وماذا يحتاج هذا المتأثر كي يظهر الإحساس المنضبط ...؟
يحتاج إلى أدوات متمكّن لتكوين ناتج التجربة ، وإحضار الإحساس لإشعال الموهبة .
فالأساس يعتمد على الوضوح بعيدًا عن المثالب والغموض ، ثم التنميق وهو تطريز الناتج
بجماليات يتقنها بذوقه الفنّان ...
كالمؤثرات الصوتيّة أو الحركيّة أو الألوان أو الاقتباسات والاستشهاد ..
وكلّما كان الأديب متمكّنًا حرص على أن يزفّ إلينا الناتج في أبهى حلّة
ماذا يحدث عندما تنقل إلينا تجربتك ؟
عندما نتلقى نحن تلك التجربة تُحدث ما يُسمى بــ :
( المتعة الفنية )
هذه المتعة التي نتجت عن مشاعر منضبطة ، غير هائجة ولا منفعلة ، فتحدث فينا شعورًا إيجابيًا .
وكل ما كان الأديب صادقًا في إحساسه ، بليغًا في أدائه كان أقوى في تأثيره في سامعيه أو قارئي كلماته .
لذلك نجد في بعض الأبيات التي نصنفها بأنّها أجمل الأبيات وأعذبها ، قد أثارت فينا ذكريات ،
ونجدها معبّرة عن تجارب قد مررنا نحن بها ، فنشعر بأنّ الشاعر يعبّر عمّا في أنفسنا نحن
لا عمّا في نفسه هو ، وربما نقول : صادق والله ، أو صحّ لسانك .
وفي هذا يقول الشاعر زهير بن أبي سُلمى :
وإنّ أصدق بيتٍ أنت قائله ....... بيتٌ يُقال - إذا ما قلته - : صدقا .
ويقول غازي القصيبي :
( الشعر الذي يحرّك نفسك هو الشعر الذي ترى فيه نفسك ) .