رأيتُ فيما يَرى المظلوم:
أن صَوتي قَفز مِن عَلى لِساني يُهمهم إلى صَدر أُمي:إفتحي لي أبواب قَلبكِ لأنتمي لِوطن عَامر بِمُدن الإنتماء ,
الغُرابُ خطف وَطنُ طَفلتكِ وحين جابت الأوطان صَرخت بِوجهها قائلة :"نَفسي ,نَفسي ".
لم تَرحم ذُليّ ولا الفراغ الذي يعبث بِصدري وَيخنق الحياة الجميلة ,لم تُشفق على صوت إنهزام أحلامي التي بَنيتها بِأسم الوَطن الأخضر,
خَبيني وأمسحي دمعة غُربتي وَرددي معي بِكُل سَجدة "حَسبنا أنت ياالله ونعم الوكيل" .

قال الله تعالى :-{ أَلاَ لَعْنَةُ اللّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ } هود18 وقال تعالى :- { وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ } إبراهيم42
قيل : هذا تسلية للمظلوم ووعيد للظالم وقال الله تعالى :- {إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَاراً أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاء كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءتْ مُرْتَفَقاً }الكهف29 وقال تعالى :- { وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ }الشعراء227

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال أبو القاسم صلى الله عليه وسلم :-
{ من أشار إلى أخيه بحديده فإن الملائكة تلعنه وإن كان أخاه لأبيه وأمه } ,
وقال مجاهد :

{
يسلط الله على أهل النار الجرب فيحكون أجسادهم حتى تبدو العظام , فيقال لهم : هل يؤذيكم هذا فيقولون : إي والله , فيقال لهم : هذا بما كنتم تؤذون المؤمنين }
وروي أن النبيٌ صلى الله عليه وسلم قال :- ( يقول الله تعالى اشتد غضبي على من ظلم من لا يجد له ناصر غيري ) 0
ونادى رجل سليمان بن عبدالملك وهو على المنبر يا سليمان اذكر يوم الأذان فنزل سليمان من على المنبر ودعا بالرجل
فقال له :- ما يوم الأذان ؟ فقال : قال الله تعالى : { فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَن لَّعْنَةُ اللّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ }الأعراف44
قال : فما ظلامتك ؟ قال : أرض لي بمكان كذا وكذا أخذها وكيلك , فكتب إلى وكيله ادفع إليه أرضه وأرضاً مع أرضه 0
وقال المنصور بن المعتمر لابن هبيرة حـين أراد أن يوليه القضاء : ما كنت لألي هذا بعدما حدثني إبراهيم , قال : وما حدثك إبراهيم ؟ قال : حدثني عن علقمة عن ابن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :-
( إذا كان يوم القيامة نادى منادٍ أين الظلمة وأعوان الظلمة وأشياع الظلمة حتى من برى لهم قلماً أو لاق لهم دواة , فيٌجمعون في تابوت من حديد ثم يُرمى بهم في نار جهنم )

* ﴿ لا تظلمن إذا ما كنت مقـــــــــتدراً ........... فالظلم مصدره يفضي إلى الندم
* ﴿ تنـــــــــام عيناك والمظلـوم منتبهٌ ........... يدعو عليك وعـــــين الله لم تنم
*يا غافـــلاً كُف يدك عن الظُلم واسلك سُنن العدل وعامل بالإنصافِ وراقب الله في السرِ والعلانيةِ واعلم أن الله يجازي على الخير والشر ويعاقب الظالم على ظُلمهِ وينتصر للمظلوم ويأخذ له حقه ممن ظلمه , وإذا أخذ الظالم لم يُفلته والله سبحانه وتعالى أعلم بالصوابِ وإليه المرجع والمآب وحسبنا الله ونعم الوكيل ولا حول ولا قوّة إلا بالله العلي العظيم وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً والحمد لله رب العالمين .

عبير المكان أيتها الخزامى النقية بارك الله فيك وفي طرحك