لونك المفضل

المنتديات الثقافية - Powered by vBulletin
 

النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: الرأي الصائب ... إضاءة

  1. #1
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية البليبل
    شخصية مهمة
    تاريخ التسجيل
    04 2011
    الدولة
    مملكة الأوفياء
    المشاركات
    6,380

    الرأي الصائب ... إضاءة




    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


    << من آثارهنّ >>

    الرأي الصائب

    إضاءة : "ورد أن أمنا الجليلة السيدة حفصة بنت عمر بن الخطاب وعت مواعظ الله حق الوعي وتأدبت بآداب كتابه الكريم حق التأدب وقد عكفت على المصحف تلاوة وتدبرا وتفهما وتأملا .. مما أثار انتباه أبيها الفاروق " عمر " إلى عظيم اهتمامها بكتاب الله تبارك وتعالى ، مما جعله يوصي بالمصحف الشريف الذي كُتب في عهد أبي بكر الصديق رضي الله عنه بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم إلى ابنته حفصة أم المؤمنين .

    لقد شُرفت رضي الله عنها بهذا الخيار العمري الصائب حين وضع أصدق كتاب بأكرم يد ، ولقد كانت أهلا لهذه الأمانة العظيمة رضي الله عنها ولم تسلّم المصحف الشريف لأحد إلا بعد أخذ العهود والمواثيق حتى وإن كان أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه ، فقد ورد أنه رضي الله عنه أرسل إلى حفصة رضي الله عنها فسألها أن تعطيَه الصحيفة وحلف ليردنها إليها ، فأعطته فعرض المصحف عليها ، فردها إليها وطابت نفسه " .

    ولنا مع هذا الأثر الطيب وقفات ..

    • أولا :
    أفلا تكون هذه اللفتة العمرية الكريمة أسلوبا تربويا رائدا رائعا ألا وهي ضرورة انتباه الآباء إلى الأمور التي تثير اهتمام الأبناء ، فهذا عمر رضي الله عنه يغذي هذا الاهتمام ويستثمره إلى ما فيه صلاح ابنته وأمته إلى يوم الدين ، وكم نرى من اهتمامات طيبة للأبناء توأد على يد إهمال الآباء وعدم اكتراثهم بمواهب أبنائهم واهتماماتهم ، وإنك لترى قلة من الآباء يصحبون أبناءهم فتراهم في مواقع الخير كالجسد الواحد .

    بل إن بعض الآباء يعتقد أن أسلوب القهر والتسلط هو الأسلوب التربوي الأمثل في زمن تمرد فيه الأبناء كثيرا ، لذا ولغيره ظهرت صراعات شتى تفتك بين جيلي الآباء والأبناء سيما في ظل التطور المتصاعد، فالواقع يثبت أن :

    غياب الآباء النسبي عن اهتمامات أبنائهم + تسارع الاتصالات العالمية = ضياع هوية الشباب في بحار التيه .

    وعليه فإن أصوب طريق للحفاظ على طاقات الأبناء هو الاهتمام الروحي بهم وعدم الاكتفاء بالاهتمام الحسي فقط .

    • ثانيا :
    لا داعي للتأكيد أن هذا الاختيار العمري كان صائبا دقيقا ولم ينقل عن أحد أنه أبدى استياءه لأن الأمانة الكبرى وضعت بين يدي امرأة عاشت في صدر الإسلام الأول وبين ظهراني كرام الصحابة وكبارهم رضي الله عنهم أجمعين ، أوَ ليس هذا الاختيار يعد تكريما عظيما للمرأة يُرصد مع صور التكريم الأخرى ليكوّن بناء شامخا في وجه من يدعي أن لا كرامة ولا تكريم للمرأة في الإسلام ؟

    • ثالثا :
    أوَ ليس لهذا الاختيار العمري يعد إرشادا لرجال المسلمين في كل عصر ومصر ؟ معلِنا أن المرأة أهلٌ لحمل أعظم الأمانات المعنوية وأن تكوينها الجسدي وضعفها النسبي ليس ضعفاً مطلقا

    • رابعا :
    إن الإسلام لم ولن يظلم المرأة قيد أنملة ، حقيقة نعيشها ونعلنها ونفخر بها ، وإنما ما يحدث أحيانا أن بعض المسلمين الرجال هم الذين يظلمون المرأة ، بقوانينهم ونظرتهم وفهمهم لبعض النصوص .

    وما زال بعض الإخوة الذكور ينظر لإنجازات بعض النساء بنوع من السخرية والاستهزاء والاستصغار وقد يجرؤ البعض على منع المرأة من حقوق منحها إياها الشرع ، فالميراث مثلا لو تُرك للرجال ما ورّث رجل امرأة " إلا من رحم ربي " ، وقد تسبب مثل هذه السلوكيات آلاما للمسلمات أولا ، وفتنة للمرجفين ثانيا ، ألا فلنتق الله فيما نفعل .

    • رابعا :
    ورد أن أم المؤمنين رضي الله عنها "عكفت على المصحف تلاوة وتدبرا وتأملا وتفهما ".. إذن هي كانت قارئة في زمن قلّ فيه القرّاء الرجال .. فما بالنا بالنساء ؟ ومن المؤكد أنها كانت تمتلك آراء فذة في التفسير لأنها كانت تتأمل الآيات كثيرا فلم يصلنا عنها شيء كما وصلنا عن أخيها عبد الله بن عمر رضي الله عنه .

    فأين ذهب علم هذه النابغة رضي الله عنها ؟ وقد ذكر لها صاحب أعلام النساء قطعة أدبية نفيسة في وصف والدها رضي الله عنه . حري بمن يكتب للأجيال مناهجهم أن يلتفت لتلك الإبداعات فهي تستحق منا ذلك وأكثر ، وعليه فإن السيدة حفصة كانت تزاحم في طلب العلم ، بل كانت تعي تماما أن للمرأة حق كامل في طلب العلم .. عاشت ذلك حقيقة قبل أن تسمعه مطلبا نسويا معاصرا ، ولا داعي لذكر الفارق بين العلوم التي ترعرعت في أفيائها وبين العلوم التي ينادي بها طلاب المساواة .

    • خامسا :
    لقد كانت رضي الله عنها تدرس القرآن فكرّمت بأمانة حفظه ، فقد قامت بالخطوة الأولى ، الخطوة الهامة وهي المبادرة إلى العمل الصالح ، فأكرمها الله .

    وهكذا المسلمة ..

    حري بها أن تسعى وتبادر للعمل الصالح ، وتدمن قرع أبواب الخير فلا تنتظر الآخرين كي يمدوا يدهم ، فاليد المتوضئة المتوجهة نحو السماء هي أقوى الأيدي .

    رضي الله عن أمنا حفصة " مدرسة العلم " ، ورزقنا صحبتها في الجنة آمين .

    • سادسا :
    بقليل من التفكر في سيرتها الناصعة رضي الله عنها (فقد ورد أنها وعت مواعظ الله حق الوعي وتأدبت بكتابه الكريم حق التأدب) ، وهي التي كانت تمتلك نسخة المصحف الشريف ، يثب السؤال الآتي إلى الخاطر : كيف بالمسلمات اللواتي يمتلكن نسخا من القرآن الكريم لو تخلقن بأخلاقه وتأدبن بآدابه ؟ بالتأكيد لما كنا رأينا هذا الفصام النكد بين سلوكيات قلة من الحافظات وما يحملن في قلوبهن من جليل الآيات ، إذ أن امتلاك المصحف أمانة على كل منا أن يعيها ويتحمل ثقلها .

    ألا ما أجمل سيرة الذين صنعوا خير العصور .. رضي الله عنهم وجمعنا وإياهم في مستقر رحمته .

    مرجع الإضاءة: موقع نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم .

    في البداية ، نتعلم كيف نلقي النصائح مثلما نلقي الأحجار، فنكسر الرءوس أو تنكسر النصيحة!
    فإذا رزقنا بشيء من العلم والحكمة مع الإخلاص ، تتحول النصيحة إلى عجينة لينة
    تصب في قالب أنيق فيأخذها المنصوح شاكرا ويوقد عليها نار التقوى فيخرج لنا حلوى لذيذة بإذن الله .
    وعندها إن لم يقبل المنصوح قالب العجين .. فما على الرسول إلا البلاغ المبين .!


  2. #2
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية خزامى

    المنتدى العام
    تاريخ التسجيل
    08 2008
    المشاركات
    24,219

    رد: الرأي الصائب ... إضاءة

    رضي الله عنها وارضاها
    شكرا لك اخي الكريم على هذه الاضاءة الرائعه
    أمي لا تغَضبي إنْ لمْ أدونكِ في قصَيدة !
    إنْ لمْ أتوجكِ على ” عرشُ أبيـاتِي ” ،
    إن لمْ أُشيَّدُ مِن أجلكِ صرُوحاً مِن المَعاني الشاهِقه
    أمي لا تحَزنيْ إنْ كتبتُ عن كُل الأشياءِ إلا أنتِ ،
    فَ ( مَقامُكِ ) لا تبلُغهُ كُل أساطيرُ اللُغاتْ .. .
    أمي كُل قصيدة سَ أكتُبها لكِ سَ أتأمَّل قامتُها
    المُتقزَّمة بِ إزدراءْ / وكُل القوافِي تغدُو أمامكِ فقيرةْ
    .. أخبرِيني بِ أيُّ لغةٍ أكتبُكِ .. ؟
    وأصنعُ لِ أجلكِ لُغة مُنفرَدة مُستخلصَة من عبقُ الجنَّة

  3. #3
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية البليبل
    شخصية مهمة
    تاريخ التسجيل
    04 2011
    الدولة
    مملكة الأوفياء
    المشاركات
    6,380

    رد: الرأي الصائب ... إضاءة

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خزامى مشاهدة المشاركة
    رضي الله عنها وارضاها
    شكرا لك اخي الكريم على هذه الاضاءة الرائعه
    الشكر لكِ ولإضاءة تواجدك ياعبير المكان
    إحترامي وتقديري أيتها الطُهر
    في البداية ، نتعلم كيف نلقي النصائح مثلما نلقي الأحجار، فنكسر الرءوس أو تنكسر النصيحة!
    فإذا رزقنا بشيء من العلم والحكمة مع الإخلاص ، تتحول النصيحة إلى عجينة لينة
    تصب في قالب أنيق فيأخذها المنصوح شاكرا ويوقد عليها نار التقوى فيخرج لنا حلوى لذيذة بإذن الله .
    وعندها إن لم يقبل المنصوح قالب العجين .. فما على الرسول إلا البلاغ المبين .!


  4. #4
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية قلب الوفا


    إبتسامة نقاء
    تاريخ التسجيل
    11 2007
    الدولة
    لكْ الحمُد رّبيْ بِقدر مآنسّعدْ وّ نتألمْ ?
    المشاركات
    37,290

    رد: الرأي الصائب ... إضاءة

    ماشاء الله سيره عطره مميزه
    بورك فيك ابوفهد
    لاخلا ولاعدم منك


    اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات.
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    حينما يكون الإبداع .. يكون أبوفهـد نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    رحمك الله يا بارقه وغفر لك وأدخلك فسيح الجنان

  5. #5
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية نسايم ليل

    المنتديات الإسلامية
    تاريخ التسجيل
    10 2010
    المشاركات
    15,462

    رد: الرأي الصائب ... إضاءة

    رضي الله عنها وأرضاها

    الله يجمعنا بهن في جنان ونهر

    والله يرزقك الفردوس الأعلى أستاذنا
    أحب الصالحين ولست منهم ....لعلي أن أنال بهم شفاعة
    وأكره من تجارته المعاصي ...ولو كنا سواء في البضاعة







ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •