لص في منزل شاعر - عبدالله البردّوني


شـكراً ، دخلتَ بلا إثارة ، وبلا طُفُورٍ ، أو غراره
لـما أغـرتَ خنقتَ في رجليكَ ضوضاءَ الإغاره

لـم تسلبِ الطينَ السكونَ ، ولم ترعْ نومَ الحجاره
كالطيفِ جئتَ بلا خُطى ، وبلا صدى ، وبلا إشاره

أرأيـتَ هـذا الـبيتَ قـزماً ، لا يـكلفكَ المهاره ؟
فـأتيته ، تـرجو الـغنائم ، وهو أعرى من مغاره

مـاذا وجـدت سـوى الـفراغ ، وهرّة تَشْتَمُّ فاره ؟
ولهاث صعلوك الحروف ، يصوغ من دمه العباره

يُـطفي الـتوقّدَ بـاللظى ، ينسى المرارةَ بالمراره
لـم يبقَ في كُوبِ الأسى شيئاً ،.. حَسَاهُ إلى القراره

مـاذا ؟ أتلقى عند صعلوكِ البيوت ، غِنى الإماره ؟
يـا لـصُّ عفواً ، إن رجعتَ بدون ربحٍ أو خساره

لـم تـلقَ إلاّ خـيبة ، ونـسيت صندوقَ السجاره
شـكراً ، أتـنوي أن تُـشرّفنا ، بـتكرارِ الزياره ؟