اليوم أتخلص من عبء كل تلك الحكايات التي احتلت وهم ذنبي.
اليوم فقط أشعر أنه يمكن جداً أن يلفظ أحدهم نشوته في أوجها لأنها تكشف له كم كان ضعيفاً، وكيف يمكن أن يخيّم القرف على كل لحظة صدق ويحيلها إلى مجرد نزوة آنية في طريق الشهوات التي لا تكف عن الصياح.
اليوم تحديداً أقرّ أنني مدين لك بالفضل .. فحين تأملت كل سنوات عمري وما كان يحدث فيها انتهيت إلى فراغ لذيذ أشعر معه كم أنا خفيف من مسؤولية نسوة سبقنك كنتُ أجد في نفسي فارسهنّ الهمام رغم ما يتكشف لي كل مرة من حقائق مرّة تستنفر لزرع البياض في فوديّ .
اليوم مزهواً بخيباتي أشعر بالراحة لأنني تخلصت منك ..
وبذلك تخلصت من كل شيء غيرك لأنك كنت الأعمق أثراً والأكثر اتساعاً في حدقة عيني.
اليوم .. ويا إلهي ما أوجع ما اتضح لي منك ..
جفافاً يروي الجفاف، ومساحة حرّة تجوبها كل كائنات الغابة، وفي مطلع كل مساء يستنزف الليل كل ما عنده ويقترض لك من نهارات كئيبة كي تمدين فروعك في فضاء الخديعة ..
والنزق ..
وقلة حيلة روادعك ..
وطواعية وازعك.
اليوم .. بفضلك، أتلفت فلا أجد أثراً .. ولا عين
فلا فواجع مثلك
ولا حرائق بعدك
ولا تثريب.