(حوار بين العقل و الروح )
(( ماذا لو كان سجينك يقول الحقيقة , ومع ذلك لايجد من يصدقه.ألا يعد الأمر فظيعاً؟
تخيل : أن تستعد للاستسلام, ثم لاتملك شيئاً آخر تستسلم له, تُحــطم, ومع ذلك ,
يُضغـط عليك للاستسلام أكثر! وأي مسؤولية لمن يقوم بالاستجواب !
كيف يمكنك أن تعرف أبداً ما إذا كان الرجل قــد أخبرك بالحقيقة ؟ ))
ولكن , (( هناك نغمة في الصوت. نغمة معيَّنــة تدخل إلى صوت رجل ما يقول الحقيقة)) .." 1 "
( العقل يؤنب الروح )
العقل : لماذا لاتذهب بعيداً . لماذا لاتذهب وتموت في مكان ما ؟
ماذا تريد أن تقول لي؟
أسألك أن تتمعن برزانة : أي مستقبل تنتظره هنا. لن يسمح لك البقاء هنا أن تبدع
ولن يعطيك الفرصة الجيدة لكي " أتنفس " هواءً نقياً. لأنهم يتلقونك بجفاء وعداوة أحياناً.
لقد ألحقت الضرر بنفسك . وإن كنت لا تعرف إلى أين تذهب. أليس من الافضل أن تُقف هذا النزف
الساذج لقلمك على " الـلا شيء " ؟
كم هو مؤسف ان أراك تتخبط هنا. ماذا تريد أن تقول لي؟
كف عن الهراء . إنهم يتصارعون فيما بينهم. يبحثون عن الدماء والإثارة. لاينقصهم غرباء !
الروح : ( ولكن و نزار يقول : الأديب الحقيقي لايساوم.. ولايختبئ تحت اللحاف أثناء البرد والظلام )
العقل : نزار مات.. أتفهم ؟ مات وقد صنع لنفسه تاريخاً لن يطمسه غباء العرب. وخيانة الزمن !
وأنت أي تاريخ سيذكرك حينما تعتصر فكرك ليأتيك الجواب :
( يعطيك العافية ) !
أ جبني أيها النحيــل!
الروح : إفهمني .. إفهمني ..
(( من وثق في نفسه . فهو ليس في حاجةٍ إلى الثناء عليه.. ومن طلب الثناء يشكك في قدر نفسه ))
أنا لست غبياً حتى أستجديهم ليقرأو ما اكتب . ويتجاوبوا مع ما اكتب.
ومن الافضل ان تضع " النحالة " جانباً .. لانها تتعلق بالجســد ..
العقل : بلا أنت ميتٌ غبيّ .. حين تكلم الفراغ . حين تكتب للفراغ . وتفكر لمن نسف عقله مبكراً
وارتضى الفراغ ( الفــراغ لا يُشبع ) ..
الروح : ( ولكن هناك من يفهمني.. هناك من يأخذ بيدي حتى في أحلك الظروف.. هناك من يملأون عقلي وعياً
ويسكبون عليّ إبداعاتهم . فأشعر معهم بلــذة الحياة وجمــال الأدب )
العقل : إنهم مثلُك .. يموتون كل لحظة ليعيشوا لحظة واحدة. وكأنه مكتوبٌ عليهم البقاء في المنفى .
أ تعرف .. أنا سئمتُ البقاء في رأسك .. يا أيها القروي البدائي .. لن تعيش طويلاً بهذه الطريقة..
استمتع بعمرك كما يطيب لك . ولكن إياك أن تلوثني بغباءك المزمن!
أعرف أنك لن تستغني عني . لأنك لاتستطيع الاستمرار والصمود دون مساعدتي.
ولضمــان بقائي عاهدني بأنك ستمشي على ماقالته : ماري اجردن :
" لا تتكئ على أحد فذراعك هي عكازك الوحيد الذي يجب أن تعتمد علية وأنت تسير في طريقك إلى الحياة "
الروح : أعاهدك. سوف أتذكرها. لن أنساها . سأسير على حروفها.
---------------------------------------------------
" 1 " : ج. م . كوتزي " في إنتظار البرابرة "