتْ

    بحيث استوَتْ وديانُها وشِعافُها
    وماذا جرى للأرض حتى تلوَّثت

    إلى حدّ في الأرحام ضجَّتْ نِطافُها
    وماذا جرى للأرض.. كانت عزيزةً

    فهانتْ غَواليها، ودانت طِرافُها
    *
    سلامٌ على بغداد.. شاخَتْ من الأسى

    شناشيلُها.. أبلامُها.. وقِفافُها
    وشاخت شواطيها، وشاخت قبابُها

    وشاخت لفرط الهمِّ حتى سُلافُها
    فلا اكتُنِفَتْ بالخمر شطآنُ نهرِها

    ولا عاد في وسعِ النَّدامى اكتنافُها!
    *
    سلامٌ على بغداد.. لستُ بعاتبٍ

    عليها، وأنَّى لي وروحي غلافُها
    فلو نسمةٌ طافتْ عليها بغيرِ ما

    تُراحُ به، أدمى فؤادي طوافُها
    وها أنا في السَّبعين أُزمِعُ عَوفَها

    كبيرٌ على بغداد أنّي أعافُها !


ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •