(105)
يا أنت يا ملح زادي !
ملأت كل حياتي ... كيف أُخليها ؟
وأنت ، رغم ادعائي ، كل ما فيها
أقول أخلع روحي ؟ كيف أخلعها ؟
وكيف نفسيَ من نفسي أبريها ؟
وكيف أخرج قلبي من أضالعه ؟
وكيف أقصي عيوني عن مآقيها ؟
ومن سيشفع لي لو أنني بيدي
أطفأت نجمة روحي في دياجيها ؟
وعدتُ لا شيء إلا الليل يملؤني
ولا أنيس سوى نفسي أباكيها !
يا أنت ملح زادي يارفيف دمي
يادفء وحشة روحي في لياليها
أسرتْ ثلاثة ايام بنا سفنٌ
تجتاز رابعها نشوى صواريها
لا ساءلتنا الصواري أين وجهتنا
ولا سألنا الصواري عن مراسيها !
فما لنا الآن عن بعد مرافئنا
تبكي وأنهارنا غرقى شواطيها !
صرنا نجيء وملء العين أسئلة
وملء أرواحنا حزن يعاصيها
تُرى هو الوقت ؟؟ أم أن الرياح بنا
جرت على غير ما نهوى مجاريها ؟!