(52)
مياه النور
تشرق الشمس شمسين
أنهار ضوء تشعشع والعين
مبهورة تبحث النور من أين ؟!
ما تعلمت
ستين عاماً طويت
ولا .. ما تعلمت
ها هي تحسر أردية الغيم عن ضوئها ..
أي منفرج للمجرة هذا ؟!
أرأيت ؟
لو أن الكواكب تجتمع الآن
تملك أن تتلألأ بين غلائلها
مثلما يتلألأ مجرى جداولها ؟
وتكابر أنك من ألف نبع شربت
ومن ألف نبع سقيت
وستين عاماً طويت
ولا ما تعلمت
ها هي تمنحك الآن أصفى ينابيعها..
أي عين لها مثل هذا المدى
للتزلج ؟!
أي دم يملك الآن هذا الندى
للتوهج ؟!
وهي تحاول ..
كن باسلاً
وافهم الآن أنك دمعتها
وابتسامتها
أنت قامتها
فحذار حذار
وويلك لو تنثني !
كن كبيراً ولا تنحن
فهي تمنحك الآن فرصة أن تنتقيها
وأن تتألق فيها
وكل المياه التي في ينابيعها
أنت أول من يتقيها
وآخر من يتقيها ..!
أيها النور
يا أيها النور
أمواج بلور
تنسكب
القلب ينسرب
الأرض أجمعها بي تدور
وهي واقفة لصق ثغري
مهدلة فوق صدري
وأنا ..
كالمغيب أرنو إليها
رغوة الماء في مقلتيها
وضعت يدها في يدي
كان كل الندى في يديها !