أعود كما وعدت بالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مازال قلبي عاشقا = لندى الحقول المعشبة
ألا يمكن لقطرة الندى المتعلقة في طرف ورقة خضراء في حقل بعيد في أحد الصباحات المجهولة
ألا يمكن لها أن تبقى ثابتة مؤثرة في قلب شاعر
فإن أمكن ذلك أمكن لها أن تعشق إذا كان العشق لا يكون إلا للثابت المؤثر
ولا يلزم أن يكون الندى هو قطرة الماء السابقة بل ربما كان شخصا حبيبا أو زمنا جميلا أو مكانا محبوبا
ولا يلزم أن يكون أحدهما بل يجب أن يكون كلاهما ليتسع المعنى
متوشحا لحن الشذى= والذكريات المخصبة
وشاح وصوت وعطر
ثلاث حواس تكمل الصورة البصرية والإحساس العاطفي في البيت الأول
نبدأ بالعطر فللذكريات عطرها وحميميتها
وفي الذكريات أصوات فلا يمنع أن يقال لحن الشذا
فبينهما علاقة الزهر بالعصافير ذات صباح وحديقة
ثم أن تكون هذه الذكرى وشاحا على صدرك يمر بقلبك فأنت لم تنس بل أنت تعيش ذكرياتك وحبك دائما
فهو الملموس المسموع المشموم المحسوس أبدا
وعليه فالماضي هنا ليس صورة معلقة عاى حائط الذاكرة بل هو حي خصيب يثمر أحوالا ومشاعر وأفعالا تنبعث من ذاك المشهد الحي
مهما تغرب أونأى = في كل أرض مجدبة
برغم تغربه قهرا أو اختيارا ونأيه عن أرضه التي يحب في أرض مجدبة لايحب تخلو من كل مقومات الحياة والجمال
التي تتميز بها أرضه التي جاء منها
وإن كان الفعل نأى يتعدى بالحرف (عن )فذاك المقصود الموجود في البيت معنى المحذوف لفظا
فكأن البيت......... مهما تغرب عن أرضه أونأى عنها في كل أرض مجدبة ..........أو نحوا من هذا السياق
فيكون بالحذف أيضا توسيع للمعنى
وكلما اتسع معنى النص واحتمل معاني عدة وداخله رمز ازداد الشعر مكانة في الذائقة
ولعلي أكتفي بهذه الأبيات الثلاثة
مع شكري العميق الخالص لأستاذي ((صاحب الظل)) الجميل
وإلى لقاء
وبانتظار