ن تجاوز الفشل عبر جسر النجاح يصنعه أصحاب الإرادة القوية
وهم من نصفهم بـ "صُنّاع النجاح"
فإذا كان الفشل يمثل خطوة للوراء .. فإن تحويل الفشل إلى نجاح يمثل خطوات للأمام تدفع صاحبها لمزيد من الإنجاز
ولعل ما يستدعي منا النظرة العميقة والتحليل أن غالبية النجاحات العظيمة تنطلق من حالة من الفشل
وعلى سبيل المثال فإن البطالة هي شكل من أشكال الفشل
ولكن بالدراسة وإيجاد الحلول المبتكرة تتحول هذه المشكلة لطاقات متفجرة بقصص عديدة من النجاح
وهو ما حدث ويحدث في الصين التي سخّرت طاقاتها لخدمة المشروعات الصغيرة والمتوسطة التي تتيح للشباب فرص العمل
والنجاح يدفع لمزيد من النجاح
وإذا كانت هذه تجارب الآخرين فالسيرة النبوية وسيرة السلف الصالح تحوي العديد من التجارب التي حوّلت الفشل إلى نجاح
ففي غزوة حنين عندما قارب المسلمون على الهزيمة بعد أن غرّتهم كثرتهم (لأن الغرور هو أحد بواعث الفشل)
ثبت النبي أمام أعداء الله ، فنزل النبي ، واحتمى به الصحابة
ودعا واستنصر وهو يقول‏:‏ ‏(‏أنا النبي لا كذب .‏.‏ أنا ابن عبد المطلب‏ ..‏ اللهم نزّل نصرك‏)‏‏
فثبت المسلمون وحوّلوا الهزيمة إلى نصر والفشل إلى نجاح
ويذكر القرآن الكريم هذه القصة في سورة التوبة
(‏‏لقد نصركم الله في مواطن كثيرة ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئاً وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين * ثم أنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وأنزل جنوداً لم تروها وعذب الذين كفروا وذلك جزاء الكافرين)

دافعية النجاح هي أهم سلاح لمواجهة الفشل
فعلى الأفراد أن ينموا داخلهم دافع النجاح والتفاؤل
ويدعّموه بمزيد من العمل والاجتهاد والتخطيط والمثابرة
وكذلك على الإدارة في مختلف المؤسسات أن تدعم داخل موظفيها أو عمالها دافع النجاح
والإدارة الناجحة تصنع من الفشل نجاحًا بتغيير استراتيجياتها وسياساتها وبداية التخلص من الفشل هو الاعتراف به كعثرة في طريق النجاح
ومن ثم دراسة أسبابه ومعالجتها وليس الهروب أو الاستسلام للفشل
وعلينا أن نعي جيدًا أن جميعنا قد يفشل في شيء ما
أو في مرحلة من مراحل حياته
ولكن يمكننا أن نتعلم من هذا الفشل ونتعامل معه
وأن نعتبر الفشل حلقة في سلسلة النجاح، وكما تقول الحكمة:
"راحت السكرة وجاءت الفكرة"
فعلينا أن نخرج من سكرة الفشل و الإحباط إلى الفكرة التي تصنع النجاح
وإذا استطعت أن تجيب عن السؤال.. لماذا فشلت؟
فستكون الإجابة أكثر يسراً عندما تسأل.. كيف أنجح؟
فمن ذاق مرارة الفشل هو أدرى بالطبع بطعم النجاح
ومن يتعلم من أخطائه فسيقول

"وداعًا للفشل"


لكِ كل الشكر ياسيف على هذا الموضوع المميز
تمنياتي لكِ بمزيد من التألق في سما هذا المنتدى الرائع