قضاء حوائج الناس والقيام بأعمالهم
وإغاثتهم عند نزول الكرب بهم:
إن خدمة الناس ومسايرة المستضعفين دليل على طيب المنبت،
ونقاء الأصل، وصفاء القلب، وحسن السريرة،
والله يرحم من عباده الرحماء،
ولله أقوام يختصهم بالنعم لمنافع العباد
وجزاء التفريج تفريج كربات، وكشف غموم في الآخرة.
عن عبد الله بن عمرا أن
رسول اللهقال:
«المسلم أخو المسلم،
لا يظلمه، ولا يسلمه،
من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته،
ومن فرج عن مسلم كربة
فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة،
ومن ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة»([1]).
زاد أبو نعيم :
«ومن مشى مع مظلوم يعينه
ثبت الله قدميه يوم تزل الأقدام» ([2]).
عن أبي هريرةقال:
قال رسول الله:
«من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا،
نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة،
ومن يسر على معسر، يسر الله عليه في الدنيا والآخرة،
ومن ستر مسلماً ستره الله في الدنيا والآخرة،
والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه،
ومن سلك طريقا يلتمس فيه علما
سهل الله له به طريقاً إلى الجنة» ([3]).
قال النووي - رحمه الله:
(هو حديث عظيم جامع لأنواع من العلوم والقواعد والآداب...
ومعنى (نَفَّس الكربة): أزالها،
وفيه: فضل قضاء حوائج المسلمين،
ونفعهم بما تيسر من علم أو مالٍ أو معاونة
أو إشارة بمصلحة أو نصيحة وغير ذلك)([4]).
وببذل المعروف والإحسان تحسن الخاتمة،
وتصرف ميتة السوء:
فعن أم سلمة -ا - قالت:
قال رسول الله:
«صنائع المعروف تقي مصارع السوء،
وصدقة السر تطفئ غضب الرب،
وصلة الرحم تزيد في العمر»([5]).
والله تعالى ينعم على العبد لقيامه بمصالح المسلمين وحوائجهم
فإذا لم يقم بها سلبه الله هذه النعم.
فعن ابن عمر -ا - قال:
قال رسول الله:
«إن لله عبادا اختصهم بالنعم لمنافع العباد،
يقرهم فيها ما بذلوها، فإذا منعوها نزعها منهم،
فحولها إلى غيرهم»([6]).
قال ابن عباسا :
(من مشى بحق أخيه ليقضيه فله بكل خطوة صدقة)([7]).
([1])رواه البخاري (2442) ومسلم (2310).
([2]) رواه أبو نعيم في الحلية (6/348) وحسنه الألباني في صحيح الجامع (176).
([3]) رواه مسلم (2699).
([4]) شرح النووي على مسلم (17/21).
([5]) رواه الطبراني في الأوسط (6/163) وحسنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (890).
([6]) رواه الطبراني (5/228)وحسنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (2617).
([7]) أخرجه أبو عبد الله المروزي في كتاب البر والصلة (163).
يتبع بإذن الله