(21)
عندما تتشعب السبل
وهكذا آل ماء العين للوشل
ومال أصفى تصافينا إلى الملل
لم ننتبه، والهوى يدمي جوانحنا
إلى تعلل من نهواه بالعلل !
من كان يحسب أن القلب من دمه
يبرا ، وأن الندى يخشى من البلل ؟!
لا بأس .. كل مسار بعده وجع
إذا تشعبت الأقدام في السبل !
كل له منتهى لا بد يدركه يا خطوة
العمر ، لم تخشين أن تصلي ؟!
هما طريقان .. هذا جد منفتح على
صباه .. وهذا جد مكتهل
ففيم نفزع إن أشجارنا سقطت
أوراقها ، وبدت دوامة الأجل ؟
أعمارنا جبل نرقى عليه .. فلم
نخاف إما بلغنا ذروة الجبل ؟!
يا من جعلنا لها أضواء أعيننا
شعراً فلم ننقطع يوماً عن الغزل
لأننا مذ رأيناها وكل دجىً في
عيننا طيفها يغفو .. ولم يزل
فإن تكن سئمت في القلب موضعها
فالنبض يقلق حيناً غفوة الحجل !
لا بأس .. لاتبحثي عن أيما عذر
إنا ألفنا مذاق اليأس في الأمل !
وحسبنا عندما لا نلتقيك غداً أن
الندى زارنا يوماً على عجل !