بسم الله الرحمن الرحيم
الصدق
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أجرى عالمٌ تجربةً على مجموعة من النمل ليرى كيف تتصرف مع بعضهن حيال موقف مصطنع :
حيث وضع قليلاً من السكر قرب مسكنٍ لها و انتظر يراقب عن كثب، و بينما هو كذلك إذْ جاءتْ نملةٌ واحدة إلى حفنة السكر و دارتْ حولها بضع دورات، فأمسكها و وضع عليها علامةً و تركها ترحل، و أسرع فأزال حفنة السكر من موضعها.
ما هي إلا لحيظات حتى جاء جيشٌ من النمل تتقدمهم النملة إلى الموضع الذي كانت فيه حفنة السكر فلم يجد شيئاً، فعاد الجيش إلى مسكنه إلا النملة التي أخبرته عن حفنة السكر.
فلما توارى الجيش عن الأنظار أعاد العالم حفنة السكر إلى موضعها، فأسرعتْ النملة تخبر أخواتها بما وجدتْ، فكرر العالم في المرة الثانية ما فعله مع جيش النمل في المرة الأولى، ولما لم يجدْ النمل حفنة السكر عاد إلى مسكنه، إلا النملة التي أخبرتهم عن حفنة السكر.
و فعل العالم في المرة الثالثة ما فعله في المرة الأولى من إعادة حفنة السكر و إزالتها إذا حضر جيش النمل، غير أن في المرة الثالثة اختلف رد فعل النمل مع النملة التي أخبرته بوجود حفنة السكر.
حيث تجمع النمل عليها و أخذت كل نملة منها تجذبها من طرف إلى أن قطعوا أوصالها و تركوها ممزقة الأعضاء جزاءً على ما فعلتْ......!!
و هنا أقف لحظة تأمل و إياكم
لن أتحدث فيها عن ما استخلصه العالم من تجربته التي أجراها
بل أقف لحظة تأمل مع نفسي ,, مع أنفسنالنقف لحظة صدقٍ و نتساءل عن الآتي:
هل نحن صادقون مع أنفسنا؟؟ فلا نحملها فوق طاقتها، و نجعلها تعيش واقعها وفق ما قسم لها بارئها
هل نحن صادقون مع غيرنا؟؟ فلا نخدعهم، و لا نضللهم بزيف مشاعرنا و نبني لهم قصوراً من الأوهام و الأحلام على الماء؟؟
هل نحن صادقون مع ربنا في أقوالنا و أفعالنا و ما تخفيه صدورنا؟
عن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال: (( إنَّ الصدقَ يهدي إلى البر، و إنَّ البر يهدي إلى الجنة، و إنَّ الرجلَ ليصدقَ حتى يكتبَ عند الله صديقاً، و إن الكذب يهدي إلى الفجور، و إن الفجور يهدي إلى النار، و إن الرجل ليكذبَ حتى يكتبَ عند الله كذاباً )) متفق عليه.
منقول