رجاء الصانع: أرفض وصاية العشماوي.. ومن يرغب بمقاضاتي فليفعل
الدمام : سراء الشهري
استضاف البرنامج اللبناني خليك بالبيت والذي يقدمه زاهي وهبي مساء أمس رجاء الصانع مؤلفة رواية (بنات الرياض)، في حلقة تجاوزت الساعتين، أدلت فيه الكاتبة بما اعتبرته حقها الخاص في التعبير عن روايتها التي وصفتها بالناجحة، وتخلل اللقاء كثير من المداخلات المسجلة، والعديد من الاتصالات الهاتفية كانت في مجملها تشيد بطرح الكاتبة.
بدأ اللقاء بتأكيد رجاء الصانع على هويتها السعودية بكونها من مدينة المجمعة، وأنها عاشت فترة في الكويت، ثم انتقلت للسعودية لتدرس في المدارس الإسلامية بالرياض، ثم تلتحق بالجامعة لرغبتها في مسايرة نهج إخوانها الأطباء، ممتدحة تعامل والدها معها في تثقيفها وتشجيعها منذ الصغر على القراءة والتعبير، ثم تأثرها بوفاته واستكمال مسيرتها التعليمية، ومن ثم الأدبية وإعجابها بالدكتور غازي القصيبي، واعتباره قدوة لها، بالإضافة لقراءتها لعبدالرحمن المنيف وتركي الحمد وليلى الجهني.
انتقلت الكاميرا بعد ذلك إلى عبدالعزيز خوجة (سفير السعودية في لبنان) ليظهر في مداخلة مصورة وصف فيها رواية الصانع بأنها من أنجح الروايات لاستخدامها لغة العصر، وأن هذه الرواية هي عن بنات جدة أو مكة، ولا يرى فيها خروجاً على التقاليد، معتبراً أن هذه الرواية لو "كتبها رجل لمرت مرور الكرام".
وعند سؤالها عن سبب تسمية الرواية بـ (بنات الرياض) أجابت إنها تحدثت عن ما عاصرته في الجامعة من نماذج، وأنها أبرزت التعددية في مجتمع البنات. وأما عن نقدها للرجل النجدي ومقارنته بالحجازي قالت "أنا أنقل مايقوله المجتمع".
الصانع أكدت في حوارها أن السعوديات لا يحببن التحدث مع السعوديين لأن بعض العادات والتقاليد تعقدت مع الدين، ولم يستطع أحد الفصل بين هذين الخطين، وأصبح التشدد على نجديتنا وعاداتنا.
وفي سؤال عن الجرأة الشديدة في التعرض للطوائف، وأن البعض يعتقد أنها أقحمت اسم هيئة الأمر بالمعروف بشكل لم يكن له تبرير سردي، وأن البعض اعتبر هذا مباهاة بالجرأة أجابت "أنا لم أجازف بسمعتي ليقال عني جريئة، أنا أريد أن يعيش أبنائي في مجتمع يحترم رأي الآخرين".
المداخلات الهاتفية جاءت في أغلبها مشيدة بالكاتبة، حيث ورد الاتصال الأول من الدكتور ناصر الدوسري الذي امتدح جرأة الكاتبة، وأن هذه الضجة هي من أناس فقدوا صوابهم بسبب اعتقادهم أن لهم الوصاية على الشعب السعودي. ليأتي الاتصال الثاني من الكاتبة ثريا الشهري التي بدت متحفظة على الرواية، ثم ما لبثت أن أوضحت أن الرواية تحسب إيجابياً للكاتبة في ظل عمرها الزمني، وتمنت ألا يكون كثرة ظهورها الإعلامي هو للدفاع عن الرواية، ليكون ردّ الصانع بأن من حقها أن تفرح بهذا النجاح. وفي ردها عن ما قاله الدكتور عبدالرحمن العشماوي والذي طالبها بالتوبة قالت "أرفض التشكيك بديني أو الوصاية علي، والعشماوي مفكر وأديب، ولكنه ينظر إلى روايتي بأنها دعاية للمجتمع"، موضحة أن نجاحها لم يكن حظاً، مستشهدة بالآية "وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ"، وأن عملها الروائي لو كان فيه إغضاب لله لما وفقها فيه.
وعند سؤالها عن سبب اختيار الرجل في روايتها المرأة الساذجة أو محدودة التفكير ذكرت أن الرجل عندما يفتقد الثقة في نفسه يختار هذا النوع، وهذا سبب عزوف الكثير عن المثقفات والطبيبات، واختيار نساء صغيرات، وتابعت أن مئات الرسائل وصلتها تؤكد صاحباتها أنهن نماذج لفتيات الرواية.
وقد اتصل بالبرنامج ثلاث نساء لبنانيات أشدن بها، وأكدن أن ما كتب يمثل حقيقة المجتمع السعودي بحكم مخالطتهن، وأن نظرة واحدة للسوق في السعودية تثبت ما يحدث.
وفي إجابة مقتضبة عن سؤال من أسماء محمد محررة جريدة الحياة حول هل هي داعية جديدة لتحرير المرأة وهل تفكر في الزواج والأمومة، أكدت الصانع أنها لا تنتمي لأي حزب أو أي جهة، وأنها عكست هموم فتيات جيلها، وأنها لن توقف حياتها للحصول على زوج.
وعندما سألت عن اتهام البعض لها بأنها تشجع على أمور سيئة كالتعرض للمثلية الجنسية أو ذكرها أن بعض الفتيات يردن الاختلاط بالرجال حتى في مقابل مادي، قالت "أنا لم أكتب عن شيء خارج عن المألوف، وجميع هذه الأمور تحدث خلف الأسوار".
وعندما قرأ لها زاهي بعض الاتهامات بأن العمل مسروق كما كتب محمد عبدالواحد نقلا عن عبدالله الحكيم، وأنها مقتبسة من روائي أمريكي مغمور في رواية تحمل اسم (الصديقات)
ابتسمت وقالت "لا علم لي بهذه الرواية".
الصانع صرحت للمرة الأولى أن الهجمة عليها كانت أكبر من توقعاتها، وأن والدتها تبقى على الإنترنت منذ ساعات الفجر الأولى لتقرأ ما يكتب عنها في المواقع الإلكترونية، مستغربة من هجوم الكثير عليها حتى بدون قراءة الرواية.