لونك المفضل

المنتديات الثقافية - Powered by vBulletin
 

صفحة 15 من 16 الأولىالأولى ... 513141516 الأخيرةالأخيرة
النتائج 281 إلى 300 من 311

الموضوع: نـزاريـات...

  1. #281
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية رجل الظلام
    تاريخ التسجيل
    07 2005
    الدولة
    مع أبي في قبره
    المشاركات
    1,120

    رد: نـزاريـات...

    لصغار العرب


    أكتب للصغار ..
    للعرب الصغار حيث يوجدون …
    لهم على اختلاف اللون والأعمار والعيون ..
    أكتب للذين سوف يولدون ..
    لهم أنا أكتب ، للصغار ..
    لأعين يركض في أحداقها النهار ..
    أكتب باختصار ..
    قصة إرهابية مجندة ..
    يدعونها راشيل ..
    قضت سنين الحرب في زنزانة منفردة ..
    كالجرذ .. في زنزانة منفردة ..
    شيدها الألمان في براغ ..
    كان أبوها قذراً من أقذر اليهود ..
    يزوّر النقود ..
    وهي تدير منزلاً للفحش في براغ ..
    يقصده الجنود ..
    وآلت الحرب إلى ختام ..
    وأ ُعلن السلام ..
    ووقع الكبار ..
    أربعة يلقبون نفسهم كبار ..
    صك وجود الأمم المتحدة ..

    وأبحرت من شرق أوروبا مع الصباح ..
    سفينة تلعنها الرياح ..
    وجهتها الجنوب ..
    تغص بالجرذان .. والطاعون .. واليهود ..
    كانوا خليطاً من سقاطة الشعوب ..
    من غرب بولندا ..
    من النمسا .. من استنبول .. من براغ ..
    من آخر الأرض .. من السعير ..
    جاءوا إلى موطننا الصغير ..
    موطننا المسالم الصغير ..
    فلطخوا ترابنا ..
    وأعدموا نساءنا ..
    ويتموا أطفالنا ..
    ولاتزال الأمم المتحدة ..
    ولم يزل ميثاقها الخطير ..
    يبحث في حرية الشعوب ..
    وحق تقرير المصير ..
    والمثل المجردة ..
    فليذكر الصغار ..
    العرب الصغار .. حيث يوجدون ..
    من ولدوا منهم ومن سيولدون ..
    قصة إرهابية مجندة ..
    يدعونها راشيل ..
    حلت محل أمي الممددة ..
    في أرض بيارتنا الخضراء في الخليل ..
    أمي أنا الذبيحة المستشهدة ..
    وليذكر الصغار ..
    حكاية الأرض التي ضيعها الكبار ..
    والأمم المتحدة ..
    أكتب للصغار ..
    قصة بئر السبع .. والخليل ..
    وأختي القتيل ..
    هناك في بيارة الليمون ..
    أختي القتيل ..
    هل يذكر الليمون في الرملة ..
    في اللد ..
    وفي الخليل ..
    أختي التي علقها اليهود في الأصيل ..
    من شعرها الطويل ..
    أختي أنا نوار ..
    أختي أنا الهتيكة الإزار ..
    على ربى الرملة والجليل ..
    أختي التي مازال جرحها الطليل ..
    مازال بانتظار ..
    نهار ثأر واحد .. نهار ثار ..
    على يد الصغار ..
    جيل فدائي من الصغار ..
    يعرف عن نوار ..
    وشعرها الطويل ..
    وقبرها الضائع في القفار ..
    أكثر مما يعرف الكبار ..
    أكتب للصغار ..
    أكتب عن يافا .. وعن مرفأها القديم ..
    عن بقعة غالية الحجار ..
    يضيء برتقالها…
    كخيمة النجوم…
    تضم قبر والدي .. وإخوتي الصغار ..
    هل تعرفون والدي ..
    وإخوتي الصغار ؟ ..
    إذ ْ كان في يافا لنا ..
    حديقة ودار ..
    يلفها النعيم ..
    وكان والدي الرحيم ..
    مزارعاً وشيخاً .. يحب الشمس .. والتراب ..
    والله .. والزيتون .. والكروم ..
    كان يحب زوجه وبيته ..
    والشجر المثقل بالنجوم ..

    وجاء أغراب مع الغياب ..
    من شرق أوروبا .. ومن غياهب السجون ..
    جاءوا كفوج جائع من الذئاب …
    فأتلفوا الثمار ..
    وكسروا الغصون ..
    وأشعلوا النيران في بيادر النجوم ..
    والخمسة الأطفال في وجوم ..
    واشتعلت في والدي كرامة التراب ..
    فصاح فيهم : اذهبوا الى الجحيم ..
    لن تسلبوا أرضي ياسلالة الكلاب ..!

    ومات والدي الرحيم ..
    بطلقة سددها كلب من الكلاب عليه ..
    مات والدي العظيم ..
    في الموطن العظيم ..
    وكفه مشدودة شداً الى التراب ..
    فليذكر الصغار ..
    العرب الصغار حيث يوجدون ..
    من ولدوا منهم .. ومن سيولدون ..
    ماقيمة التراب ..
    لأن في انتظارهم ..
    معركة التراب ..


  2. #282
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية نزيف قـلـب
    تاريخ التسجيل
    05 2006
    المشاركات
    523

    رد: نـزاريـات...

    مختارات هدباء قباني ( إبنة نزار قباني رحمه الله )


    كانت جدتي تدلـله باسم " نزوري " حين كان طفلا
    ضائعا بين أحواض الورد والخبيزة وبين عريشة الياسمين
    وأشجار الليمون والسفرجل ونافورة المياه الزرقاء في بيت
    أبويه بدمشق القديمة، وهائما مع أسراب الحمام والسنونو
    وقطط البيت. وعندما بلغ سن العاشرة ، لم يترك " نزار "
    صنعة فن لم يجربها : من الرسم إلى الخط العربي ، إلى الموسيقى
    إلى أن رسا قاربه - وهو في السادسة عشرة - على
    شاطئ الشعر

    قبل أن يكون أبي كان صديقي، ومنه تعلمت أن أحكي
    بينما هو يستمع ، رغم ندرة استماع الرجل إلى المرأة في
    مجتمعنا. زان أبي مراهقتي وشبابي بشعره، لكنه - في المقابل
    وبصفاء نية - أفسد حياتي بشعره وبتعامله معي؛ فقد جعلني أقارن
    بينه وبين الرجال الذين ألقاهم ، وأتت المقارنة دائما لصالح أبي
    ورأيت أغلب الرجال طغاة .

    كان جاري في لندن ، لكنه لم يزرني قط دون موعد مسبق
    وفي نادرة ، دق بابي دون موعد ، وعندما وجد لدي صديقات
    اعتذر واستدار عائدا مؤجلا زيارته لمرة أخرى ، ولم يسبقه
    سوى صراخ الصديقات بأن يبقى .

    قد يكون أهم ما أذكره عن أبي ، هو ذلك التشابه المذهل
    بينه وبين شعره ؛ فهو لا يلعب دورا على ورق الكتابة
    ودورا آخر على مسرح الحياة. ولا يضع ملابس العاشق
    حين يكتب قصائده، ثم يخلعها عند عودته إلى البيت .

    أنقل عن " أدونيس " فقرة مما قاله عن نزار قباني :

    " كان منذ بداياته الأكثر براعة بين معاصريه من الشعراء العرب
    في الإمساك باللحظة - التي تمسك بهموم الناس وشواغلهم
    الضاغطة : من أكثرها بساطة، وبخاصة تلك المكبوتة والمهمشة
    إلى أكثرها إيغالا في الحلم وفي الحق بحياة أفضل . في هذا
    تأسست نواة الإعجاب به ، ذلك الإعجاب التلقائي الذي تجمع
    عليه الأطراف كلها .

    ابتكر نزار قباني تقنية لغوية وكتابية خاصة ، تحتضن مفردات
    الحياة اليومية بتنوعها، ونضارتها ، وتشيع فيها النسم
    الشعري، صانعا منها قاموسا يتصالح فيه الفصيح والدارج
    القديم والحديث، الشفوي والكتابي "
    وبعد ، كم أشعر بالفخر لأن أبي هو نزار قباني، الشاعر الذي
    نقل الحب من الأقبية السرية إلى الهواء الطلق .
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  3. #283
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية نزيف قـلـب
    تاريخ التسجيل
    05 2006
    المشاركات
    523

    رد: نـزاريـات...

    الطيور السويسريّـة



    حملت جرائدي العـربية

    وجلست لأقرأها

    على ضفاف بحيرة جنيف

    فجأة ً ..

    هربت مئات الطيور مذعورة

    كأنها خافت على ثقافة أولادها

    من عناوين جرائدي ..

    وأخبار بلادي !
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  4. #284
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية نزيف قـلـب
    تاريخ التسجيل
    05 2006
    المشاركات
    523

    رد: نـزاريـات...

    الكتاب المقروء


    بكلمةٍ واحدةٍ

    لفظتها ، ونحنُ عند البابْ

    فهمتُ كلّ شيء !

    فهمتُ مِـنْ طريقةِ الوداع

    ومِـنْ جُمود الثغر والأهدابْ

    فهمتُ أني لمْ أعُـد ْ

    أكثرَ مِـنْ بطاقةٍ تتركُ تحتَ البابْ

    فهمتُ يا سيدتي

    أنكِ قد فرغتِ مِـنْ قراءة ِ الكتابْ
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  5. #285
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية رجل الظلام
    تاريخ التسجيل
    07 2005
    الدولة
    مع أبي في قبره
    المشاركات
    1,120

    رد: نـزاريـات...


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    ساعة الصفـر


    أنت ِ لا تــُـحتملينْ !

    كلُّ أطوارك ِ فوضى

    كلُّ أفكارك ِ طينْ !

    صوتك ِ المبحوحُ وحشيٌّ ، غريزيُّ الرنينْ

    خنجرٌ يأكلُ مِـنْ لحمي ، فلا تسكتينْ

    يا صُداعا ً عاشَ في رأسي

    سنينا ً .. وسنينْ !

    يا صُداعي ..

    كيفَ لمْ أقتلك ِ مِـنْ خمس ِ سنينْ ؟

    *

    إننا .. في ساعة ِ الصفـر ِ ..

    فما تقترحين ْ ؟

    أصبحتْ أعصابنا فحما ً

    فما تقترحينْ ؟

    علبُ التبغ ِ رميناها

    وأحرقنا السفينْ !

    وقتلنا الحبّ في أعماقنا

    وهو جَـنينْ ..

    سبع ساعاتٍ

    تكلمت ِ عن الحب الذي لا تعرفينْ

    وأنا أمضغُ أحزاني

    كعصفور ٍ حزينْ !

    سبع ساعات ٍ

    كسنجاب ٍ لئيم ٍ .. تكذبينْ

    وأنا أ ُصغي إلى الصوت ِ الذي أدمنته

    خمسَ سنينْ !

    ألعنُ الصوتَ الذي أدمنته

    خمسَ سنينْ !

    *

    معطفي هاتيه ِ

    ما تنتظرينْ ؟

    فمعَ الأمطار ِ والفجر ِ الحزينْ

    أنتهي منك ِ ، ومني تنتهين !

    إنني أتركك ِ الآنَ لزيف ِ الزائفينْ

    ونفاق ِ المُعجبينْ ..

    فاجعلي من بيتك ِ الحالم ِ مأوى التافهينْ ..

    واخطري جارية ً بينَ كؤوس ِ الشاربينْ

    كيف أبقى ..

    عابرا ً بينَ ألوف ِ العابرين ؟

    كيف أرضى ؟

    أن تكوني في ذراعي ..

    وذراع ِ الآخرين !

    كيفَ يا مُـلكي وملكَ الآخرين

    كيف لمْ أقتلك ِ

    مِـنْ خمس ِ سنينْ ؟

    *

    أبعدي الوجهَ الذي أكرههُ

    أنت ِ عِـندي

    في عِـداد ِ المَـيتينْ !


  6. #286
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية نزيف قـلـب
    تاريخ التسجيل
    05 2006
    المشاركات
    523

    رد: نـزاريـات...

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


    أعُدُّ أصابعَ رِجْلَيكِ ..
    كي أتأكَّدَ أنّ الحريرَ بخيرٍ ..
    وأنَّ الحليبَ بخيرٍ ..
    وأنَّ بيانُو (مُوزارْت) بخيرٍ ..
    وأنَّ الحَمَام الدمشقيَّ ..
    مازالَ يلعبُ في صحن داري .
    أعُدُّ تفاصيلَ جِسمِكِ ..
    شِبراً .. فشِبرا ..
    وبَرَّاً .. وبَحْرا ..
    وساقاً .. وخَصْرا ..
    ووجهاً .. وظهرا ..
    أعُدُّ العصافيرَ ..
    تسرقُ من بين نَهْدَيْكِ ..
    قمْحاً ، وزهْرَا ..
    أعُدُّ القصيدةَ ، بيتاً فبيْتاً
    قُبيْلَ انفجار اللُّغاتِ ،
    وقبلَ انفجاري .
    أحاولُ أن أتعلقَ في حَلْمَة الثدْي ،
    قبل سُقوط السَمَاء عليَّ ،
    وقبل سُقُوط السِتَارِ .
    أُحاولُ إنقاذَ آخرِ نهْدٍ جميلٍ
    وآخرِ أُنثى ..
    قُبيلَ وُصُولِ التَتَارِ
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  7. #287
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية صامطية
    { إِنــْــسـَـانـَــة لا َ.. أكـْـثــَــرْ }*

    تاريخ التسجيل
    01 2009
    الدولة
    [ الخــــــرج]
    المشاركات
    2,881

    love2 رد: نـزاريـات...

    نزيف قلب ...ولمن ينزف القلب إن لم ينزف لكلمات نزار وخصوصاً هذه

    رسالـة من تحت المــاء




    إن كنتَ صديقي.. ساعِدني

    كَي أرحَلَ عَنك..

    أو كُنتَ حبيبي.. ساعِدني

    كَي أُشفى منك

    لو أنِّي أعرِفُ أنَّ الحُبَّ خطيرٌ جِدَّاً

    ما أحببت

    لو أنِّي أعرفُ أنَّ البَحرَ عميقٌ جِداً

    ما أبحرت..

    لو أنِّي أعرفُ خاتمتي

    ما كنتُ بَدأت...



    إشتقتُ إليكَ.. فعلِّمني

    أن لا أشتاق

    علِّمني كيفَ أقُصُّ جذورَ هواكَ من الأعماق

    علِّمني كيف تموتُ الدمعةُ في الأحداق

    علِّمني كيفَ يموتُ القلبُ وتنتحرُ الأشواق


    صامطية
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  8. #288
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية نزيف قـلـب
    تاريخ التسجيل
    05 2006
    المشاركات
    523

    رد: نـزاريـات...

    استراتيجية


    القتالُ معـك .. بينَ الحين والحينْ

    والإشتباكُ معَ نهديك

    بالسلاح الأبيض

    ضرورة ٌ استراتيجية ..

    حتى تظل شرايينُ الحب مفتوحة

    وحتى لا يُصابَ القـلبُ

    بجلطةٍ عاطفية .. !
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  9. #289
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية رجل الظلام
    تاريخ التسجيل
    07 2005
    الدولة
    مع أبي في قبره
    المشاركات
    1,120

    رد: نـزاريـات...

    وجهُكِ محفورٌ على ميناء ساعتي
    محفورٌ على عقرب الدقائق..
    وعقرب الثواني..
    محفورٌ على الأسابيع..
    والشهور.. والسَنَواتْ..
    لم يعد لي زمنٌ خصوصيّ
    أصبحتِ أنتِ الزمنْ.
    *
    إنتهتْ معكِ..
    مملكةُ شؤوني الصغيرة.
    لم يعد لديَّ أشياء أملكها وحدي.
    لم يعد عندي زهورٌ أنسّقها وحدي.
    لم يعد عندي كُتُبٌ
    أقرؤها وحدي..
    أنتِ تتدخّلين بين عيني وبين وَرَقتي.
    بين فمي ، وبين صوتي.
    بين رأسي ، وبين مخدَّتي.
    بين أصابعي ، وبين لُفافتي.
    *
    طبعاً..
    أنا لا أشكو من سُكْناكِ فيّْ..
    ومن تدخّلك في حركة يدي..
    وحركة جفني.. وحركة أفكاري
    فحقولُ القمح لا تشكو من وفرة سنابلها
    وأشجارُ التين لا تضيق بعصافيرها
    والكؤوس لا تضيق بسكنى النبيذ الأحمر فيها.
    كلُّ ما أطلبه منكِ يا سيّدتي
    أن لا تتحرّكي في داخل قلبي كثيراً..
    حتى لا أتوجّع..


  10. #290
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية رجل الظلام
    تاريخ التسجيل
    07 2005
    الدولة
    مع أبي في قبره
    المشاركات
    1,120

    رد: نـزاريـات...






    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


  11. #291
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية رجل الظلام
    تاريخ التسجيل
    07 2005
    الدولة
    مع أبي في قبره
    المشاركات
    1,120

    رد: نـزاريـات...







    شُكراً لكم ..
    شُكراً لكم . .
    فحبيبتي قُتِلَت .. وصار بوُسْعِكُم
    أن تشربوا كأساً على قبر الشهيدهْ
    وقصيدتي اغْتِيلتْ ..
    وهل من أُمَّـةٍ في الأرضِ ..
    - إلا نحنُ - تغتالُ القصيدة ؟
    بلقيسُ ...
    كانتْ أجملَ المَلِكَاتِ في تاريخ بابِِلْ
    بلقيسُ ..
    كانت أطولَ النَخْلاتِ في أرض العراقْ
    كانتْ إذا تمشي ..
    ترافقُها طواويسٌ ..
    وتتبعُها أيائِلْ ..
    بلقيسُ .. يا وَجَعِي ..
    ويا وَجَعَ القصيدةِ حين تلمَسُهَا الأناملْ
    هل يا تُرى ..
    من بعد شَعْرِكِ سوفَ ترتفعُ السنابلْ ؟
    يا نَيْنَوَى الخضراءَ ..
    يا غجريَّتي الشقراءَ ..
    يا أمواجَ دجلةَ . .
    تلبسُ في الربيعِ بساقِهِا
    أحلى الخلاخِلْ ..
    قتلوكِ يا بلقيسُ ..
    أيَّةُ أُمَّةٍ عربيةٍ ..
    تلكَ التي
    تغتالُ أصواتَ البلابِلْ ؟
    أين السَّمَوْأَلُ ؟
    والمُهَلْهَلُ ؟
    والغطاريفُ الأوائِلْ ؟
    فقبائلٌ أَكَلَتْ قبائلْ ..
    وثعالبٌ قَتَـلَتْ ثعالبْ ..
    وعناكبٌ قتلتْ عناكبْ ..
    قَسَمَاً بعينيكِ اللتينِ إليهما ..
    تأوي ملايينُ الكواكبْ ..
    سأقُولُ ، يا قَمَرِي ، عن العَرَبِ العجائبْ
    فهل البطولةُ كِذْبَةٌ عربيةٌ ؟
    أم مثلنا التاريخُ كاذبْ ؟.
    بلقيسُ
    لا تتغيَّبِي عنّي
    فإنَّ الشمسَ بعدكِ
    لا تُضيءُ على السواحِلْ . .
    سأقول في التحقيق :
    إنَّ اللصَّ أصبحَ يرتدي ثوبَ المُقاتِلْ
    وأقول في التحقيق :
    إنَّ القائدَ الموهوبَ أصبحَ كالمُقَاوِلْ ..
    وأقولُ :
    إن حكايةَ الإشعاع ، أسخفُ نُكْتَةٍ قِيلَتْ ..
    فنحنُ قبيلةٌ بين القبائِلْ
    هذا هو التاريخُ . . يا بلقيسُ ..
    كيف يُفَرِّقُ الإنسانُ ..
    ما بين الحدائقِ والمزابلْ
    بلقيسُ ..
    أيَّتها الشهيدةُ .. والقصيدةُ ..
    والمُطَهَّرَةُ النقيَّةْ ..
    سَبَـأٌ تفتِّشُ عن مَلِيكَتِهَا
    فرُدِّي للجماهيرِ التحيَّةْ ..
    يا أعظمَ المَلِكَاتِ ..
    يا امرأةً تُجَسِّدُ كلَّ أمجادِ العصورِ السُومَرِيَّةْ
    بلقيسُ ..
    يا عصفورتي الأحلى ..
    ويا أَيْقُونتي الأَغْلَى
    ويا دَمْعَاً تناثرَ فوق خَدِّ المجدليَّةْ
    أَتُرى ظَلَمْتُكِ إذْ نَقَلْتُكِ
    ذاتَ يومٍ .. من ضفاف الأعظميَّةْ
    بيروتُ .. تقتُلُ كلَّ يومٍ واحداً مِنَّا ..
    وتبحثُ كلَّ يومٍ عن ضحيَّةْ
    والموتُ .. في فِنْجَانِ قَهْوَتِنَا ..
    وفي مفتاح شِقَّتِنَا ..
    وفي أزهارِ شُرْفَتِنَا ..
    وفي وَرَقِ الجرائدِ ..
    والحروفِ الأبجديَّةْ ...
    ها نحنُ .. يا بلقيسُ ..
    ندخُلُ مرةً أُخرى لعصرِ الجاهليَّةْ ..
    ها نحنُ ندخُلُ في التَوَحُّشِ ..
    والتخلّفِ .. والبشاعةِ .. والوَضَاعةِ ..
    ندخُلُ مرةً أُخرى .. عُصُورَ البربريَّةْ ..
    حيثُ الكتابةُ رِحْلَةٌ
    بينِ الشَّظيّةِ .. والشَّظيَّةْ
    حيثُ اغتيالُ فراشةٍ في حقلِهَا ..
    صارَ القضيَّةْ ..
    هل تعرفونَ حبيبتي بلقيسَ ؟
    فهي أهمُّ ما كَتَبُوهُ في كُتُبِ الغرامْ
    كانتْ مزيجاً رائِعَاً
    بين القَطِيفَةِ والرخامْ ..
    كان البَنَفْسَجُ بينَ عَيْنَيْهَا
    ينامُ ولا ينامْ ..
    بلقيسُ ..
    يا عِطْرَاً بذاكرتي ..
    ويا قبراً يسافرُ في الغمام ..
    قتلوكِ ، في بيروتَ ، مثلَ أيِّ غزالةٍ
    من بعدما .. قَتَلُوا الكلامْ ..
    بلقيسُ ..
    ليستْ هذهِ مرثيَّةً
    لكنْ ..
    على العَرَبِ السلامْ
    بلقيسُ ..
    مُشْتَاقُونَ .. مُشْتَاقُونَ .. مُشْتَاقُونَ ..
    والبيتُ الصغيرُ ..
    يُسائِلُ عن أميرته المعطَّرةِ الذُيُولْ
    نُصْغِي إلى الأخبار .. والأخبارُ غامضةٌ
    ولا تروي فُضُولْ ..
    بلقيسُ ..
    مذبوحونَ حتى العَظْم ..
    والأولادُ لا يدرونَ ما يجري ..
    ولا أدري أنا .. ماذا أقُولْ ؟
    هل تقرعينَ البابَ بعد دقائقٍ ؟
    هل تخلعينَ المعطفَ الشَّتَوِيَّ ؟
    هل تأتينَ باسمةً ..
    وناضرةً ..
    ومُشْرِقَةً كأزهارِ الحُقُولْ ؟
    بلقيسُ ..
    إنَّ زُرُوعَكِ الخضراءَ ..
    ما زالتْ على الحيطانِ باكيةً ..
    وَوَجْهَكِ لم يزلْ مُتَنَقِّلاً ..
    بينَ المرايا والستائرْ
    حتى سجارتُكِ التي أشعلتِها
    لم تنطفئْ ..
    ودخانُهَا
    ما زالَ يرفضُ أن يسافرْ
    بلقيسُ ..
    مطعونونَ .. مطعونونَ في الأعماقِ ..
    والأحداقُ يسكنُها الذُهُولْ
    بلقيسُ ..
    كيف أخذتِ أيَّامي .. وأحلامي ..
    وألغيتِ الحدائقَ والفُصُولْ ..
    يا زوجتي ..
    وحبيبتي .. وقصيدتي .. وضياءَ عيني ..
    قد كنتِ عصفوري الجميلَ ..
    فكيف هربتِ يا بلقيسُ منّي ؟..
    بلقيسُ ..
    هذا موعدُ الشَاي العراقيِّ المُعَطَّرِ ..
    والمُعَتَّق كالسُّلافَةْ ..
    فَمَنِ الذي سيوزّعُ الأقداحَ .. أيّتها الزُرافَةْ ؟
    ومَنِ الذي نَقَلَ الفراتَ لِبَيتنا ..
    وورودَ دَجْلَةَ والرَّصَافَةْ ؟
    بلقيسُ ..
    إنَّ الحُزْنَ يثقُبُنِي ..
    وبيروتُ التي قَتَلَتْكِ .. لا تدري جريمتَها
    وبيروتُ التي عَشقَتْكِ ..
    تجهلُ أنّها قَتَلَتْ عشيقتَها ..
    وأطفأتِ القَمَرْ ..
    بلقيسُ ..
    يا بلقيسُ ..
    يا بلقيسُ
    كلُّ غمامةٍ تبكي عليكِ ..
    فَمَنْ تُرى يبكي عليَّا ..
    بلقيسُ .. كيف رَحَلْتِ صامتةً
    ولم تَضَعي يديْكِ .. على يَدَيَّا ؟
    بلقيسُ ..
    كيفَ تركتِنا في الريح ..
    نرجِفُ مثلَ أوراق الشَّجَرْ ؟
    وتركتِنا - نحنُ الثلاثةَ - ضائعينَ
    كريشةٍ تحتَ المَطَرْ ..
    أتُرَاكِ ما فَكَّرْتِ بي ؟
    وأنا الذي يحتاجُ حبَّكِ .. مثلَ (زينبَ) أو (عُمَرْ)
    بلقيسُ ..
    يا كَنْزَاً خُرَافيّاً ..
    ويا رُمْحَاً عِرَاقيّاً ..
    وغابَةَ خَيْزُرَانْ ..
    يا مَنْ تحدَّيتِ النجُومَ ترفُّعاً ..
    مِنْ أينَ جئتِ بكلِّ هذا العُنْفُوانْ ؟
    بلقيسُ ..
    أيتها الصديقةُ .. والرفيقةُ ..
    والرقيقةُ مثلَ زَهْرةِ أُقْحُوَانْ ..
    ضاقتْ بنا بيروتُ .. ضاقَ البحرُ ..
    ضاقَ بنا المكانْ ..
    بلقيسُ : ما أنتِ التي تَتَكَرَّرِينَ ..
    فما لبلقيسَ اثْنَتَانْ ..
    بلقيسُ ..
    تذبحُني التفاصيلُ الصغيرةُ في علاقتِنَا ..
    وتجلُدني الدقائقُ والثواني ..
    فلكُلِّ دبّوسٍ صغيرٍ .. قصَّةٌ
    ولكُلِّ عِقْدٍ من عُقُودِكِ قِصَّتانِ
    حتى ملاقطُ شَعْرِكِ الذَّهَبِيِّ ..
    تغمُرُني ،كعادتِها ، بأمطار الحنانِ
    ويُعَرِّشُ الصوتُ العراقيُّ الجميلُ ..
    على الستائرِ ..
    والمقاعدِ ..
    والأوَاني ..
    ومن المَرَايَا تطْلَعِينَ ..
    من الخواتم تطْلَعِينَ ..
    من القصيدة تطْلَعِينَ ..
    من الشُّمُوعِ ..
    من الكُؤُوسِ ..
    من النبيذ الأُرْجُواني ..
    بلقيسُ ..
    يا بلقيسُ .. يا بلقيسُ ..
    لو تدرينَ ما وَجَعُ المكانِ ..
    في كُلِّ ركنٍ .. أنتِ حائمةٌ كعصفورٍ ..
    وعابقةٌ كغابةِ بَيْلَسَانِ ..
    فهناكَ .. كنتِ تُدَخِّنِينَ ..
    هناكَ .. كنتِ تُطالعينَ ..
    هناكَ .. كنتِ كنخلةٍ تَتَمَشَّطِينَ ..
    وتدخُلينَ على الضيوفِ ..
    كأنَّكِ السَّيْفُ اليَمَاني ..
    بلقيسُ ..
    أين زجَاجَةُ ( الغِيرلاَنِ ) ؟
    والوَلاّعةُ الزرقاءُ ..
    أينَ سِجَارةُ الـ (الكَنْتِ ) التي
    ما فارقَتْ شَفَتَيْكِ ؟
    أين (الهاشميُّ ) مُغَنِّيَاً ..
    فوقَ القوامِ المَهْرَجَانِ ..
    تتذكَّرُ الأمْشَاطُ ماضيها ..
    فَيَكْرُجُ دَمْعُهَا ..
    هل يا تُرى الأمْشَاطُ من أشواقها أيضاً تُعاني ؟
    بلقيسُ : صَعْبٌ أنْ أهاجرَ من دمي ..
    وأنا المُحَاصَرُ بين ألسنَةِ اللهيبِ ..
    وبين ألسنَةِ الدُخَانِ ...
    بلقيسُ : أيتَّهُا الأميرَةْ
    ها أنتِ تحترقينَ .. في حربِ العشيرةِ والعشيرَةْ
    ماذا سأكتُبُ عن رحيل مليكتي ؟
    إنَ الكلامَ فضيحتي ..
    ها نحنُ نبحثُ بين أكوامِ الضحايا ..
    عن نجمةٍ سَقَطَتْ ..
    وعن جَسَدٍ تناثَرَ كالمَرَايَا ..
    ها نحنُ نسألُ يا حَبِيبَةْ ..
    إنْ كانَ هذا القبرُ قَبْرَكِ أنتِ
    أم قَبْرَ العُرُوبَةْ ..
    بلقيسُ :
    يا صَفْصَافَةً أَرْخَتْ ضفائرَها عليَّ ..
    ويا زُرَافَةَ كبرياءْ
    بلقيسُ :
    إنَّ قَضَاءَنَا العربيَّ أن يغتالَنا عَرَبٌ ..
    ويأكُلَ لَحْمَنَا عَرَبٌ ..
    ويبقُرَ بطْنَنَا عَرَبٌ ..
    ويَفْتَحَ قَبْرَنَا عَرَبٌ ..
    فكيف نفُرُّ من هذا القَضَاءْ ؟
    فالخِنْجَرُ العربيُّ .. ليسَ يُقِيمُ فَرْقَاً
    بين أعناقِ الرجالِ ..
    وبين أعناقِ النساءْ ..
    بلقيسُ :
    إنْ هم فَجَّرُوكِ .. فعندنا
    كلُّ الجنائزِ تبتدي في كَرْبَلاءَ ..
    وتنتهي في كَرْبَلاءْ ..
    لَنْ أقرأَ التاريخَ بعد اليوم
    إنَّ أصابعي اشْتَعَلَتْ ..
    وأثوابي تُغَطِّيها الدمَاءْ ..
    ها نحنُ ندخُلُ عصْرَنَا الحَجَرِيَّ
    نرجعُ كلَّ يومٍ ، ألفَ عامٍ للوَرَاءْ ...
    البحرُ في بيروتَ ..
    بعد رحيل عَيْنَيْكِ اسْتَقَالْ ..
    والشِّعْرُ .. يسألُ عن قصيدَتِهِ
    التي لم تكتمِلْ كلماتُهَا ..
    ولا أَحَدٌ .. يُجِيبُ على السؤالْ
    الحُزْنُ يا بلقيسُ ..
    يعصُرُ مهجتي كالبُرْتُقَالَةْ ..
    الآنَ .. أَعرفُ مأزَقَ الكلماتِ
    أعرفُ وَرْطَةَ اللغةِ المُحَالَةْ ..
    وأنا الذي اخترعَ الرسائِلَ ..
    لستُ أدري .. كيفَ أَبْتَدِئُ الرسالَةْ ..
    السيف يدخُلُ لحم خاصِرَتي
    وخاصِرَةِ العبارَةْ ..
    كلُّ الحضارةِ ، أنتِ يا بلقيسُ ، والأُنثى حضارَةْ ..
    بلقيسُ : أنتِ بشارتي الكُبرى ..
    فَمَنْ سَرَق البِشَارَةْ ؟
    أنتِ الكتابةُ قبْلَمَا كانَتْ كِتَابَةْ ..
    أنتِ الجزيرةُ والمَنَارَةْ ..
    بلقيسُ :
    يا قَمَرِي الذي طَمَرُوهُ ما بين الحجارَةْ ..
    الآنَ ترتفعُ الستارَةْ ..
    الآنَ ترتفعُ الستارِةْ ..
    سَأَقُولُ في التحقيقِ ..
    إنّي أعرفُ الأسماءَ .. والأشياءَ .. والسُّجَنَاءَ ..
    والشهداءَ .. والفُقَرَاءَ .. والمُسْتَضْعَفِينْ ..
    وأقولُ إنّي أعرفُ السيَّافَ قاتِلَ زوجتي ..
    ووجوهَ كُلِّ المُخْبِرِينْ ..
    وأقول : إنَّ عفافَنا عُهْرٌ ..
    وتَقْوَانَا قَذَارَةْ ..
    وأقُولُ : إنَّ نِضالَنا كَذِبٌ
    وأنْ لا فَرْقَ ..
    ما بين السياسةِ والدَّعَارَةْ !!
    سَأَقُولُ في التحقيق :
    إنّي قد عَرَفْتُ القاتلينْ
    وأقُولُ :
    إنَّ زمانَنَا العربيَّ مُخْتَصٌّ بذَبْحِ الياسَمِينْ
    وبقَتْلِ كُلِّ الأنبياءِ ..
    وقَتْلِ كُلِّ المُرْسَلِينْ ..
    حتّى العيونُ الخُضْرُ ..
    يأكُلُهَا العَرَبْ
    حتّى الضفائرُ .. والخواتمُ
    والأساورُ .. والمرايا .. واللُّعَبْ ..
    حتّى النجومُ تخافُ من وطني ..
    ولا أدري السَّبَبْ ..
    حتّى الطيورُ تفُرُّ من وطني ..
    و لا أدري السَّبَبْ ..
    حتى الكواكبُ .. والمراكبُ .. والسُّحُبْ
    حتى الدفاترُ .. والكُتُبْ ..
    وجميعُ أشياء الجمالِ ..
    جميعُها .. ضِدَّ العَرَبْ ..
    لَمَّا تناثَرَ جِسْمُكِ الضَّوْئِيُّ
    يا بلقيسُ ،
    لُؤْلُؤَةً كريمَةْ
    فَكَّرْتُ : هل قَتْلُ النساء هوايةٌ عَربيَّةٌ
    أم أنّنا في الأصل ، مُحْتَرِفُو جريمَةْ ؟
    بلقيسُ ..
    يا فَرَسِي الجميلةُ .. إنَّني
    من كُلِّ تاريخي خَجُولْ
    هذي بلادٌ يقتلُونَ بها الخُيُولْ ..
    هذي بلادٌ يقتلُونَ بها الخُيُولْ ..
    مِنْ يومِ أنْ نَحَرُوكِ ..
    يا بلقيسُ ..
    يا أَحْلَى وَطَنْ ..
    لا يعرفُ الإنسانُ كيفَ يعيشُ في هذا الوَطَنْ ..
    لا يعرفُ الإنسانُ كيفَ يموتُ في هذا الوَطَنْ ..
    ما زلتُ أدفعُ من دمي ..
    أعلى جَزَاءْ ..
    كي أُسْعِدَ الدُّنْيَا .. ولكنَّ السَّمَاءْ
    شاءَتْ بأنْ أبقى وحيداً ..
    مثلَ أوراق الشتاءْ
    هل يُوْلَدُ الشُّعَرَاءُ من رَحِمِ الشقاءْ ؟
    وهل القصيدةُ طَعْنَةٌ
    في القلبِ .. ليس لها شِفَاءْ ؟
    أم أنّني وحدي الذي
    عَيْنَاهُ تختصرانِ تاريخَ البُكَاءْ ؟
    سَأقُولُ في التحقيق :
    كيف غَزَالتي ماتَتْ بسيف أبي لَهَبْ
    كلُّ اللصوص من الخليجِ إلى المحيطِ ..
    يُدَمِّرُونَ .. ويُحْرِقُونَ ..
    ويَنْهَبُونَ .. ويَرْتَشُونَ ..
    ويَعْتَدُونَ على النساءِ ..
    كما يُرِيدُ أبو لَهَبْ ..
    كُلُّ الكِلابِ مُوَظَّفُونَ ..
    ويأكُلُونَ ..
    ويَسْكَرُونَ ..
    على حسابِ أبي لَهَبْ ..
    لا قَمْحَةٌ في الأرض ..
    تَنْبُتُ دونَ رأي أبي لَهَبْ
    لا طفلَ يُوْلَدُ عندنا
    إلا وزارتْ أُمُّهُ يوماً ..
    فِراشَ أبي لَهَبْ !!...
    لا سِجْنَ يُفْتَحُ ..
    دونَ رأي أبي لَهَبْ ..
    لا رأسَ يُقْطَعُ
    دونَ أَمْر أبي لَهَبْ ..
    سَأقُولُ في التحقيق :
    كيفَ أميرتي اغْتُصِبَتْ
    وكيفَ تقاسَمُوا فَيْرُوزَ عَيْنَيْهَا
    وخاتَمَ عُرْسِهَا ..
    وأقولُ كيفَ تقاسَمُوا الشَّعْرَ الذي
    يجري كأنهارِ الذَّهَبْ ..
    سَأَقُولُ في التحقيق :
    كيفَ سَطَوْا على آيات مُصْحَفِهَا الشريفِ
    وأضرمُوا فيه اللَّهَبْ ..
    سَأقُولُ كيفَ اسْتَنْزَفُوا دَمَهَا ..
    وكيفَ اسْتَمْلَكُوا فَمَهَا ..
    فما تركُوا به وَرْدَاً .. ولا تركُوا عِنَبْ
    هل مَوْتُ بلقيسٍ ...
    هو النَّصْرُ الوحيدُ
    بكُلِّ تاريخِ العَرَبْ ؟؟...
    بلقيسُ ..
    يا مَعْشُوقتي حتّى الثُّمَالَةْ ..
    الأنبياءُ الكاذبُونَ ..
    يُقَرْفِصُونَ ..
    ويَرْكَبُونَ على الشعوبِ
    ولا رِسَالَةْ ..
    لو أَنَّهُمْ حَمَلُوا إلَيْنَا ..
    من فلسطينَ الحزينةِ ..
    نَجْمَةً ..
    أو بُرْتُقَالَةْ ..
    لو أَنَّهُمْ حَمَلُوا إلَيْنَا ..
    من شواطئ غَزَّةٍ
    حَجَرَاً صغيراً
    أو محَاَرَةْ ..
    لو أَنَّهُمْ من رُبْعِ قَرْنٍ حَرَّروا ..
    زيتونةً ..
    أو أَرْجَعُوا لَيْمُونَةً
    ومَحوا عن التاريخ عَارَهْ
    لَشَكَرْتُ مَنْ قَتَلُوكِ .. يا بلقيسُ ..
    يا مَعْشوقتي حتى الثُّمَالَةْ ..
    لكنَّهُمْ تَرَكُوا فلسطيناً
    ليغتالُوا غَزَالَةْ !!...
    ماذا يقولُ الشِّعْرُ ، يا بلقيسُ ..
    في هذا الزَمَانِ ؟
    ماذا يقولُ الشِّعْرُ ؟
    في العَصْرِ الشُّعُوبيِّ ..
    المَجُوسيِّ ..
    الجَبَان
    والعالمُ العربيُّ
    مَسْحُوقٌ .. ومَقْمُوعٌ ..
    ومَقْطُوعُ اللسانِ ..
    نحنُ الجريمةُ في تَفَوُّقِها
    فما ( العِقْدُ الفريدُ ) وما ( الأَغَاني ) ؟؟
    أَخَذُوكِ أيَّتُهَا الحبيبةُ من يَدِي ..
    أخَذُوا القصيدةَ من فَمِي ..
    أخَذُوا الكتابةَ .. والقراءةَ ..
    والطُّفُولَةَ .. والأماني
    بلقيسُ .. يا بلقيسُ ..
    يا دَمْعَاً يُنَقِّطُ فوق أهداب الكَمَانِ ..
    عَلَّمْتُ مَنْ قتلوكِ أسرارَ الهوى
    لكنَّهُمْ .. قبلَ انتهاءِ الشَّوْطِ
    قد قَتَلُوا حِصَاني
    بلقيسُ :
    أسألكِ السماحَ ، فربَّما
    كانَتْ حياتُكِ فِدْيَةً لحياتي ..
    إنّي لأعرفُ جَيّداً ..
    أنَّ الذين تورَّطُوا في القَتْلِ ، كانَ مُرَادُهُمْ
    أنْ يقتُلُوا كَلِمَاتي !!!
    نامي بحفْظِ اللهِ .. أيَّتُها الجميلَةْ
    فالشِّعْرُ بَعْدَكِ مُسْتَحِيلٌ ..
    والأُنُوثَةُ مُسْتَحِيلَةْ
    سَتَظَلُّ أجيالٌ من الأطفالِ ..
    تسألُ عن ضفائركِ الطويلَةْ ..
    وتظلُّ أجيالٌ من العُشَّاقِ
    تقرأُ عنكِ . . أيَّتُها المعلِّمَةُ الأصيلَةْ ...
    وسيعرفُ الأعرابُ يوماً ..
    أَنَّهُمْ قَتَلُوا الرسُولَةْ ..
    قَتَلُوا الرسُولَةْ ..





    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


  12. #292
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية رجل الظلام
    تاريخ التسجيل
    07 2005
    الدولة
    مع أبي في قبره
    المشاركات
    1,120

    رد: نـزاريـات...




    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


  13. #293
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية رجل الظلام
    تاريخ التسجيل
    07 2005
    الدولة
    مع أبي في قبره
    المشاركات
    1,120

    رد: نـزاريـات...




    مـايــا


    الركبة الملساء .. والشفة الغليظة ..
    والسراويل الطويلة والقصيره
    إني تعبت من التفاصيل الصغيره ..
    ومن الخطوط المستقيمة .. والخطوط المستديره ..
    وتعبت من هذا النفير العسكري
    إلى مطارحة الغرام
    النهد .. مثل القائد العربي يأمرني :
    تقدم للأمام ..
    والفلفل الهندي في الشفتين يهتف بي :
    تقدم للأمام ..
    والأحمر العنبي فوق أصابع القدمين
    يصرخ بي :
    تقدم للإمام ..
    إني رفعت الراية البيضاء ، سيدتي
    بلا قيد ولا شرط ،
    ومفتاح المدينة تحت أمرك ..
    فادخليها في سلام ..
    جسدي المدينة ..
    فادخلي من أي باب شئت أيتها الأميره ..
    وتصرفي بجميع ما فيها .. ومن فيها ..
    وخليني أنام ..

    2
    الركبة البيضاء .. والحمراء .. والخضراء ..
    كيف أميز الألوان ؟
    إن زجاجة الفودكا تحيل ثقافتي صفراً ..
    وترجعني إلى جهل العشيره ..
    وتضخم الإحساس بالأشياء ..
    ترميني عليك كأنك الأنثى الأخيره ..

    3
    مايا تغني - وهي تحت الدوش -
    أغنية من اليونان رائعة ..
    وتضحك دونما سبب ..
    وتغضب دونما سبب
    وترضى دونما سبب
    ويدخل نهدها الذهبي في لحم المرايا ..
    مايا تناديني ..
    لأعطيها مناشفها ..
    واعطيها مكاحلها ..
    وأعطيها خواتمها الملونة المثيره
    مايا تقول بأنها لم تبلغ العشرين بعد ..
    وأنها ما قاربت أحداً سوايا ..
    وأنا أصدق كل ما قال النبيذ ..
    وكل ما قالته مايا ..

    4
    مايا على ( الموكيت ) حافية ..
    وتطلب أن أساعدها على ربط الضفيره
    وأنا أواجه ظهرها العاري ..
    كطفل ضائع ما بين آلاف الهدايا ..
    الشمس تشرق دائماً من ظهر مايا ..

    5
    من أين أبدأ رحلتي ؟
    والبحر من ذهب .. ومن زغب ..
    وحول عمودها الفقري أكثر من جزيره
    من يا ترى اخترع القصيده والنبيذ وخصر مايا ..
    مايا لها إبطان يخترعان عطرهما ..
    ويكتشفان رائحة الطريده ..
    مايا تسافر في انحناءات النبيذ ..
    وفي انحناءات الشعور ..
    وفي إضاءات القصيده ..
    وأنا أسافر في أنوثتها وضحكتها ..
    وأرسو كل ثانية على أرض جديده ..
    مايا تقول بأنني الذكر الوحيد ..
    وإنها الأنثى الوحيده ..
    وأنا أصدق كل ما قال النبيذ ..
    وكل ما قالته مايا ..

    6
    مايا لها نهدان شيطانان همهما مخالفة الوصايا ..
    مايا مخربة .. وطيبة ..
    وماكرة .. وطاهرة ..
    وتحلو حين ترتكب الخطايا ..
    الحر في تموز يجلدني على ظهري ..
    فكيف يمارس الانسان فن الحب في عز الظهيرة ؟
    والموت في عز الظهيره ..؟

    7
    مايا وراء ستارة الحمام واقفة كسنبلة ..
    وتروي لي النوادر والحكايا ..
    وأنا أرى الأشياء ثابتة .. ومائلة ..
    وحاضرة .. وغائبة ..
    وواضحة .. وغامضة ..
    فتخذلني يدايا ..
    مايا مبللة وطازجة كتفاح الجبال ..
    وعند تقاطع الخلجان قد سالت دمايا ..
    مايا تكرر أنها ما لامست أحداً سوايا ..
    وأنا لا أصدق كل ما قال النبيذ ..
    ونص ما قالته مايا ..

    8
    مايا مهيأة كطاووس ملوكي ..
    وزهرة جلنار ..
    مايا تفتش عن فريستها كأسماك البحار ..
    فمتى سأتخذ القرار ؟

    9
    هذي شواطيء حضرموت ..
    وبعدها .. تأتي طريق الهند ..
    إن مراكبي داخت ..
    وبين الطحلب البحري والمرجان ..
    تنفتح احتمالات كثيره ..
    ماذا اعتراني ؟
    إن إفريقيا على مرمى يدي ..
    ومجاهل البنغال أخطر من خطيره ..
    مايا تناديني ..
    فتنفجر المعادن ..
    والفواكه ..
    والتوابل ..
    والبهار ..
    هذا النبيذ أساء لي جداً ..
    وأنساني بدايات الحوار ..
    فمتى سأتخذ القرار .؟

    10
    مايا تغني من مكان ما ..
    ولا أدري على التحديد أين مكان مايا ..
    كانت وراء ستارة الحمام ساطعة كلؤلؤة ..
    وحولها النبيذ إلى شظايا ..

    11
    مايا تقول بأنها امرأتي ..
    ومالكتي ..
    ومملكتي ..
    وتحلف أنها ما ضاجعت أحداً سوايا ..
    وأنا أصدق كل ما قال النبيذ ..
    وربع ما قالته مايا


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


  14. #294
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية رجل الظلام
    تاريخ التسجيل
    07 2005
    الدولة
    مع أبي في قبره
    المشاركات
    1,120

    رد: نـزاريـات...





    1


    وما بين حُبٍّ وحُبٍّ.. أُحبُّكِ أنتِ..
    وما بين واحدةٍ ودَّعَتْني..
    وواحدةٍ سوف تأتي..
    أُفتِّشُ عنكِ هنا.. وهناكْ..
    كأنَّ الزمانَ الوحيدَ زمانُكِ أنتِ..
    كأنَّ جميعَ الوعود تصبُّ بعينيكِ أنتِ..
    فكيف أُفسِّرُ هذا الشعورَ الذي يعتريني
    صباحَ مساءْ..
    وكيف تمرّينَ بالبالِ، مثل الحمامةِ..
    حينَ أكونُ بحَضْرة أحلى النساءْ؟.

    2

    وما بينَ وعديْنِ.. وامرأتينِ..
    وبينَ قطارٍ يجيء وآخرَ يمضي..
    هنالكَ خمسُ دقائقَ..
    أدعوك ِ فيها لفنجان شايٍ قُبيلَ السَفَرْ..
    هنالكَ خمسُ دقائقْ..
    بها أطمئنُّ عليكِ قليلا..
    وأشكو إليكِ همومي قليلا..
    وأشتُمُ فيها الزمانَ قليلا..
    هنالكَ خمسُ دقائقْ..
    بها تقلبينَ حياتي قليلا..
    فماذا تسمّينَ هذا التشتُّتَ..
    هذا التمزُّقَ..
    هذا العذابَ الطويلا الطويلا..
    وكيف تكونُ الخيانةُ حلاًّ؟
    وكيف يكونُ النفاقُ جميلا؟...

    3

    وبين كلام الهوي في جميع اللّغاتْ
    هناكَ كلامٌ يقالُ لأجلكِ أنتِ..
    وشِعْرٌ.. سيربطه الدارسونَ بعصركِ أنتِ..
    وما بين وقتِ النبيذ ووقتِ الكتابة.. يوجد وقتٌ
    يكونُ به البحرُ ممتلئاً بالسنابلْ
    وما بين نُقْطَة حِبْرٍ..
    ونُقْطَة حِبْرٍ..
    هنالكَ وقتٌ..
    ننامُ معاً فيه، بين الفواصلْ..

    4

    وما بين فصل الخريف، وفصل الشتاءْ
    هنالكَ فَصْلُ أُسَمِّيهِ فصلَ البكاءْ
    تكون به النفسُ أقربَ من أيِّ وقتٍ مضى للسماءْ..
    وفي اللحظات التي تتشابهُ فيها جميعُ النساءْ
    كما تتشابهُ كلُّ الحروف على الآلة الكاتبهْ
    وتصبحُ فيها ممارسةُ الجنسِ..
    ضرباً سريعاً على الآلة الكاتبَهْ
    وفي اللحظاتِ التي لا مواقفَ فيها..
    ولا عشقَ، لا كرهَ، لا برقَ، لا رعدَ، لا شعرَ، لا نثرَ،
    لا شيءَ فيها..
    أُسافرْ خلفكِ، أدخلُ كلَّ المطاراتِ، أسألُ كلَّ الفنادق
    عنكِ، فقد يتصادفُ أنَّكِ فيها...

    5

    وفي لحظاتِ القنوطِ، الهبوطِ، السقوطِ، الفراغ، الخِواءْ.
    وفي لحظات انتحار الأماني، وموتِ الرجاءْ
    وفي لحظات التناقضِ،
    حين تصير الحبيباتُ، والحبُّ ضدّي..
    وتصبحُ فيها القصائدُ ضدّي..
    وتصبحُ – حتى النهودُ التي بايعتْني على العرش- ضدّي
    وفي اللحظات التي أتسكَّعُ فيها على طُرُق الحزن وحدي..
    أُفكِّر فيكِ لبضع ثوانٍ..
    فتغدو حياتي حديقةَ وردِ..

    6

    وفي اللحظاتِ القليلةِ..
    حين يفاجئني الشعرُ دونَ انتظارْ
    وتصبحُ فيها الدقائقُ حُبْلى بألفِ انفجارْ
    وتصبحُ فيها الكتابةُ فِعْلَ انتحارْ..
    تطيرينَ مثل الفراشة بين الدفاتر والإصْبَعَيْنْ
    فكيف أقاتلُ خمسينَ عاماً على جبهتينْ؟
    وكيفَ أبعثر لحمي على قارَّتين؟
    وكيفَ أُجَاملُ غيركِ؟
    كيفَ أجالسُ غيركِ؟
    كيفَ أُضاجعُ غيركِ؟ كيفْ..
    وأنتِ مسافرةٌ في عُرُوق اليدينْ...

    7

    وبين الجميلات من كل جنْسٍ ولونِ.
    وبين مئات الوجوه التي أقنعتْني .. وما أقنعتْني
    وما بين جرحٍ أُفتّشُ عنهُ، وجرحٍ يُفتّشُ عنِّي..
    أفكّرُ في عصرك الذهبيِّ..
    وعصرِ المانوليا، وعصرِ الشموع، وعصرِ البَخُورْ
    وأحلم في عصرِكِ الكانَ أعظمَ كلّ العصورْ
    فماذا تسمّينَ هذا الشعور؟
    وكيفَ أفسِّرُ هذا الحُضُورَ الغيابَ، وهذا الغيابَ الحُضُورْ
    وكيفَ أكونُ هنا.. وأكونً هناكْ؟
    وكيف يريدونني أن أراهُمْ..
    وليس على الأرض أنثى سواكْ

    8

    أُحبُّكِ.. حين أكونُ حبيبَ سواكِ..
    وأشربُ نَخْبَكِ حين تصاحبني امرأةٌ للعشاءْ
    ويعثر دوماً لساني..
    فأهتُفُ باسمكِ حين أنادي عليها..
    وأُشغِلُ نفسي خلال الطعامْ..
    بدرس التشابه بين خطوط يديْكِ..
    وبينَ خطوط يديها..
    وأشعرُ أني أقومُ بِدَوْر المهرِجِ...
    حين أُركّزُ شالَ الحرير على كتِفَيْها..
    وأشعرُ أني أخونُ الحقيقةَ..
    حين أقارنُ بين حنيني إليكِ، وبين حنيني إليها..
    فماذا تسمّينَ هذا؟
    ازدواجاً.. سقوطاً.. هروباً.. شذوذاً.. جنوناً..
    وكيف أكونُ لديكِ ؟
    وأزعُمُ أنّي لديها ..



    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


  15. #295
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية سراب01
    تاريخ التسجيل
    05 2007
    الدولة
    قلب حبيبتي
    المشاركات
    3,751

    رد: نـزاريـات...

    هـــاملـــت شـــاعـــراً
    نزار قباني - قصائد متوحشة

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    .. أن تكوني امرأة.. أو لا تكوني
    .. تلك .. تلك المسألة
    .. أن تكوني امرأتي المفضلة
    .. قطتي التركية المدللة
    .. أن تكوني الشمس ، يا شمس عيوني
    .. ويدا طيبة فوق جبيني
    أن تكوني في حياتي المقبلة
    .. نجمة .. أو وردة .. أو سنبلة
    .. تلك .. تلك المشكلة

    .. أن تكوني كل شي
    .. أو تضيعي كل شي
    ، إن طبعي، عندما أهوى
    .. كطبع البربري
    .. أن تكوني
    كل ما يحمله نوار من عشب ندي
    .. أن تكوني .. دفتري الأزرق
    .. أوراقي .. مدادي الذهبي
    .. أن تكوني
    كلمة تبحث عن عنوانها في شفتي
    طفلة تكبر ما بين يدي
    آه.. يا حورية أرسلها البحر إلي
    ، آه.. يا رمحا بأعماقي
    .. ويا جرحي الطري
    .. آه.. يا ناري
    .. وأمطاري
    .. ويا قرع الطبول الهمجي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    .. إفهميني


    أتمنى مخلصا، أن تفهميني
    .. ربما .. أخطأت في شرح ظنوني
    ربما .. لم أحسن التعبير عما يعتريني
    ربما.. سرت إلى حبك معصوب العيون
    .. ونسفت الجسر ما بين اتزاني وجنوني
    .. أنا لا يمكن أن أعشق إلا بجنوني
    .. فاقبليني هكذا .. أو فارفضيني

    .. أنصتي لي
    . أتمنى مخلصا أن تنصتي لي
    .. ما هناك امرأة دون بديل
    فاتن وجهك .. لكن في الهوى
    .. ليس تكفي فتنة الوجه الجميل
    .. إفعلي ما شئت .. لكن حاذري
    .. حاذري أن تقتلي في فضولي
    تعبت كفاي ، يا سيدتي
    .. وأنا أطرق باب المستحيل
    .. فاعشقي كالناس .. أو لا تعشقي
    .. إنني أرفض أنصاف الحلول


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  16. #296
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية رجل الظلام
    تاريخ التسجيل
    07 2005
    الدولة
    مع أبي في قبره
    المشاركات
    1,120

    رد: نـزاريـات...





    تصورت حبك ..
    طفحاً خفيفاً على سطح جلدي ..
    أداويه بالماء .. أو بالكحول
    وبررته باختلاف المناخ ..
    وعللته بانقلاب الفصول ..
    وكنت إذا سألوني ، أقول :
    هواجس نفس ..
    وضربة شمس ..
    وخدش صغير على الوجه .. سوف يزول ..
    تصورت حبك .. نهراً صغيراً ..
    سيحيي المراعي .. ويروي الحقول ..
    ولكنه اجتاح بر حياتي ..
    فأغرق كل القرى ..
    واتلف كل السهول ..
    وجر سريري ..
    وجدران بيتي ..
    وخلفني فوق أرض الذهول ..
    تصورت في البدء ..
    أن هواك يمر مرور الغمامه
    وأنك شط الأمان
    وبر السلامه ..
    وقدرت أن القضية بيني وبينك ..
    سوف تهون ككل القضايا ..
    وأنك سوف تذوبين مثل الكتابة فوق المرايا ..
    وأن مرور الزمان ..
    سيقطع كل جذور الحنان
    ويغمر بالثلج كل الزوايا
    تصورت أن حماسي لعينيك كان انفعالاً ..
    كأي انفعال ..
    وأن كلامي عن الحب ، كان كأي كلام يقال
    وأكتشف الآن .. أني كنت قصير الخيال
    فما كان حبك طفحاً يداوى بماء البنفسج واليانسون ..
    ولا كان خدشاً طفيفاً يعالج بالعشب أو بالدهون ..
    ولا كان نوبة برد ..
    سترحل عند رحيل رياح الشمال ..
    ولكنه كان سيفاً ينام بلحمي ..
    وجيش احتلال ..
    وأول مرحلة في طريق الجنون .!


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


  17. #297
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية رجل الظلام
    تاريخ التسجيل
    07 2005
    الدولة
    مع أبي في قبره
    المشاركات
    1,120

    رد: نـزاريـات...




    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


  18. #298
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية Fifi Maria

    التنمية البشرية
    تاريخ التسجيل
    03 2012
    الدولة
    الجزائر
    المشاركات
    5,905

    رد: نـزاريـات...

    خمس رسائل إلى أمي

    صباحُ الخيرِ يا حلوه..
    صباحُ الخيرِ يا قدّيستي الحلوه
    مضى عامانِ يا أمّي
    على الولدِ الذي أبحر
    برحلتهِ الخرافيّه
    وخبّأَ في حقائبهِ
    صباحَ بلادهِ الأخضر
    وأنجمَها، وأنهُرها، وكلَّ شقيقها الأحمر
    وخبّأ في ملابسهِ
    طرابيناً منَ النعناعِ والزعتر
    وليلكةً دمشقية..
    أنا وحدي..
    دخانُ سجائري يضجر
    ومنّي مقعدي يضجر
    وأحزاني عصافيرٌ..
    تفتّشُ –بعدُ- عن بيدر
    عرفتُ نساءَ أوروبا..
    عرفتُ عواطفَ الإسمنتِ والخشبِ
    عرفتُ حضارةَ التعبِ..
    وطفتُ الهندَ، طفتُ السندَ، طفتُ العالمَ الأصفر
    ولم أعثر..
    على امرأةٍ تمشّطُ شعريَ الأشقر
    وتحملُ في حقيبتها..
    إليَّ عرائسَ السكّر
    وتكسوني إذا أعرى
    وتنشُلني إذا أعثَر
    أيا أمي..
    أيا أمي..
    أنا الولدُ الذي أبحر
    ولا زالت بخاطرهِ
    تعيشُ عروسةُ السكّر
    فكيفَ.. فكيفَ يا أمي
    غدوتُ أباً..
    ولم أكبر؟
    صباحُ الخيرِ من مدريدَ
    ما أخبارها الفلّة؟
    بها أوصيكِ يا أمّاهُ..
    تلكَ الطفلةُ الطفله
    فقد كانت أحبَّ حبيبةٍ لأبي..
    يدلّلها كطفلتهِ
    ويدعوها إلى فنجانِ قهوتهِ
    ويسقيها..
    ويطعمها..
    ويغمرها برحمتهِ..
    .. وماتَ أبي
    ولا زالت تعيشُ بحلمِ عودتهِ
    وتبحثُ عنهُ في أرجاءِ غرفتهِ
    وتسألُ عن عباءتهِ..
    وتسألُ عن جريدتهِ..
    وتسألُ –حينَ يأتي الصيفُ-
    عن فيروزِ عينيه..
    لتنثرَ فوقَ كفّيهِ..
    دنانيراً منَ الذهبِ..
    سلاماتٌ..
    سلاماتٌ..
    إلى بيتٍ سقانا الحبَّ والرحمة
    إلى أزهاركِ البيضاءِ.. فرحةِ "ساحةِ النجمة"
    إلى تختي..
    إلى كتبي..
    إلى أطفالِ حارتنا..
    وحيطانٍ ملأناها..
    بفوضى من كتابتنا..
    إلى قططٍ كسولاتٍ
    تنامُ على مشارقنا
    وليلكةٍ معرشةٍ
    على شبّاكِ جارتنا
    مضى عامانِ.. يا أمي
    ووجهُ دمشقَ،
    عصفورٌ يخربشُ في جوانحنا
    يعضُّ على ستائرنا..
    وينقرنا..
    برفقٍ من أصابعنا..
    مضى عامانِ يا أمي
    وليلُ دمشقَ
    فلُّ دمشقَ
    دورُ دمشقَ
    تسكنُ في خواطرنا
    مآذنها.. تضيءُ على مراكبنا
    كأنَّ مآذنَ الأمويِّ..
    قد زُرعت بداخلنا..
    كأنَّ مشاتلَ التفاحِ..
    تعبقُ في ضمائرنا
    كأنَّ الضوءَ، والأحجارَ
    جاءت كلّها معنا..
    أتى أيلولُ يا أماهُ..
    وجاء الحزنُ يحملُ لي هداياهُ
    ويتركُ عندَ نافذتي
    مدامعهُ وشكواهُ
    أتى أيلولُ.. أينَ دمشقُ؟
    أينَ أبي وعيناهُ
    وأينَ حريرُ نظرتهِ؟
    وأينَ عبيرُ قهوتهِ؟
    سقى الرحمنُ مثواهُ..
    وأينَ رحابُ منزلنا الكبيرِ..
    وأين نُعماه؟
    وأينَ مدارجُ الشمشيرِ..
    تضحكُ في زواياهُ
    وأينَ طفولتي فيهِ؟
    أجرجرُ ذيلَ قطّتهِ
    وآكلُ من عريشتهِ
    وأقطفُ من بنفشاهُ
    دمشقُ، دمشقُ..
    يا شعراً
    على حدقاتِ أعيننا كتبناهُ
    ويا طفلاً جميلاً..
    من ضفائره صلبناهُ
    جثونا عند ركبتهِ..
    وذبنا في محبّتهِ
    إلى أن في محبتنا قتلناهُ...

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعيمركز

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    تحميل الصور

  19. #299
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية Fifi Maria

    التنمية البشرية
    تاريخ التسجيل
    03 2012
    الدولة
    الجزائر
    المشاركات
    5,905

    رد: نـزاريـات...

    يوميات امرأة لا مبالية


    ثُوري ! . أحبّكِ أن تثُوري ..
    ثُوري على شرق السبايا . والتكايا .. والبخُورِ
    ثُوري على التاريخ ، وانتصري على الوهم الكبيرِ
    لا ترهبي أحداً . فإن الشمس مقبرةُ النسورِ
    ثُوري على شرقٍ يراكِ وليمةً فوقَ السريرِ ..
    نزار

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعيمركز

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    تحميل الصور

  20. #300
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية Fifi Maria

    التنمية البشرية
    تاريخ التسجيل
    03 2012
    الدولة
    الجزائر
    المشاركات
    5,905

    رد: نـزاريـات...

    مَسْرَح

    المرأةُ بطبيعتها
    تُحِبُّ الرجُلَ الذي يتكلمُ دونَ توقُّفْ..
    ويكذبُ دونَ توقُّفْ
    لذلكَ، يخسرُ جميعُ الرجالْ
    الذينَ لا يُجيدُونَ فنَّ الدراما،
    والإلقاءِ المسْرَحيّْ....
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعيمركز

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    تحميل الصور

صفحة 15 من 16 الأولىالأولى ... 513141516 الأخيرةالأخيرة

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •