( 5 )
ـ عندما وصلنا الرياض بهرتني بكل ما فيها , شوارع فسيحة وسيارات أشكال وألوان ومحلات متنوعة ومطاعم ومولات ومكتبات ودنيا غير لم أعهد مثلها من قبل .
ـ سكنا في منزل أحد أبناء القرية مع أهله حيث غادر قريتنا منذ عشرات السنين ويعمل حارس مدرسة ويسكن هو عائلته " الضخمة عددا " في السكن الملحق بالمدرسة .
ـ يرتبط هذا الرجل بأخوة من الرضاعة مع أمي ولم أعرف ذلك إلا بعد يومين من وصولنا هناك ولم أستوعب معنى أن يكون خالي أيضا إلا بعد برهة .
ـ أبناء خالي ـ من الرضاعة ـ من الجنسين يتجاوز عددهم العشرين من زوجتين إحداهن طلقها خالي والثانية لا زالت ترعى " الجيش " براتب متواضع ومساعدات لا تتوقف من عدد من الجمعات وأهل الخير .
ـ بالعربي كنا عالة على من يستحقون الإعالة بسبب حالنا المادي السيء الذي لا يؤهلنا للاستئجار أو حتى الأكل من مطاعم السوق .
ـ حدث لي موقف " بايخ ومؤلم في نفس الوقت " في الرياض حيث قصدت محل للحلاقة قاصدا تخفيف شعر رأسي الكث فقام الحلاق ـ أظنه تركي الجنسية ـ بحملي ووضعي على كرسي الأطفال !
انزعجت كثيرا وبدأت أشتم وأسب بلهجتي المحلية الخالصة وسط دهشة الرجل وأخرجت له كرت العائلة لأبين له أنني لست طفلا ـ لم أستخرج هوية وطنية وقتها ـ .
ابتسم ثم اعتذر ونقلني لكرسي الكبار وأكمل حلاقته وسط صمت مطبق من كلينا حتى انتهت المهمة .
ـ استفقت بعد هذا الموقف من " سكرتي " وعدت أتأمل شكلي وطولي وهندامي وانتبهت وأنا أرتاد أ ي مكان أن العيون تطاردني والكل يلفته مروري .
ـ كانت صدمة ختام الأيام التي قضيتها هناك خبر إصابة والدتي بسرطان الثدي وحاجتها للعلاج الكيماوي الطويل .
يتبع ... 