بسم الله الرحمن الرحيم
يقول الله عز وجل فى كتابه العزيز :
﴿لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ
ماعَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ﴾
( التوبة: 128 ).
يالها من كلمات بديعة من رب العزةيخاطببها القلوب المؤمنه
وياله من تقديم وتعريف رائع برسوله الكريم ووصفهالجميل
بأنه من أنفسكم , وعزيز وحريص ورؤوف ورحيم
ما أبدع كلمات الخالقوماأبلغها من صفات للحبيب المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام
فكيف لانحبهوكيف لايدخل قلوبنا ويستقر ويكون أحب الينا
من الدنيا ومافيها
فكيفلانلتمس من هذه المحبه ونسير على خطاه ونهتدى بهديه صلى الله عليه وسلم .
إن محبة المصطفى صلى الله عليه وسلم
هي الدواء لو أن أفئدتناكانت أوعية لهذا الحب .
ونحن الذين حيل بيننا وبين رؤية المصطفى صلى اللهعليه وسلم ،
ولم تكتحل أعيننا بمَرآه وحُجبنا عن رؤيته
بزمن يبلغ مداه أربعةعشر قرناً،
لا بدّ أن يستبدّ بنا الحنين إليه،
ولا بدّ أن يستبدّ بنا الشوقإليه ...
إلى الذي تشوَّق إلينا قبل أننتشوَّق إليه.
ألا تذكرون يوم زار البقيع قُبيل وفاته،
سلّم على أهلالبقِيع ومعه ثلّة من أصحابه ثم قال :
« وَدِدتُ أنّي قدرأيتُ إخواننا»
قالوا يا رسول الله ألسنا إخوانك؟
قال«بل أنتم أصحابي، وإخواني الذين لم يأتوا بعدُ وأنا فَرَطُهم علىالحَوض » ( رواه النسائي )
أرأيتم كيف تشوّق رسولالله إلينا؟
أفلا نُبادله شوقاً بشوق، أفلا نبادله حنين بحنين , وحباً بحب؟ !
إننا بحاجة إلى أن نجدد حبنا لرسول الله، وليس حُبُّنا لرسول اللهإلا غُصناً متفرّعاً عن حبنا لله سبحانه وتعالى !
وأيننحن من حنين جذع النخلة فى المسجد إليه عليه
أفضل الصلاة والسلام.
يقول الله عز وجل :
﴿قُلْ إِنْ كُنْتُمْتُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْذُنُوبَكُمْ﴾
( آل عمران: 31 ) ،
﴿قُلْ إِنْكُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي﴾
أي فاتبعوا رسول الله،لاحِظوا هذا الربط،
يقول لي الله عز وجل:
«أتحبني؟ أتحبمولاك وخالقك؟»،
«نعم يا رب». قَدِّم البرهان على ذلك.
برهان محبتي للهاتباعي لرسول الله صلى الله عليه وسلم ﴿مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَاللهَ﴾
( النساء: 80).
تعالوا نجدد بيعتنا لرسول الله صلى الله عليهوسلم ،
تركَنا على سنة بيضاء نقية ظاهرها كباطنها لا يزيغ عنها إلا هالك، لاتبتعدوا عنه،
لا تبتعدوا عن سنة نبيكم المصطفى صلى الله عليه وسلم .
تعالوانحرص على أن نتبع حبيبنا المصطفى ولا نبدّل ولا نغير،
![]()