:
يا راحِلاً .. ومياهُ النَّهر قد زَحَفَتْ
لَسوْفَ تجري - على ذكراكَ - أنهارُ
وسوف نغزُو - على خيلٍ تركتَ لنا
وسوف تمتدُّ - بَعد العُمرِ - أعمارُ
وسوف نمشي - على ضوءٍ سطعتَ بهِ
وسوفَ تسطعُ أقمارٌ .. وأقمارُ
يا غازيَ الليل .. إنَّ الليل مُنهَزمْ
مهما تَطَاوَلَ .. ، والإصباحُ هَدّارُ
بَنَيْتَ أوّلَ دَوْرٍ في انتقالتنا
وسوفَ تَسْمُقُ - فوق الدَّوْرِ- أدوارُ
فارقُدْ بقبركَ - لا هَمَّاً تُطارحه
فقدْ وفَيْتَ، ولم تهزمكَ أعذارُ
وارقُدْ - هنيئاً .. مريئاً .. وانتظرْ مطراً
يهمي على عُشبِنا..، تتلوه أمطارُ
نَمْ - في سريرك - لا يأسٌ، ولا وَجَلٌ
فإنّ مَن بدأ الإبحارَ سَيّارُ..!
أرثيكَ..؟ - لا - لستَ من تُرثى نهايتُه
نهايةُ الرَّمزْ مِشوارٌ.. فمِشوارُ..!
أبكيكَ..؟ - لا - لستَ من نبكي حكايته
مع الرَّحيلِ .. تُرى هلْ ماتَ بَشَّارُ..؟!
آهٍ - على راحلٍ أكفانُه حَمَلتْ
أحلامَنا - وهي أغصانٌ، وأزهارُ.!
آهٍ - على راحلٍ أكفانُه حَمَلتْ
صُبحاً تَشَكَّلَ، وازدانتْ بهِ الدارُ..!
من قصيدة ( لا تدفنوه ! ) للشاعر حمد العسعوس .