في الأسابيع الأخيرة من العام الدراسي الفائت وفي مدرستنا النائية جدا كانت المدرسة تعاني من أزمة في كاسات الشاي وكان بعض الزملاء يحتفظ بكأس خاص به ومنهم الزميل (يحيى) وملأت كأسه بالشاي ودخلت به الفصل وجلست في زاوية منه أستمع لإلقاء الطلاب في مادة الإنشاء ولما انتهوا حملت كأسي متجها للأمام وكان الطالب (علي) قد شبك يديه فوق رأسه ولما حاذيته أنزل يديه فضرب الكأس ضربة أحالته أشلاء ومر الأمر عاديا ولما عدت للبيت أبى النوم أن يداعب عيني حتى كتبت هذه الأبيات نفسها..........
لماذا يا علـي كسـرت كأسـي = وأنزلت الهمـوم بـأم رأسـي
فهذا الكأس كأس الشهم يحيـى = وإن يدري فيا بؤسـي وتعسـي
أخذت الكأس منه علـى اتفـاق = بأن أغـدو لـه كأشـد تـرس
وجئت أتيـه بالشـاي افتخـاراً = وأرشف منه في سعـد وأنـس
جلست هناك خلف القوم كيمـا = تطيب بشرب هذا الشاي نفسـي
ولما أن شربـت وطبت نفسا = حملت الكأس في اليسرى بخمس
وقمت مهدهداً للكـأس أمضـي = لأجلس في الأمام بأيّ كرسـي
وكأسي راقص فـرح طـروب = عليه من الطلاوة خيـر لبـس
ولما أن وصلـت إليـك كانـت = بكفك ضربـة جـاءت بنكـس
أحلت الكـأس أوصـالاً كثـاراً = ليدعس من رفاقك شرّ دعـس
أهذا يـا علـي جـزاء كـأس = بلا روح ولا نبـض وحـسّ ؟
ضعيفٍ ليـس يدفـع أي ضـرّ = ولا يقوى علـى لكـم ورفـس
فما بك لست ترحم ضعف كأس = ومالك لا تحس بـأي بـأس ؟
ألا عـذر ألا كـأس جـديـد ؟ = فهذا الكأس ليس بكأس بخـس
سيبقى ذكره في القلـب حتـى = نوسّد يا علـيّ تـراب رمـس