في ذاك الوقت المتأخر من الليل وانا
اجلس .. على ذاك المكتب
الذي ضم اوراقي .. وحمل على سطحه الكثير والكثير
ذكريات كطعم التوت وأغلبها مر وعلقم لا يموت..
وماهي الا سويعات والدمع ينهدر بغزارة
تلك اللغه التي بات الكثير منا لايدرك رقي جمالها
تناثرت بكثرة وسقطت على اوراقي ..
وانا اغوص هناك "
واذ بي اسمع أصوات"
التفت يمنة ويسره لااجد احد بقربي
وفجأة وقعت عيني ... على تلك اللآلئ المتناثرة
على دموعي التي سقطت
على ماضي جميل رح عني مع رحيل أهله
وبقيت بحاضر موحش كأهله
أعيد في ذاكرتي جمال طفولتي
وحنيني اليها
إلى ألعابي
إلى الدلال
إلى الابتسامه
إلى أبي
إلى كل شيء
فأنا من اولئك الذين لا يستطيعون التعبير الا بدموعهم
فأخط بدموعي سيلاً من العبرات لا تخطه الاقلام
فكم من مرة بلغت الأحزان في نفسي إلى منتهاها
لفقد من كانوا هم سعادتي
ولكن لم يكن هناك ما أعبر به عن ألمي العميق
فتكتفي نفسي بالدموع
فهي فقط من تحل محل الكلمات
فدموعي هي لغتي
في لحظة أنعدام رحمه البشر
كرهت النوم وعشقت السهر
كرهت العالم الخارجي وعشقت عالمي البسيط الكئيب الحزين
كرهت الحياه وعشقت الموت
كرهت الإبتسامة وعشقت الدموع
فدموعي هي موطني
مهما تأخرت عنها لا أرتاح ألا في حضنها الدافئ
كم من دمعه هدرت مني
دمعة رحيل
دمعة غياب
دمعة فراق
دمعة ظلم
دمعة ...؟...
فراحتي دموعي .... ودموعي راحتي
بقربها تكمن سعادتي
فأرجوكم لا تطلبوا مني أن أتخلى عن أحزاني ودموعي
لأني بها أكملت مسيرة حياتي حتى وإن كانت حياة يابسة
بها أطلقت أنفاسي
وبها ينبض قلبي الحنون
فأنا ودموعي منسجمين فهي نصفي الثاني
فقد جعلتها تكملني
وليس تقتلني
ايتها الدموع أني أحبك
بقلمي