مالذي ستشعر به عندما يصل إلى مسمعك مصطلح لم تألفه من قبل كمصطلح "هياط" لاشك أن مخيلتك ستقرصك بالأسئلة ، ستشق نفقا عميـــقا من التفكير .
من أين جاءت هذه الكلمة ؟! ، كيف تكونت حروفها ؟! شرقية أم غربية ؟! مالذي تعنيه ؟! لما أصبح الكثير يردد هذه الكلمة بكثرة ؟! ثم تبدأ بالتقلب في بنية الكلمة (هياط - مهايط - الهياط -المهايطه ....) .
ها أنا الآن في المقهى أدك شوشتي وأحتسي قهوتي وبجواري صديقي سعيد .
إن سعيد يتحدث بكثرة في هاتفه ، إنه يقول لمن يحدثه " أتركنا من هياطك " لابد أنه يعرف معناها .
أنهى حديثة فباغته بسؤال جاف رغم مزاجه السيئ ، كان سؤال بنفس الطريقة التي يستفسر بها الأطفال عن كل شيء .
قلت له : مالذي تعنيه كلمة هياط ؟ قاطعنا اتصال ، أظن أن المتصل هذه المره " حبيبته "عرفت ذلك من ابستامته التي محت جيمع آلامه .
لم يدم حديثهما طويلاً حتى سمعته يقول لها :" لا تهايطين عليّ " . تركت سعيد وعدت إلى البيت وفي نفسي من كلمة هياط كما كان في نفس سيبويه شيء من حتى .
كان جوالي القديــم يخبرني باتصال " عبدالله " .
عبدالله هو احد أقاربي ومن الذين أستمتع بالحديث معه .
عادة ما نشعل ليالينا بالحديث عن الشعر والأدب والنساء وكل مغامرات سوبر مان وروبن هود .
عندما كان القمر أشبه بقطعة معدنيه نقديه في كف البحر كان لقاؤنا .فاجأني هذه المره بدقنه الطويله ، وقصر ثوبه ،فاجأني بطريقة حديثه وتقبله للأشياء بل أنه ذهب في كلامه إلى الصلات الاجتماعيه وقدر التقصير الذي ارتكبته .
ذكرني بعدد زياراتي النادره ، أشار بإصبعه نحوي ووجه لي سؤاله : متى آخر مره قمت بالاتصال على أعمامك ؟ قال : بأن الله اشتق كلمة الرحم من رحمته ومن وصلها وصله الله .
كانت لهجته شديده شعرت بقسوتها ، هل أراد أن يخبرني بأني شخص سيئ ، هو لا يفعل ذلك أنا أعرفه .
تركت مجلسنا ، أتصلت على سعيد ، سألته عن مكان تواجده الآن ، فأخبرني بأنه في المقهى حيث نحتسي قهوتنا
وصلت إليه وهو يتحدث في هاتفه ، وبعد أنتهاءه أخبرته بما حصل ، أبتسم .. وقال : والله انه مهايط !