ويحمل تصميم الجامع طابعاً قطريا خالصاً ويتميز برحابته وقبابه، وتم بناؤه وفقاً لأحدث ما وصل إليه العلم في الهندسة.
تم إنشاء الجامع الكبير بشكل معماري فخم يناسب اسمه وبتصميم إسلامي أصيل يقول الكثير عن تاريخ وتراث هذا البلد الإسلامي الأصيل الذي يقف على أرضه.
وجاء إنشاء الجامع الكبير ليكون معلماً قطرياً خالصاً وأن يستوحي من فن العمارة القطرية التي كانت تزخر بها قطر، وقد كان جامع بوالقبيب الذي بناه الشيخ جاسم بن محمد قبل 130 سنة هو النموذج الأصيل للعمارة القطرية لشكل الجوامع الذي كان يمارس في قطر لقرون، فلذلك يستوحي الجامع الجديد شكله من البناء التاريخي القديم الذي بناه مؤسس قطر الشيخ جاسم، وتواصلت الأعمال الإنشائية خلال السنوات الأربع الماضية لإنجاز مشروع الجامع الكبير الذي يشرف على إنشائه المكتب الهندسي الخاص حيث بدأ العمل في المشروع في 16 ديسمبر 2006 حتى انتهى من إنشائه وكافة مرافقه متضمنا الأعمال الفنية والزخارف والديكورات دقيقة التفاصيل بالأسقف والأبواب في منتصف العام الحالي.
إمكانات ضخمة
ويقع الجامع الكبير في منطقة الجبيلات إلى الشمال من وسط مدينة الدوحة ويطل بواجهته الغربية على نادي قطر ويتسع الجامع الكبير داخل الصالة المكيفة لحوالي 11000 مصل والصالة المكيفة المخصصة للسيدات تتسع لحوالي 1200 مصلية ويمكن الصلاة في صحن الجامع وفي الساحة الأمامية للجامع ويستوعبان 30000 مصل.
وبالجامع عدد كبير من القباب ومنارة واحدة أما القباب الكبيرة فعددها 28 قبة وهي تغطي صالة الصلاة الرئيسية والقباب الصغيرة عددها 65 وهي مصممة بشكل مزدوج حول الساحة الخارجية وللمحراب قبتان وللجامع ثلاث بوابات رئيسية ولصالة الصلاة 17 بوابة مطلة على جهات الشمال والجنوب والشرق والغرب.
ويبلغ إجمالي المساحة المخصصة للمشروع حوالي 175164 متر مربع وإجمالي المساحة المغطاة 27644 مترا مربعا ونسبة المساحة المغطاة من مساحة المشروع 15.8% ويتضمن المشروع الجامع وحوله مساحات مفتوحة يحيط بها مواقف سيارات تتخللها طرق مزروعة بالأخضر ويحفها من الجوانب الطرق الرئيسية المحيطة بمنطقة الجامع.
مرافق الجامع
وبخصوص مرافق الجامع فتتكون من (القبو) وبه غرف الوضوء ودورات مياه الرجال، بالإضافة إلى جزء للماكينات وأجهزة توليد الطاقة وتبلغ مساحته حوالي 3853 مترا مربعا أما (الدور الأرضي) فيتكون من الصالة الرئيسية لصلاة الرجال ومكان مخصص لوضوء السيدات بالإضافة إلى المكان المخصص للوضوء ودورات مياه مؤهلة لاستخدام ذوي الاحتياجات الخاصة وتبلغ مساحته حوالي 12117مترا مربعا.
أما (دور الميزانين) فيتكون من مكان لصلاة السيدات ومكان إضافي لصلاة الرجال بالإضافة إلى مكتبة وصالتين لتحفيظ القرآن الكريم، إحداهما للرجال والأخرى للسيدات، وتبلغ مساحته حوالي 2594 مترا مربعا وهناك مواقف السيارات المغطاة وهي تسع حوالي 347 سيارة وتبلغ مساحتها 14877 مترا مربعا وهناك منطقة كبار الزوار ومساحتها حوالي 650 مترا مربعا.
وقد تم تزويد الباحة الخارجية بمنحدر للسيارات يؤمن وصول السيارات من مدخل المناسبات الخاصة حتى بوابة صحن الجامع ويتوزع في جهات الباحة الخارجية أربعة موارد مياه عذبة مستوحاة من تصميم احد موارد المياه التقليدية في قطر كما ينتشر في الباحة أيضا 120 مقعداً حجرياً ذات تصميم خاص وتحوي داخلها أجهزة إنارة تضئ الباحة الخارجية ليلا إلى جانب المصابيح ذات التصميم التقليدي على السور، أما المقاعد وأرضية الباحة فمصنوعة من حجر الجرانيت المعروف بشكله المميز وبعد أن يسير الزائر ما يقارب الأمتار السبعين من درج الباحة الشرقية يدخل الأروقة المؤدية على صحن الجامع عبر بوابة ضخمة ترتفع ما يقارب ثمانية أمتار ونصف المتر.
والناظر للجامع على الطبيعة يشعر بهيبة بنيانه عشرات المرات عما يراه في الصور، فبناء فسيح على أرض واسعة تحيط بها الحدائق من كل النواحي وتضفي عليها مواقف السيارات المصممة بدقة متناهية ونظام رائع في الإضاءات واللوحات الإرشادية التي تتواءم مع طبيعة المكان يجعلك تشعر بأنك في حجر معلم اسلامي يأخذك الى عالم من الروحانيات كلما دخلت من بوابة الى بوابة حتى تصل الى صالة الجامع الرئيسية.
ولم يختلف من يشاهد الجامع من الخارج للمرة الأولى بأنه عمل اسلامي فني تراثي بالدرجة الأولى فقد حافظ الجامع على هويته العربية الاسلامية وخصوصاً على الأسلوب التراثي القطري في بناء الجوامع والتي نراها في بعض الجوامع العتيقة في قطر، كما ان استخدام عناصر البساطة في تشييد جدران الجامع الخارجية وقبابه المتعددة تجعل الناظر إليه يشعر براحة كبيرة، فمع ضخامة بنيانه الخارجي الا انه بسيط الخامات والانشاء وسهل الاسلوب في الانشاء، والسائر بجانب حوائطه الخارجية يتلمس فيها الهيئة عتيقة اللون والملمس.