ما صِحّة قِصة الرجُل الذي استودعَ الله ما في بطن زوجته ؟

بسم الله الرحمن الرحيم

ما صِحّة قِصة الرجُل الذي استودعَ الله ما في بطن زوجته؟

القصة

رجلٌ في أيّام سيّدِنا عمرَ جاءَ ومعَه ولدٌ كأنّه هوَ ، شَبَهُهُ بأبِيهِ إلى حَدٍّ بَعِيدٍ ،
الولدُ كانَ يُشْبِهُ أباهُ شَبَهًا قَوِيًّا ،استَغْرَبَ سيّدُنا عمرُ قالَ:
ما رأيتُ غُلامًا أَشْبَهَ بأبيهِ مِن شبَهِ هذا الغُلامِ بِكَ ،قال يا أميرَ المؤمنينَ
هذا الغُلامُ له قصةٌ ،جاءنا أمرٌ للغَزوِ، وكانتْ أمُّه حَامِلا به في الحالِ الأخيرِ،
فقلتُ اللهُمّ إني أستَودِعُكَ هذا الحَمْلَ .

ثم غابَ فلمَّا رجَعَ قيلَ لهُ ماتتِ امرأَتُكَ فحَزِنَ عليها ،ثم ذات ليلةٍ كانَ يجلِسُ
مع أهلِه في البَرّيةِ،مع أبناءِ عمِّه يتحَدَّثُ، فصَارَ يرى نارًا منَ القبُورِ لأنّ الجَبانةَ
التي دُفِنَتْ فيها كانَت مكشُوفةً ،قيلَ له هذا نَراه مِنْ قَبرِ زَوجَتِكَ فحَزِنَ قال
إنها كانت صَوّامةً قوّامَةً ، أي تُكثِرُ الصّلاةَ والصّيامَ ، فذَهَبَ معَهُم فإذا بالقَبْرِ فُرجةٌ ،
الأمُّ ميّتةٌ والولَدُ يَدِبُّ حَولهَا ثم سمِعَ هَاتِفًا :

يا أيُّها المُستَودِعُ ربَّهُ خُذْ ودِيْعَتَكَ ولو استَودَعْتَهُ أُمَّهُ لحَفِظَها.

الفتوي
الجواب :

وبارك الله فيك .

القصة مُنكرة المتن غريبة جدا . ورُويت على أن المرأة وَلدتْ المولود وهي في القبر ! أي : أنها ولدته بعدما ماتت ! وأنها كانت جالسة في قبرها والمولود يدبّ حولها !

والقصة رواها ابن أبي الدنيا في كتاب " مجابو الدعوة " ، وفي " مَن عاش بعد الموت " وفي " هواتف الجنان " ، وفي كتاب " القبور " ، ورواها الخرائطي في " مكارم الأخلاق" والطبراني في " الدعاء " .
وأوردها العجلوني في " كشف الخفاء " نقلا عن عز الدين بن جماعة في كتاب " هداية السالك إلى المذاهب الأربعة في المناسك " ، أنه قال : رُوي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه – فَذَكَر القصة – .
والتعبير بـ " رُوي " تضعيف ، إذ أنها صيغة تمريض .

ومدار إسناد القصة على : عُبيد بن إسحاق العطار .
قال عنه يحيى بن معين : ليس بشيء .
وقال البخاري : عنده مناكير .
وقال الدارقطني : ضعيف .
وقال الأزدي : متروك الحديث .
قال عنه النسائي : متروك الحديث .
قال عنه ابن عدي : وعامة ما يرويه إما أن يكون منكر الإسناد أو منكر المتن .

وأما أن يستودع الإنسان ماله وولده ، فله أصل في السنة .
قال ابن عمر رضي الله عنهما : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إن لقمان الحكيم كان يقول : إن الله إذا اسْتُودِع شيئا حَفِظَه . رواه الإمام أحمد والنسائي في الكبرى . وصححه الألباني والأرنؤوط .
وفي رواية للنسائي من طريق مجاهد قال : خَرَجْتُ إلى الغزو أنا ورجل معي ، فَشَيَّعَنَا عبد الله بن عمر ، فلما أراد فراقنا قال : إنه ليس معي ما أعطيكما ، ولكني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إذا استودع الله شيئا حَفِظه . وإني أستودع الله دينكما وأمانتكما وخواتم عملكما .
والله أعلم
الشيخ عبد الرحمن السحيم


وهذا لا يمنع من ان نستودع الله انفسنا واهلينا والله اعلم

جزاك الله خير اخي

وسيتم نقله للمنتديات الاسلامية
لا تنشرها
,