رأيتُ فيما يَرى المَوجوع:
أن صَوتي المَسجون يَخرُج مِن صَندوقِ حُنجرتي وَ يَسري بيّ ليلاً بَين بَقايا الأطفال وَرائحةُ الدِمَاء وَثكلى الأُمهات وَفجيعة الأباء,
وَيشدو "لله يامُحسنين إنسانية أَسدُ بها مرض وَجوع وَوَجع وَخُذلان وَخَوف الوطن"!
,
رأيتُ فيما يَرى المظلوم:
أن صَوتي قَفز مِن عَلى لِساني يُهمهم إلى صَدر أُمي:إفتحي لي أبواب قَلبكِ لأنتمي لِوطن عَامر بِمُدن الإنتماء ,
الغُرابُ خطف وَطنُ طَفلتكِ وحين جابت الأوطان صَرخت بِوجهها قائلة :"نَفسي ,نَفسي ".
لم تَرحم ذُليّ ولا الفراغ الذي يعبث بِصدري وَيخنق الحياة الجميلة ,لم تُشفق على صوت إنهزام أحلامي التي بَنيتها بِأسم الوَطن الأخضر,
خَبيني وأمسحي دمعة غُربتي وَرددي معي بِكُل سَجدة "حَسبنا أنت ياالله ونعم الوكيل" .
,
رأيتُ فيما يَرى المخذول:
أني أستند عَلى ذَكرياتُ الأمسِ وَ أغزل مَجدُ العُروبة بِقلبي,
مَر التَاريخُ مِن أمامي بِحقيبة مُمتلئة ,بِضَجيج مُتمزق,وَقذائفُ تُقذف ,وَصوتٍ يُنادي وَيلاً للظالمين,
فَوضعتُ أصبعي في أُذني خَشية أن تُصم ,هَمس لي كَما الحُلم "العُروبة أصبحت كَاالعهنِ المَنفوش" .
,
رأيتُ فيما يَرى الواثق بِاالله:
أني أُنادي الله بِصوت الرجاء, أن يحمل لنا غَيمة بَيضاء كُلها خَير تَستقر فَوق قُلوبنا العَربية..
طق..
طق..
طق,
فَتَتَبلل الأرضَ بِصحوّ وَالعزيمةِ ,وَتنموا أشجار الثَبات ,حتى يَحين قَطفُ ثِمار الإنتصار.
منقووول (حلم مرتبك ) بوجع