حكم حمواربي هذا الملك العظيم في بابل بين عامي 1792 - 1750 ق . م
وعندما تسلم الحكم كانت في البلاد قوى مختلفة
ودويلات متفرقة تتنازع السلطة فاستطاع أن يوحدها
وأن يبني بها صرح امبراطورية مترامية الأطراف ضمت جميع أنحاء العراق
والمدن القريبة من بلاد الشام حتى سواحل البحر المتوسط ومناطق أخرى .
وكان شخصية عسكرية عالية القدرة
اضافة الى الجانب الاداري والتنظيمي والذي لم يكن يقل عنه في الجانب العسكري.
ان مسلته الشهيرة المنحوتة من حجر الديوريت الأسود والمحفوظة الآن في متحف اللوفر بباريس
تعتبر واحده من أقدم وأشمل القوانين في وادي الرافدين والعالم .
وعلقها على مداخل المدن ومخارجها كي يطلع عليها داخلوا تلك المدن ويطبقوها
أو ان يتحدثوا بها لشعوب البلدان الاخري حينما يغادرون المدن البابلية
محتوى المسلة
النص مكتوب بالخط المسماري و اللغة الأكدية و هي مقسّمة إلى ثلاثة أقسام:
مقدمة تاريخية
تتعلق بتنصيب الملك حموراربي كحامي للضعيف و المضطهد
و تشكيل إمبراطوريته و إنجازاته
نص شعري
تجمع أعماله القانونية و تحضر لإدامتها في المستقبل
هذين المقطعين الشعريين يؤطران النص الذي يصف
ما يقارب ال 300 مادة قانونية و قرارات قانونية التي تنظم الحياة اليومية في بلاد بابل
النص القانوني
كتب باللغة المتداولة في الحياة العامة و بطريقة مبسطة
فقد أراد الملك أن تكون مفهومة للجميع على أيه حال
صيغت القرارات القانونية بطريقة متماثلة
جملة مشروطة توضح مشكلة قانونية أو إجتماعية
و متبوعة بإجابة في الزمن الحاضر على شكل جزاء للمذنب أو حل للمسألة
"إذا عمل أحدهم كذا و كذا، كذا و كذا سيحصل له أو لها"
تحتوي مسلة حمو رابي على قوانين تعالج مختلف شؤون الحياة .
فيها يجد القارئ تنظيماً واعياً لكل مجالات الحياة
وتحديداً وعلى جانب كبير من الدقة لواجبات الفرد وحقوقة في المجتمع كل حسب وظيفته ومسؤوليته
كانت مواد المسلة ال (282 فقرة) مقسمة في أبواب يناقش كل باب منها جانباً متخصصاً
في مجالات العلاقات والأمور الاجتماعية والحياتية سواء في أثناء السلم ام الحرب ..
وعلى سبيل المثال لا الحصر فالطبيب الذي يعالج مريضاً
ويتسبب في وفاته يتحمل وزر عمله وقد تصل عقوبته إلى ايقاع الموت به
وهكذا باقي مجالات الحياة ولم تغفل (المسلة) حتى أمر الحلاقين والمزينين
بل وتعدت تلك (المسلة) إلى وضع اسس حتى للتعامل مع الحيوان وتربيته ولعل مقولة
(
اذية العجماء ضرار.. )التي تتناولها القوانين الوضعية في ايامنا هذه
ان هي الا امتداد تضمنته المسلة في احد بنودها
فصاحب الفرس الذي يرفس طفلاً ويؤذيه والكلب الذي يعض شخصاً ويجرحه
اقرت قوانينه في مسلته بتحمل صاحب الفرس او الكلب مسؤولية ذلك
ويذكر ان زواج إبراهيم من هاجر أمر منصوص عليه في قوانين حمورابي
للسيد ان يتزوج على زوجته العاقر (سارة) لينجب منها
في حين يغيب هذا الامر في قوانين العهد القديم.
فقد ورد في قانون
حمورابي المادة 145 ما نصه:
«
إذا تزوج سيد زوجة ولم تهد له أولاداً، وقرر أن يأخذ جارية
فلهذا الرجل أن يأخذ ويأتي بها إلى بيته أنها امرأة ثانية».
ولقد تمت الإشارة إلى هذه الشريعة كأول مثال لمفهومٍ قانوني
يشير إلى أن بعض القوانين ضرورية وأساسية حتى أنها تتخطى قدرة الملوك على تغييرها
وبنقش هذه القوانين على الحجر فإنها دائمة
وبهذا يحيى المفهوم والذي تم تكريسه في الأنظمة القانونية الحديثة
وأعطت المصطلح ""
منقوش على الحجر ""ماهيته في الأنظمة الحالية.