«ميت القلب».. بدأ ركل الكرة أمام فريق قرية النعي وختمها باليوفي

أقرب أصدقاء الدعيع: كان نصراويا ولا يتخيل أن يلعب في الهلال


نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
محمد الدعيع في أول مباراة حواري له في قرية النعي وكان مهاجما.
إعداد: بشير الزويمل تصوير : نايف السلحوب
نحت اسمه بأحرف من ذهب في خريطة الكرة السعودية وطبع اسمه وسط قلوب عشاق كرة القدم. لعب دور البطولة، أحبته الجماهير السعودية عامة، جذب الكثير من الرياضيين لمحبة ناديه، نجما وأسطورة ورمزا. كلما قلبت أسماء أساطير كرة القدم وجدت اسمه في الصدارة. سار على درب النجومية، ذلك الدرب الذي تخللته مباريات تاريخية لا تزال عالقة في أذهان عشاق كرة القدم السعودية، فجعل من نفسه اسماً ورقما من الصعب تكراره في عالم المستديرة.
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
من منزل الطين صعد إلى النجومية.
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
فرج الطلال أول مدرب للدعيع .
شق محمد الدعيع طريقه نجما في كرة القدم من بوابة نادي الطائي الذي نشأ وترعرع بين أحضانه، برز حارس مرمى في كرة اليد في نادي الطائي في عمر لم يتجاوز العاشرة واشتهر في المنطقة مهاجما وهدافا لفريق "التمسوا" أحد أقوى فرق حواري كرة القدم في منطقة حائل وهدافا لابتدائية علي بن أبي طالب المدرسة التي تلقى الدعيع التعليم فيها، قبل أن يُكتشَف من قبل المدرب الوطني فرج الطلال ليكون أحد أبرز حراس كرة القدم في المملكة.
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
محمد الطراد أحد أصدقاء الدعيع عند باب منزله.
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
عبد العزيز الطلال مدير كرة اليد
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعيوسط منزله القديم
نشأ هذا الشاب الأسمر بين أسوار بيت طيني في حي المزعبر وهو من أقدم أحياء مدينة حائل شمالي السعودية.
كان محبوبا من أصدقائه في الحارة. لازمه في بداياته عبد العزيز الطلال مدير كرة اليد في نادي الطائي الذي اهتم به كثيرا منذ صغره، فكان الدعيع يرافقه بشكل يومي لتدريبات فريق كرة اليد في النادي، حيث أمضى ثلاث سنوات حارسا لكرة اليد قبل أن يصرَّ فرج الطلال مدرب ناشئي كرة القدم في النادي على تحويل الدعيع إلى كرة القدم وسط معارضات من قبل أخيه مدير كرة اليد، وكان يسمى "ميت القلب".
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
نادي الطائي
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
منزل الدعيع في التسعينات
وتحدث فرج الطلال المدرب الوطني عن محمد الدعيع، وقال "محمد أسطورة وحارس نادر من الصعب تكراره في كرة القدم"، مؤكدا: "أصررت على انتقال الدعيع من لاعب كرة يد إلى لاعب كرة قدم لأنني رأيت الموهبة الكبرى في هذا اللاعب ليكون حارسا لمنتخبات المملكة، وقلت للدعيع: إنك ستكون أفضل حراس المنتخب مستقبلا. وكان مساعد المدرب آنذاك فهد العنبر وهو ابن خالة محمد الدعيع يطرده من تدريبات الفريق ولا يريده في الفريق لأنه لا يرى أنه سيفيد الفريق، ولكني كنت مُصرّا على بقائه".
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
من منزله الطيني
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
غرفة محمد مع أخوانه.
وأضاف: "بعيدا عن كرة القدم كان الدعيع عاشقا للرحلات البرية، وكان من أول الأشخاص الذين ينظمون الرحلات البرية للشباب". وأشار إلى ميول الدعيع الفنية".
وزاد: "كان محبا للفن بشكل كبير، حيث جاءني ذات مرة وسط الملعب، وقال لي "يا أبو علي لن أتدرب معاك حتى تعطيني كاسيت غنائي لك شخصيا، حيث علمت أنك رجل عازف للعود، وأحب أن أستمع لفنك". وبالفعل ذهبت للسيارة وأعطيته الكاسيت، ودخل الملعب وتدرب معي".
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
منزل الدعيع في المزعبر
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
ملعب فريق الحواري الذي لعب له الدعيع
وأكد المدرب الوطني أنه حدث موقف طريف للدعيع في إحدى المباريات لفريق الشباب مع أحد أندية القرى في دوري المنطقة على أرضهم، حيث نشبت مشكلة بين اللاعبين، ودخل الجمهور إلى وسط الملعب، وجاءني الدعيع مسرعا، وقال لي: هل تريد مساعدة للخروج من الملعب؟ فقلت له: لا، اخرج أنت وقام مسرعا وصعد السياج الحديدي "الشبك" المحاط به الملعب وكان طوله يتجاوز مترين وقفز من خلفه وركب مع أحد الإداريين ولم نلتق إلا في حائل".
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
الدعيع كابتن الطائي في مباراة سابقة
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
الدعيع في لقاء سابق مع الطائي
وقال الطلال: "إن الدعيع يقدّرني كثيرا، وله موقف جميل معي حيث رفض التوقيع لإدارة الطائي عند تجديد عقده بسبب قلة مبلغ العرض المقدم له، وكان وقتها في أحد معسكرات المنتخب الأول في الرياض، وجاءني أحد أعضاء إدارة الطائي وطلب مني الذهاب إلى محمد الدعيع في الرياض لتوقيع العقد وبالفعل ذهبت إليه في مقر المعسكر في أحد الفنادق، ولما شاهدني وقّع على بياض ولم يشاهد قيمة العقد. وهذا موقف جميل ووفاء من هذا اللاعب".
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
مبنى مدرسة علي بن أبي طالب التي تخرج فيها الدعيع قديما وهو مبنى مستأجر
وكشف عبد العزيز الطلال مدير كرة اليد في فريق الطائي سابقا قائلا "إن والدة محمد الدعيع كانت تثق بي كثيرا ولا تدع محمد يذهب للنادي إلا معي، وكنت طوال ثلاثة أعوام متتالية آخذه من منزله للنادي حتى تحول لكرة القدم". وأضاف: "الدعيع تعلم قيادة السيارة على يدي وعلى سيارتي، هوندا موديل 1986، وكنت أعلمه القيادة وذات مرة قاد السيارة بي في طريق عودتنا من النادي، وكاد أن يسبب لنا حادثا لعدم إتقانه القيادة".
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
ملعب نادي الطائي
وقال محمد الطراد أحد أصدقاء محمد الدعيع: "الدعيع كان من أفضل لاعبي حواري كرة القدم، حيث كان لاعبا هدافا في فريق "التمسوا"، وكان الفريق يذهب للعب مع فرق حواري القصيم والقرى المجاورة لمدينة حائل. وكانت أول مباراة حواري لعبها محمد الدعيع في فريقنا ضد فريق قرية النعي شرقي حائل بنحو 60 كيلو مترا وكانت للدعيع بصمة فيها وحسم المباراة لنا". وأضاف "الدعيع كانت ميوله نصراوية وكان يعشق النصر إلى حد الجنون، ولم يكن يوما من الأيام يتخيل نفسه لاعبا في نادي الهلال".