1-كيف نطور من انفسنا وذواتنا في الحياه ؟
2-مالاساليب المتاحه لذلك
قبل كل شيء لابد أن يعرف الإنسان هدفه في الحياة فمتى ما عرف الإنسان دوره في هذه الحياة استطاع أن يطور ذاته فالإنسان بلاهدف مثل السفينة بلادفة
فإذا عرف الإنسان أنه خلق في هذه الحياة لهدف ثم عرف ذلك الهدف الذي خُلق من أجله أصبح من السهل عليه تطوبر نفسه وذاته وهذا التطوير يحتاج إلى إرادة قوية وإصرار عزيمة والجد والمثابرةبمفهوم لايتعارض مع المبادىء الإسلامية .
فلا يجعل الإنسان اليأس عقبة في طريقه فيستسلم له فيتوقف تفكيره أو الفشل عذراً فيقتنع به على عدم نجاحه فكم من نجاح قد أتى بعد فشل فالفشل خطوة نحو النجاح وقد قيل بأن حلاوة النجاح لا تذاق إلا بعد تجربة مرارة الفشل ولنا في فطاحلة العلماء والمخترعين أمثلة كثيرة عن الفشل كيف بدأت حياة بعضهم العملية بالفشل وهاهم من أشهر العلماء المخترعين في العالم.
كما يجب على الإنسان أن تكون نظرته للحياة نظرة تفاءل فلاينظر إليها بمنظار أسود حتى لايخيم عليه التشاؤم فيحد من تفكيره فالتفاءل سلوك ينشط العقل عند الإنسان فإذا نشط العقل عند الإنسان استطاع أن يبني مجده ومن ثم يرفع رأسه فالتفاءل من الصفات النبيلة والخصال الحميدة وقد كان من صفات الرسول صلى الله عليه وسلم التفاؤل ولنا في رسولنا صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة بأن نتبعه في أقواله وأفعاله وصفاته فهو قدوتنا وماأعظمها من قدوة!
فعلى الإنسان أن يعرف ذاته أولاً بعد ذلك يبدأ في تطوير ذاته بإيجابية وبتخطيط سليم وثقة بالنفس فالثقة بالنفس هي طريق النجاح في الحياة فعلى الإنسان أن يقوي ثقته بنفسه طالما وأنها سبب من أسباب النجاح في الحياة فالثقةلاتولد مع الإنسان أوصفة موروثةتتوارثها الأجيال وإنما هي مكتسبة من البيئة المحيطة بالإنسان وكلما كانت ثقة الإنسان قوية كل ماكان إحساسه بقيمة نفسه بين من حوله أقوى يساهم في بناء مجتمعه فيزرع البذور السليمة التي تحتاج إليها مقومات شخصية أفراد المجتمع حتى ينهض المجتمع نهضة قوية لاتزعزه التيارات الغربية بغزوها الفكري فتتبدد شخصية أمة مسلمةويذهب ريحها بعد أن وصفها رب العزة والجلال بأنها خير أمة أخرجت للناس"كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ..."
فمتى ماعرف الإنسان ذات نفسه فإن عليه لزاماً أن يطور من نفسه وذاته قبل أن يحاول تطوير من حوله حتى يضمن لنفسه السعادة في الدنيا والآخرة ويمكن للإنسان أن يلخص هذاالتطويرلنفسه وذاته في عدة جوانب ومنها:
1-الجانب الديني:يمكن القول في هذاالجانب أن كل ماكانت صلة الإنسان بربه متصلة كلما كانت علاقته بربه قوية فإذا فكر الإنسان ثم عرف أن الله لم يخلق الإنسان في هذه الدنياعبثاً وإنمالحكمةكان الهدف منها إحياء الأرض وهذا الإحياء المرجو من الإنسان يتمثل في عبادة الله وحده وطاعته فيما أمر واجتناب مانهى عنه وزجرفلو عرف الإنسان بأن الله قد فرض عليه خمس صلوات مفروضة في اليوم والليلة فأداها في أوقاتها ثم عرف بأن هناك زكاة تُستخرج من الأموال فأخرجها كاملة دون نقصان وعرف بأن الله قد كتب عليه صيام شهر رمضان فصامه كاملاً ثم عرف بأن الله قد فرض عليه حج البيت فتمكن من أداء فريضة الحج ثم عرف الإنسان بأن الله قد حرم الزنا وشرب الخمر وأكل الميتة وأكل لحم الخنزير وووو فامتثل الإنسان لأمر ربه وأطاعه فيمانهى عنه لتحققت الغاية من خلق الإنسان فإذا فعل الإنسان ذلك فإنه يكون قد طور نفسه وذاته في الحياة.
2-الجانب الفكري:ويتمثل هذاالجانب في ثقافة الإنسان فكلما كان الإنسان كثير القراءة كلما كانت ثقافته عالية فيجب على الإنسان أن يكون مثقفاً واسع الإطلاع على الكتب النافعة المؤلفة في جميع المجالات وأفضل كتاب يجب أن يطلع عليه الإنسان ويتعده بالقراءة كتاب الله ومن بعده أحاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم فالكتاب والسنة فيهما سعادة الإنسان في الدنيا والآخرة وهدايته إلى الطريق المستقيم وقد أشار إلى ذلك أفضل الخلق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم عندما قال:"تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا كتاب الله وسنتي"..فالثقافة سلاح لمن لاسلاح له فالإنسان المثقف يستطيع أن يكتشف يثقافته أموراً قد تكون غامضة بعضها قد تتعلق بأمور بالدين فكم من مستشرق قد رُدّ كيده في نحره عندما حاول أن يحرف في بعض آيات القرآن فهناك من حرّف في قوله تعالى:"ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه" بحذف كلمة"غير"حتى تصبح الآية "ومن يبتغ الإسلام ديناً فلن يقبل منه" وفي قوله تعالى:"ادخلو الباب سجدا وقولوا حطة" بزيارة نقطة على كلمة "حطة" بعد حرف الحاء لتصبح الكلمة"حنطة"وغير ذلك كثير من التحريف في كتاب الله
ولكن هؤلاء المحرفين من المستشرقين أعداء الإسلام والمسلمين قد وجدوا من وقف أمامهم من أبناء المسلمين المثقفين وكشف نواياهم الخبيثة فرد كيدهم في نحورهم فلولا ثقافة الإنسان لتمادوا هؤلاء المستشرقين في أساليبهم الملتوية ونالوا مايتمنون ..فالثقافة ضرورية للإنسان .."إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ "..فإذا اهتم الإنسان بثقافته حتى أصبح إنساناًمثقفاً ثم أصبح ينثر ثقافته على من حوله من أفراد مجتمعه ..أليس هذا الإنسان قد طور نفسه وذاته في الحياة؟
3-الجانب الأخلاقي:لأخلاق الفاضلة صفة حميدة قد دعت لها جميع الأديان ونادى بها المصلحون على أنها تعتبر وسيلة للمعاملة بين الناس بالحق والعدل والمساواه وقد حث ديننا الإسلامي على الأخلاق فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم :"إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم فسعوهم بأخلاقكم" وللشعراء نصيب في الحث على الأخلاق فهذاالشاعر أحمد شوقي إذ يقول:"وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت.. فـإن هُمُوُ ذهبــت أخـلاقهم ذهــبوا" فيجب على الإنسان أن يتحلى بالأخلاق الفاضلة وأن يتصف بهذه الصفة التي يجب أن تكون في هذه الأمة قال الرسول صلى الله عليه وسلم:" إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق "فالأخلاق الفاضلة طريق الفلاح والنجاح في الدنيا والآخرة ترفع من شأن صاحبها في الدنيا على أنه بث روح الألفة والمحبة بين أفراد المجتمع وبهذا فقد يشعر بسعادة النفس وإرضاء الضمير فطوبى لكل إنسان قد اتصف بهذه الصفة الحسنة وكانت أخلاقه فاضلة فحري بكل إنسان قدتحلي بالأخلاق الحسنة وابتعد عن العادات السيئة في جميع تصرفاته حتى انعكست آثارأخلاقه الفاضلة على المجتمع فسادت المحبة والألفة بين أفراده فإذا فعل الإنسان ذلك فإنه يكون قد طور نفسه وذاته في الحياة.
أكتفي بهذاالقدر كإجابة على سؤال الأخت خزامى ولو أن البحث عن الإجابة قد يحتاج إلى توسع فلربما الإطالة قد تبعث في نفس القارىء الملل فيعزف عن القراءة.
شكر وتقدير لصاحبة الفكرة الأخت الفاضلة خزامى..
من عقش..