اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عيسى جرابا

رَغِيْفُ الحَسْرَة

شعر\ عيسى جرابا
23\8\1426هـ

مَنْ لِي بِعَيْنٍ لِلبُكَاءِ تُعَارُ؟=نَكَثَتْ بِمِيْثَاقِ اليَمِيْنِ يَسَارُ
أَتَلَمَّسُ الآهَاتِ وَهْيَ قَوَاصِفٌ=لَهَباً فَيُذْكِيْهَا الأَسَى الـمِدْرَارُ
كَمْ خَيْمَةٍ لِلَّيْلِ تَحْتَ رِوَاقِهَا=يُطْهَى عَلَى جَمْرِ الـخِدَاعِ قَرَارُ
تَتَوَالَدُ الظُّلُمَاتُ فِيْهَا فَالـمَدَى=حُجُبٌ وَأَعْطَافُ الطَّرِيْقِ عِثَارُ
وَاللَّيْلُ يَمْنَحُهَا الأَمَانَ فَتَنْتَشِي=صَلَفاً تُغَنِّي وَالكُؤُوْسُ تُدَارُ
تَمْتَدُّ تَلْتَهِمُ البَيَاضَ وَكَالدُّمَى=فِي سَاحِهَا يَسَّاقَطُ الأَغْرَارُ
وَيُقَهْقِهُ اللَّيْلُ البَهِيْمُ وَقَدْ سَرَتْ=فِيْهِ الـحُمَيَّا مَا عَلَيْهِ إِزَارُ
يَهْذِي وَكَمْ غِرٍّ يُصَدِّقُهُ وَكَمْ=طَالَتْ بِهِ الأَعْنَاقُ وَهْيَ قِصَارُ
طِفْلُ السُّكُوْنِ يَشِبُّ فِي أَحْضَانِهِ=خَدَراً وَبَيْنَ ضُلُوْعِهِ إِعْصَارُ
فِرْعَوْنُ لَوْ يَدْرِي بِمُوْسَى لَمْ يَكُنْ=يُؤْتَى بِمُرْضِعَةٍ وَتُفْتَحُ دَارُ
مَنْ لِي بِعَيْنٍ أَوْ فَمٍ؟ عَيْنِي تَجَـ = ـمَّدَ مَاؤُهَا وَفَمِي عَلَيْهِ حِصَارُ
صِيْغَتْ مِنَ الوَجَعِ العَتِيْقِ حِكَايَتِي=فَالـحَرْفُ دَامٍ وَالفُصُوْلُ قِفَارُ
وَيَكَادُ يَخْنُقُنِي الظَّلامُ فَأَنْثَنِي=خَوْفاً وَيَخْذُلُنِي الغَدَاةَ نَهَارُ
يَا جُرْحُ نَزْفُكَ بَاتَ تَأْلَفُهُ القُلُوْ=بُ كَأَنَّهَا رَغْمَ الـحِرَاكِ جِدَارُ
تَبْنِي قُصُوْراً مِنْ ثَرَى أَحْلامِهَا=عِنْدَ الكَرَى وَإِذَا صَحَتْ تَنْهَارُ
تَصْطَفُّ آلافٌ مِنَ الأَعْذَارِ بَيْـ = ـنَ يَدَيْ دُجَاهَا وَيْحَهَا الأَعْذَارُ
أَيُفِيْقُ مَنْ تَسْقِي لَيَالِيَهُ مُدَا=مَاتُ الـهَوَى وَالعُوْدُ وَالـمِزْمَارُ؟
يَا جُرْحُ بَلْ يَا أَلْفَ جُرْحٍ فِي دَيَا=جِي الصَّمْتِ نَلْعَقُهُ وَعَزَّ دِثَارُ
نَمْشِي يَطُوْلُ الدَّرْبُ يَسْكُنُنَا الظَّمَا=وَالـمَاءٌ تَحْتَ أَكُفِّنَا أَنْهَارُ
وَتَكَادُ تَحْتَجِبُ الرُّؤَى مِنْ حَوْلِنَا=وَالنُّوْرُ فِي أَعْمَاقِنَا وَالنَّارُ
سِتُّوْنَ هَا هِيَ تَغْتَلِي ثَأْراً وَلَمْ=يَبْلُغْ مَدَاهَا الثَّأْرُ وَالثُّوَّارُ
يَتَقَاسَمُوْنَ رَغِيْفَ حَسْرَتِهِمْ عَلَى=غُصَصٍ وَيَلْتَحِفُ الـهَنَا سِمْسَارُ
جُرْحٌ عَلَى جُرْحٍ يَنِزُّ وَيَنْتَخِي=وَعَلَى الرُّؤُوْسِ سَكِيْنَةٌ وَوَقَارُ
نَجْتَرُّ أَذْيَالَ الـمَخَازِي خَلْفَنَا=وَأَمَامَنَا السِّكِّيْنُ وَالـجَزَّارُ
يَعْلُو غُبَارُ الـخَوْفِ تَصْطَكُّ الـخُطَى=فِي بَعْضِهَا وَتُعَرْبِدُ الأَسْوَارُ
فَتَغِيْضُ عَيْنُ النَّبْضِ نَشْعُرُ أَنَّنَا=مَوْتَى وَلَمَّا تَنْفُذِ الأَقْدَارُ
سِتُّوْنَ يَرْسُمُنَا أَسَاهَا لَوْحَةً=خَرْسَاءَ يَنْطِقُ بِالضَّيَاعِ إِطَارُ
بَلِيَتْ ثِيَابُ الصَّبْرِ وَانْطَفَأَتْ مَشَا=عِلُ عَزْمِنَا وَاسْتَنْوَقَ الإِصْرَارُ
فَإِلَى مَتَى وَاللَّيْلُ يَهْزَأُ بِالصَّبَا=حِ وَبِالبَلادَةِ تُحْقَنُ الأَشْعَارُ؟
يَجْتَاحُنَا التَّغْيِيْرُ طُوْفَاناً فَأَيْـ = ـنَ الفُلْكُ أَيْنَ؟ وَمَنْ هُوَ البَحَّارُ؟

لا أستطيع أن أقول شيئاً...

كل ما أستطيعه أن أسجل حضوري وإعجابي...

عيسى جرابا

مبدع ويكفي...

سأمكث هنا زمنا...

لك تقديري...

وعلى الودّ نلتقي ونفترق،،،