الخيبة
ستَبيعينني عند أولِ مُنعَطَفِ للطريقْ
لعدوِّ سيَذبحُني
أو صديقْ
بينما أنتِ تَجرين خلفَ البَريقْ..
وغداً،
عندما تشعُرين بأنكِ وَحدكِ
تَقتنعين بأيِّ أنيسٍ على الدربِ قد يَستَفيقْ !
8/3/1998
الخيبة
ستَبيعينني عند أولِ مُنعَطَفِ للطريقْ
لعدوِّ سيَذبحُني
أو صديقْ
بينما أنتِ تَجرين خلفَ البَريقْ..
وغداً،
عندما تشعُرين بأنكِ وَحدكِ
تَقتنعين بأيِّ أنيسٍ على الدربِ قد يَستَفيقْ !
8/3/1998
الدُّوار
كنتِ في حاجةٍ لاتخاذِ القرارْ
واتَّخذتِهْ
كلُّ عُمركِ باقٍ بهذا المَدارْ
كلُّ منتظرٍ لكِ يبقى على الانتظارْ
وتظلّين أنتِ
تدورين حَدَّ الدُّوارْ
لا هَوىً،
لا طمأنينةٌ،
لا قَرارْ
تَسحَقين اللآليءَ أجمَعُهنَّ
وأنتِ تلوبينَ خلفَ المَحارْ ..!
8/3/1998
انشعابُ الطَّريقْ
حسَناً ،
لقد بلغَ الطَّريقُ بنا نهايَتهُ الأخيره
شكراً لِرفقتِكِ الأثيره
شكراً لِلُطفِكِ، لاحتمالِكِ
لانعطافَتِكِ المُثيره
شكراً لصبركِ يا أميره
الآن يفترقُ الطريقُ ،
على مسافتِهِ القصيره
كلُّ سيقطَعُ وحدَهُ
صحراءَ غُربتِهِ الكبيره
وثقي بأنَّ خُطايَ تَبقى
حيثُما ذهَبتْ أسيرَه
أنا ما خذَلتُكِ ،
ما خدَعتُكِ ،
ما مدَدتُ يداً كسيرَه
ليديكِ ..
أنتِ فعَلتِ هذا ..
كـلُّنا يَدري ضميرَه !
9/3/1998
في عيد ميلادها
فِدىً لعمركِ ساعاتي وأيّامي
عاماً كبرتِ، فهل قارَبتِ أعوامي؟!
أم ما تزالُ لنا في الغَيبِ أربعةٌ
وأربعون.. طويلٌ شوطُها، دامي؟!
وكيف أختصرُ الدُّنيا فَيُصبحُ لي
عمرٌ كعُمركِ لكنْ، دونَ أرقامِ!
ياني.. وعمرُكِ عمري.. لو تُخيِّرُني الـ
دنيا، تَنازلتُ عن عرشي وأختامي
وقلتُ هذي، على أقدامِها سجَدتْ
قصائدي كلُّها، وانهَلَّ إلهامي
سقَيتُ كلَّ مَسامٍ من مَفاتِنها
بذَوبِ قلبي أنا المستمطِرُ الظَّامي!
وصرتُ فيها رَباباً.. كلُّ أورِدَتي
أوتارُهُ.. وهي صارَتْ كلَّ أنغامي!
*
ياني.. سأسألُ عرشَ اللهِ مغفرَةً
أنْ قلتُ: ياني.. على أطرافِهِ نامي!
لعلَّني حين أغفو تحتَ قُبَّتِهِ
أحسُّ وجهَكِ يغفو فوقَ أحلامي!
ياني.. لعيدِكِ أضلاعي سأُسرِِجُها
شَمعاً، واخشَعُ من رأسي لأقدامي
مُرَتِّلاً.. ساجداً لله.. مُبتَهلاً
أنْ تُصبحي أنتِ أوراقي وأقلامي
ونبضَ قلبي، وأمواجي، وأشرِعَتي
وأن تظلّي قناديلي وأعلامي!
30/3/1998
يقولون لو يهوى لسالت دموعه
ألا هَل لأشواقي إليكِ سبيلُ؟
وهل لاشتعالي في هواكِ مَثيلُ؟
وهل لِرفيفِ القلبِ عندَكِ مَلجأٌ
وهل لِنزيفِ النَّازفاتِ دَخيلُ؟
يقولون لو يَهوى لسالتْ دموعُهُ
ولكنَّها بين الضلوعِ تَسيلُ!
عشقتُكِ حتى لو ضلوعي تكسَّرَتْ
لظلَّ بعظمِ القَصِّ منكِ دليلُ!
وليس قليلاً أن يَضُمَّكِ خافقي
ولكنّني صَبري عليكِ قليلُ!
تَغيبين يوماً، ثم يوماً.. فثالثاً
وأبقى لحُزني في دمايَ صَليلُ
يُقَطِّعني خوفي، وشَكّي، ولَهفَتي
وخيلُ شراييني لهنَّ صَهيلُ!
وهل مِن بديلٍ أن أظلَّ معَذَّباً
وسُهدُ الليالي ليس منهُ بديلُ
إذا لم يَنَلْ منّي الهَوى كلَّ سَهمِهِ
فهل أنا فيما أدَّعيِهِ نبيلُ؟!
9/4/1998
هذا اعترافي
ها أنتِ أبصَرتِ ارتجافي
ورأيتِ ضَعفي وانحرافي
وعرَفتِ كلَّ مَواجعي
أنا لا ألومُكِ أن تَخافي !
أدري بأنيّ كلُّ أنهاري
تَسيرُ إلى الجَفافِ
أدري بأنَّ جميعَ أشرعَتي
تُهاجرُ مِنْ ضِفافي
وبأنَّ دربَ العُمرِ يوشكُ
أن يميلَ للانعطافِ
أدري.. وأدري أنَّ أيامي
تَعيشُ على الكفافِ
بينا أُحسُّ دَمي لفرطِ الـ
ضَغطِ كالسُّمِّ الزُعافِ
يَغلي بأورِدَتي فيَذ
بَحْهُنَّ مِن فرطِ الطُّوافِ
وأُحسُّ قلبي وهو يَرفُسُ
كالذَّبيحةِ في شِغافي
أنا لا ألومُكِ أن تخافي
مَنْ ذا يُغامرُ تابعاً
شمساً من الدَّمِ والقَوافي
تَستَنزفُ الوَهَجَ الأخيرَ
بها، وتؤذنُ بانكسافِ ؟!
1/5/1998
يومها .. قبل عام
كفَرخِ الحَمامْ
دخلتِ إلى مكتبي قبلَ عامْ
وكنتِ مواربةً تنظرينْ
وحين لمستُ أصابعَكِ الثَّلج
أحسَسْتُ كم كنتِ تَرتجفينْ
فأطبقتُ كفيّ عليهنَّ مشتعلاً بالحنينْ
تُرى، تَذكرينْ ؟!
لَحظَتَها ،
سَحَبتِ ثلوجَكِ من جَمرِ كفيّ
وكنتِ برغم ارتباكِكِ تبتسمينْ ..
واقتَرحتِ بانْ تَصنَعي أنتِ قهوَتَنا
قُلتِ
ثاني الزّياراتِ هذي
لقد صرتُ من أهلِ بيتِك
ضَجَّ دمي في عروقيَ حَدَّ الأنينْ ..!
وتحدَّثتِ ..
كان ارتباكُكِ يَملؤني نشوةً
بينما كنتِ في خَجَلٍ تذكرينْ
كيف كانوا يُخيفونَكِ منّي
ويَذودون عندَ حضورِكِ حتى الأحاديثَ عنّي
ثم حين سألتكِ
ما رأيُكِ الآن ؟
عُدتِ مواربةً تَنظرينْ ..!
فَتَمَنَّيتُ لَحظَتَها
لو جَعلتُ شِغافي زجاجاً لنظّارتيكِ
لعلَّكِ من خَلَلي تُبصرينْ ..!
حين قُمتِ لكي تَخرجي
كان قلبيَ يَنبضُ في قَعرِ حُنجُرَتي
-ستَعودين ؟؟
-طبعاً ..
شَدَدْتُ يدي فوق كفِّكِ
أسلَمْتِ كلَّ ثلوجِكِ للنار
بَينا ترَقرقَ جدولُ ضوءٍ بعينيكِ
مُرتبكاً لا يَبينْ ..!
8/7/1998