وعن انس رضى الله عنه قال : " مر النبي صلى الله علية وسلم على امرأة تبكي عند قبر فقال لها: " اتقي الله واصبري واصبري "
فقالت: إليك عني فانك لم تصب بمصيبتي , ولم تعرفه, فقيل لها: انه النبي صلى الله عليه وسلم
فأتت باب النبي صلى الله علية وسلم فلم تجد عنده بوابين, فقالت: لم أعرفك, فقال :" إنما الصبر عند الصدمة الأولى ". متفق عليه
قبر فقال لها اتقي الله واصبري : قال القرطبي: الظاهر أنها كان في بكائها قدر زائد من نوح أو غيره ولهذا أمرها بالتقوى
فقالت إليك عني: بمعنى تنح و ابعد
ولم تعرفه: أي خاطبته بذلك غير عارفة أنه النبي صلى الله علية وسلم
فأتت: للاعتذار
باب النبي صلى الله علية وسلم فلم تجد عنده بوابين: استشعرت خوفاَ وهيبةَ في نفسها وتصورت أنه مثل الملوك له حاجب أو بواب يمنع الناس من الوصول إليه, فوجدت الأمر بخلاف ما تصورت
إنما الصبر: أي الذي يحمد عليه صاحبه كل الحمد ما كان
عند الصدمة الأولى: أو عند مفاجأة المصيبة, بخلاف ما بعدها فإنه على عود الأيام يسلو
قال الطيبي : صدر الجواب منه صلى الله علية وسلم بهذا عن قولها لم أعرفك على أسلوب الحكيم, كأنه قال لها : دعي الاعتذار فإني لا اغضب لغير الله, وانظري إلى نفسك في تفويتك الثواب الجزيل بعدم لصبر عند مفاجأة المصيبة