عمدت صحيفة (فرانس سوار) الفرنسية إلى نشر الرسوم الكاريكاتيرية المسيئة للنبي محمد، والتي سبق وأن بادرت ونشرتها صحيفة (يولاند بوسطن) الدنماركية منذ أربعة أشهر.
الصحيفة الفرنسية بررت نشر تلك الرسوم باعتبار أنها "موضوع جدل على نطاق عالمي واسع، محوره التوازن والحدود المتبادلة في مجال الديمقراطية واحترام المعتقدات الدينية وحرية التعبير".
الصحيفة وفي معرض تبريرها نشر الرسوم اعتبرت أن بعضها "طريف والبعض الآخر غير ذلك". وأكدت الصحيفة على أنها لن تعتذر عن إعادة نشرها هذه الرسوم "لأننا أحرار في التحدث والتفكير والاعتقاد، وبما أن هؤلاء الذين يقدمون أنفسهم على أنهم أساتذة في الإيمان ويجعلون القضية مسألة مبدأ".
من جهته علق المتحدث الرسمي باسم اللجنة العالمية لنصرة خاتم الأنبياء على تكرار نشر الصحيفة الفرنسية للرسوم الساخرة بقوله "اللجنة ترى أن هذا انفعال وردة فعل من هذه الصحيفة المجهولة، والتي فيما يبدو أنها تريد أن تشتهر على حساب الحدث وتشتت الجهود التي يبذلها المسلمون في نصرة نبيهم، ولهذا تأمل اللجنة من المسلمين عدم الاكتراث بما فعلته الصحيفة الفرنسية، وتفويت الفرصة على محاولة فك الخناق على الدنمارك".
الجدير بالذكر أن صحيفة (فرانس سوار) الفرنسية كانت تخسر ما بين 2003م ـ 2004م نحو 500 ألف يورو شهريا. وتوزع الصحيفة التي يعمل بها 99 موظفا منهم حوالي 60 صحافيا، 67 ألفا و506 نسخ. والصحيفة كانت مملوكة لرجل أعمال مصري بادر بشرائها في عام 2004م ثم تخلى عن رئاسة مجلس الإدارة بعد ذلك بعام.
----------------------------
ماذا حدث بعد ذلك؟
إقالة رئيس تحرير ( فرانس سوار ) من مالكها المصري
تمت إقالة رئيس ومدير التحرير لجريدة فرانس سوار بعد نشرها للرسومات الكريكاتورية التي نشرتها الجريدة الدنمركية
والخبر قرأته قبل قليل من الجزيرة والوفاق
الرباط : أبو إياد مصطفى
قدم مالك صحيفة (فرانس سوار) اعتذارا للمسلمين على إثر نشر صحيفته لرسوم كاريكاتورية مسيئة لشخص الرسول عليه الصلاةو السلام, معلنا في الوقت ذاته أنه أقال رئيس ومدير هذه الصحيفة.
وقال ريمون لكح وهو رجل أعمال فرنسي مصري ومالك الصحيفة في بيان له إنه "قرر إقالة جاك لوفران من مهامه كرئيس ومدير للصحيفة للإعراب بشكل قوي عن احترامه للمبادئ والقناعات الشخصية لكل إنسان"، وأضاف "إننا نقدم اعتذارنا للجالية المسلمة ولجميع الأشخاص الذي صدمتهم أو أهانتهم هذه الرسوم".
من جهته وجه سليمان البطحي المتحدث الرسمي باسم اللجنة العالمية لنصرة خاتم الأنبياء شكر اللجنة لمالك الصحيفة الفرنسية على موقفه الذي يدل على فهمه الصحيح لحرية التعبير، واحترامه لمشاعر أكثر من مليار مسلم.
وكانت (فرانس سوار) الباريسية التي تعاني من أزمات مالية خانقة قد أعادت في عددها يوم أمس الأربعاء نشر الرسوم الكاريكاتورية التي كانت نشرتها مؤخرا صحيفة (يولاندز بوستن) الدنماركية، والتي أثارت استياء كبيرا في العالم الإسلامي على المستويين الرسمي والشعبي على اعتبارا أنها مسيئة للرسول عليه الصلاةو السلام.
وقد أفادت وزارة الاتصال المغربية أن (فرانس سوار) الفرنسية, قد تم منعها من الدخول إلى المغرب بسبب نشرها لرسوم كاريكاتورية مسيئة للرسول تحت ذرائع "واهية" بالدفاع عن حرية الصحافة.
وأوضحت الوزارة في بلاغ لها أن هذا المنع جاء بقرار من وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة نبيل بن عبد الله طبقا لمقتضيات الفصل 29 من قانون الصحافة والنشر, بسبب طابع الرسوم المسيء عمدا لشخص الرسول الكريم, وكون أنها تشكل استفزازا واضحا ومجانيا لمعتقدات المسلمين.
وأضاف البلاغ أن المملكة المغربية, أرض التسامح والانفتاح, تؤمن بشكل قوي بحرية التعبير, وحرية الرأي, وحرية الصحافة, وتعمل من أجل ضمان الاحترام لهذه الحريات من خلال تمكين المئات من العناوين بما فيها تلك القادمة من بلدان أجنبية مختلفة، مشيرا إلى أن "المغرب, وباسم التسامح, يعتبر أن الاحترام المتبادل ملزم للجميع ولا يمكن, لهذه الأسباب, الترخيص أو القبول بإهانة مرجع ديني تتقاسمه الأمة الإسلامية جمعاء، ولهذه الأسباب تم منع توزيع (فرانس سوار), مشددا على أن توزيع أي إصدار يهين المشاعر الدينية لمليار ونصف من المسلمين سيكون مصيره المنع فوق التراب المغربي.