أحلام مستغانمي
أديبة مختلفة عن الأديبات في كل العصور
عالم مختلف بذاته يرتكز فقط على زاويتها هي .
ظهرت محاولات كثيرة لتقليدها وتقليد أسلوبها كلها باءت بالفشل
ورغم بعض الجرأة في إيحاءآتها إلا أنه لا يمكن لأحد أن ينكر عنها الأسلوب الأدبي الراقي
رواياتها كتبتها للأذكياء ، لمن يجيدون قراءة ما بين السطور لمن يدركون المعاني الرمزية .
من معرض الكتاب اشتريت رواياتها :
على مرفأ الأيام
كتابة في لحظة عري
ذاكرة الجس
فوضى الحواس
عابر سرير
نسيان
قرأتها بكل شغف وإعجاب خلال شهرين تقريبا
ولا زلت أذكر تأثيرها وبعض عباراتها المميزة
شكرا سيدتي
لا شيء سوى الحرية
في يدها
في قلمها
في حياتها
وفي بوحها
أديبة العصر أحلام
وأحلام تجاوزت الأدباء .
شكراً فيفي ماريا ،
أبدعت في التنويه عنها.
لكِ تقديري يا مبدعة الطرح .
ولكِ مني![]()
بارك الله فيك وحفظك ورعاك أبوفهد
احلام مستغانمي عالم لوحدها وابداع بحد ذاته
تحاكي القلب والعقل اعشق كتاباتها واهرب دائما الى قراءة كلماتها
ماريا جدا رائعه انت وجميل ماااخترت هنا لك التقدير
أمي لا تغَضبي إنْ لمْ أدونكِ في قصَيدة !
إنْ لمْ أتوجكِ على ” عرشُ أبيـاتِي ” ،
إن لمْ أُشيَّدُ مِن أجلكِ صرُوحاً مِن المَعاني الشاهِقه
أمي لا تحَزنيْ إنْ كتبتُ عن كُل الأشياءِ إلا أنتِ ،
فَ ( مَقامُكِ ) لا تبلُغهُ كُل أساطيرُ اللُغاتْ .. .
أمي كُل قصيدة سَ أكتُبها لكِ سَ أتأمَّل قامتُها
المُتقزَّمة بِ إزدراءْ / وكُل القوافِي تغدُو أمامكِ فقيرةْ
.. أخبرِيني بِ أيُّ لغةٍ أكتبُكِ .. ؟
وأصنعُ لِ أجلكِ لُغة مُنفرَدة مُستخلصَة من عبقُ الجنَّة
أحلام مستغانمي
في أدبها صدق الكلمة واعذبها
مما اعجبني قولها:
نحن لا نكتب إهداءً سوى للغرباء،
وأما الذين نحبهم فهم جزء من الكتاب
وليسوا في حاجة إلى توقيع في الصفح ...
/
Fifi Maria
ما أجمل ماجئت به ..فزيدينا أكثر..
لا عدمناك
مساء الورد
باختسار شديد ... أحلام .. هي محبوبة كل من في البيت
الجميع عندي يحبوها .. وحتى بجرأتها
.
رائعة هذه الفكرة كما في موضوع "نزاريات" ... استمري
وإن سمحتي لي أريد أن أساعدك بنقل أشعارها ومما احفظ
لروحك الياسمين
Fifi Maria
تسلمي يالغلا على طرحك وتميزك
احلام .. اديبه من طراز مختلف ورائع
تحيتي ..,![]()
اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات.
حينما يكون الإبداع .. يكون أبوفهـد
رحمك الله يا بارقه وغفر لك وأدخلك فسيح الجنان
ثورة حقيقية : أحلام هو إسمها
أما الواقع فإنه نبضها ورسمها الذي ترجمته
قد يتعجب البعض من الحس الأدبي الفاخر الذي وهبه الله لهذه المرأة الشامخة
ولا عجب فإن من يبحث في تاريخ الأدب الجزائري ويبحر إلى تونس الخضراء
ويهيم في عشق فلسطين العزة , ويستنشق عبير سوريا ويعيش في بيروت
سيعلم جيداً المخزون الأدبي التي حوته تلك الأسماء .
تقول سيدة الأدب :
كيف أنت.. يسألني جار ويمضي للصلاة. فيجيبه حال لساني بكلمات مقتضبة، ويمضي في السؤال عنك.
كيف أنا؟
أنا ما فعلته بي سيدتي.. فكيف أنت ياامرأة كساها حنيني جنوناً، وإذا بها تأخذ تدريجياً، ملامح مدينة وتضاريس وطن.
وإذا بي أسكنها في غفلة من الزمن، وكأني أسكن غرف ذاكرتي المغلقة من سنين.
كيف حالك؟
يا شجرة توت تلبس الحداد وراثياً كل موسم. يا قسنطينية الأثواب..
يا قسنطينية الحب.. والأفراح والأحزان والأحباب. أجيبي أين تكونين الآن؟.
__________
فالجوع إلى الحنان، شعور مخيف وموجع، يظل ينخر فيك من الداخل ويلازمك حتى يأتي عليك بطريقة أو بأخرى.
__________
كانت تلك أول مرة سمعت فيها اسمكِ.. سمعته وأنا في لحظة نزيف بين الموت والحياة، فتعلقت في غيبوبتي بحروفه، كما يتعلق محموم في لحظة هذيان بكلمة..
كما يتعلق رسول بوصية يخاف أن تضيع منه.. كما يتعلق غريب بحبال الحلم.
بين ألف الألم وميم المتعة كان اسمك. تشطره حاء الحرقة.. ولام التحذير.
__________
قصة فرعية، كتبت مسبقاً وحولت مسار حياتي بعد عمر بأكمله، بحكم شيء قد يكون اسمه القدر، وقد يكون العشق الجنوني..
ذاك الذي يفاجئنا من حيث لا نتوقع، متجاهلاً كل مبادئنا وقيمنا السابقة.
والذي يأتي هكذا متأخراً.. في تلك اللحظة التي لا نعود ننتظر فيها شيئاً؛ وإذا به يقلب فينا كل شيء.
__________
لست من الحماقة لأقول إنني أحببتك من النظرة الأولى. يمكنني أن أقول إنني أحببتك، ما قبل النظرة الأولى.
كان فيك شيء ما أعرفه. شيء ما يشدني إلى ملامحك المحببة إلي مسبقاً، وكأنني أحببت يوماً امرأة تشبهك. أو كأنني كنت مستعداً منذ الأزل لأحب امرأة تشبهك تماماً.
__________
الفن هو كل ما يهزنا.. وليس بالضرورة كل ما نفهمه!
__________
وحده المثقف يعيد النظر في نفسه كل يوم، ويعيد النظر في علاقته مع العالم ومع الأشياء كلما تغير شيء في حياته.
__________
كان في عينيك دعوة لشيء ما..
كان فيهما وعد غامض بقصة ما..
كان فيهما شيء من الغرق اللذيذ المحبب.. وربما نظرة اعتذار مسبقة عن كل ما سيحل بي من كوارث بعد ذلك بسببهما.
__________
فلا أجمل من أن تلتقي بضدك، فذلك وحده قادر على أن يجعلك تكتشف نفسك.
__________
كانت تقول: "ينبغي ألا نقتل علاقتنا بالعادة"، ولهذا أجهدت نفسي حتى لا أتعود عليها، وأن اكتفي بأن أكون سعيداً عندما تأتي، وأن أنسى أنها مرت من هنا عندما ترحل.
__________
كنت تتقدمين نحوي، وكان الزمن يتوقف انبهاراً بك.
وكأن الحب الذي تجاهلني كثيراً قبل ذلك اليوم.. قد قرر أخيراً أن يهبني أكثر قصصه جنوناً..
__________
أخاف السعادة عندما تصبح إقامة جبرية. هنالك سجون لم تخلق للشعراء.
__________
أكره أن يحولني مجرد كرسي أجلس عليه إلى شخص آخر لا يشبهني.
__________
كيف يمكن لإنسان يائس فارغ، وغارق في مشكلات يومية تافهة، ذي عقلية متخلفة عن العالم بعشرات السنين، أن يبني وطناً، أو يقوم بأي ثورة صناعية أو زراعية، أو أي ثورة أخرى؟
__________
ولكن الدوار هو العشق، هو الوقوف على حافة السقوط الذي لا يقاوم، هو التفرج على العالم من نقطة شاهقة للخوف، هو شحنة من الانفعالات والأحاسيس المتناقضة، التي تجذبك للأسفل والأعلى في وقت واحد، لأن السقوط دائماً أسهل من الوقوف على قدمين خائفتين! أن أرسم لك جسراً شامخاً كهذا، يعني أني أعترف لك أنك دواري..
__________
نحن لا نشفى من ذاكرتنا.. ولهذا نحن نرسم.. ولهذا نحن نكتب.. ولهذا يموت بعضنا أيضاً.
__________
جاء عيد الحب إذن..
فيا عيدي وفجيعتي، وحبي وكراهيتي، ونسياني وذاكرتي، كل عيد وأنت كل هذا..
للحب عيد إذن.. يحتفل به المحبون والعشاق، ويتبادلون فيه البطاقات والأشواق، فأين عيد النسيان سيدتي؟
__________
نغادر الوطن، محملين بحقائب نحشر فيها ما في خزائننا من عمر. ما في أدراجنا من أوراق..
نحشر ألبوم صورنا، كتباً أحببناها، وهدايا لها ذكرى..
نحشر وجوه من أحببنا.. عيون من أحبونا.. رسائل كتبت لنا.. وأخرى كنا كتبناها..
آخر نظرة لجارة عجوز قد لا نراها، قبلة على خد صغير سيكبر بعدنا، دمعة على وطن قد لا نعود إليه.
نحمل الوطن أثاثاً لغربتنا، ننسى عندما يضعها الوطن عند بابه، عندما يغلق قلبه في وجهنا، دون أن يلقي نظرة على حقائبنا، دون أن يستوقفه دمعنا.. ننسى أن نسأله من سيؤثثه بعدنا.
وعندما نعود إليه.. نعود بحقائب الحنين.. وحفنة أحلام فقط..
__________
تشرع مضيفة باب الطائرة، ولا تنتبه إلى أنها تشرع معه القلب على مصراعيه. فمن يوقف نزيف الذاكرة الآن؟
من سيقدر على إغلاق شباك الحنين، من سيقف في وجه الرياح المضادة، ليرفع الخمار عن وجه هذه المدينة.. وينظر إلى عينها دون بكاء.
__________
كانت الإشارات المكتوبة بالعربية، وبعض الصور الرسمية، وكل تلك الوجوه المتشابهة السمراء، تؤكد لي أنني أخيراً أقف وجهاً لوجه مع الوطن. وتشعرني بغربة من نوع آخر تنفرد بها المطارات العربية.
__________
هذه المدينة الوطن، التي تدخل المخبرين وأصحاب الأكتاف العريضة والأيدي القذرة من أبوابها الشرفية.. وتدخلني مع طوابير الغرباء وتجار الشنطة.. والبؤساء.
أتعرفني.. هي التي تتأمل جوازي بإمعان.. وتنسى أن تتأملني؟
__________
ها هو الوطن الذي استبدلته بأمي يوماً. كنت أعتقد أنه وحده قادر على شفائي من عقدة الطفولة، من يتمي ومن ذلي.
اليوم.. بعد كل هذا العمر، وبعد أكثر من صدمة وأكثر من جرح، أدري أن هناك يتم الأوطان أيضاً. هناك مذلة الأوطان، ظلمها وقسوتها، هناك جبروتها وأنانيتها.
هناك أوطان لا أمومة لها.. أوطان شبيهة بالآباء.
__________
هذه هي قسنطينة..
مدينة لا يهمها غير نظرة الآخرين لها، تحرص على صيتها خوفاً من القيل والقال الذي تمارسه بتفوق. وتشتري شرفها بالدم تارة.. والبعد والهجرة تارة أخرى.
__________
نحن متعبون. أهلكتنا هموم الحياة اليومية المعقدة التي تحتاج دائماً إلى وساطة لحل تفاصيلها العادية. فكيف تريد أن نفكر في أشياء أخرى، عن أي حياة ثقافية تتحدث؟ نحن همنا الحياة لاغير.. وما عدا هذا ترف. لقد تحولنا إلى أمة من النمل، تبحث عن قوتها وجحر تختبئ فيه مع أولادها لا أكثر..
__________
أمام كل القنصليات الأجنبية تقف طوابير موتانا، تطالب بتأشيرة حياة خارج الوطن.
دار التاريخ وانقلبت الأدوار. أصبحت فرنسا هي التي ترفضنا، وأصبح الحصول على "فيزا" إليها ولو لأيام.. هو "المحال من الطلب"!
لم نمت ظلماً.. متنا قهراً. فوحدها الإهانات تقتل الشعوب.
__________
لو تدري لذة أن تمشي في شارع مرفوع الرأس، أن تقابل أي شخص بسيط أو هام جداً، دون أن تشعر بالخجل.
__________
مقتطفات من كتاب / ذاكرة الجسد / للكاتبه احلام مستغانمي
Fifi Maria
بين أحمد مطر وأحلام تستمر رحلة الجمال
ونردد شكراً بحجم الشكر وأكثر يامن نثرتي لنا هذا العطر
الأدبي .... كوني كما تحبين أيتها النقية
في البداية ، نتعلم كيف نلقي النصائح مثلما نلقي الأحجار، فنكسر الرءوس أو تنكسر النصيحة!
فإذا رزقنا بشيء من العلم والحكمة مع الإخلاص ، تتحول النصيحة إلى عجينة لينة
تصب في قالب أنيق فيأخذها المنصوح شاكرا ويوقد عليها نار التقوى فيخرج لنا حلوى لذيذة بإذن الله .
وعندها إن لم يقبل المنصوح قالب العجين .. فما على الرسول إلا البلاغ المبين .!
مقتطفات من فوضى الحواس الجزء الثاني من ثلاثية مستغانمي
(( هو قال : أجمل حب هو الذي نعثرُ عليه أثناء بحثنا عن شيء آخر )).
هو رجلُ الوقت ليلاً ،يأتي في ساعة متأخرة من الذكرى .يباغتها بين نسيان وآخر .يضرم الرغبة في ليلها ،ويرحل ..
تمتطي إليه جنونها ،وتدري :للرغبة صهيل داخلي لا يعترضه منطق .فتشهق ،وخيول الشوق الوحشية تأخذها إليه.
هو رجل الوقتِ سهواً .. حبه حالة ضوئية.في عتمة الحواس يأتي .يُدخل الكهرباء إلى دهاليز نفسها . يوقظ رغباتها المستترة .يشعل كل شيء في داخلها ويمضي .
فتجلس في المقعد المواجه لغيابه ، هناك .. حيث جلس يوماً مقابلاً لدهشتها .تستعيد به انبارها الأول .
/
\
/
اليومَ عاد ..
هو الرجل الذي تنطبق عليه دوماً ، مقولة أوسكار وايلد ((خلص الإنسان اللغة ليخفي بها مشاعره )) مازال كلما تحدث تكسوه اللغة،ويعرّيه الصمت بين الجمل.
/
\
ثمّ فكرت في سؤالٍ آخر: أينتهي الحبُ عندما نبدأ بالضحك من الأشياء التي بكينا بسببها يوماً ؟.
الحزنُ لا يحتاج إلى معطف مضادٍ للمطر.إنه هطولنا السري الدائم.
/
\
/
لا تريد أن تصدق أنه تخلى عنها ، لأنها رفضت يوماً أن ترافقه إلى مشاهدة ذلك الفيلم الذي كان يستعجل مشاهدته.
سألته أهو فيلمٌ عاطفي ّ .. أجاب "لا".
سألته أهو فيلم ضاحك .. أجاب "لا".
- ولماذا تريد أن نذهب لمشاهدته إذن ؟
- لأنني أحب كل ما يثير فيّ البكاء.
ضحكت يومها . استنتجت أنّه رجل غريب الأطوار، لايعرف كيف يتدبر أمر حبّ.
و هي لا تصدق أيضاً ما قاله مرّة ، من أن مأساة الحب الكبير ، أنّه يموت دائماً صغيراً .بسبب الأمر الذي نتوقعه الأقل .
/
\
/
\
ما تعتقده ، هو كونه أراد إذلالها ، كي يضمن امتلاكها. وربما ظن أن على الرجل إذا أراد الاحتفاظ بامرأة ، أن يوهمها أنّه في أية لحظة يمكنه أن يتخلى عنها.
أما هي فكانت دائماً تعتقد أنّ على المرأة أن تكون قادرةً على التخلي عن أي شيء .لتحتفظ بالرجل الذي تحبه.
/
\
/
\
عندما ينطفئ العشق ، نفقد دائماً شيئاً مّا .ونرفض أن يكون هذا قد حصل. ولذا فإن القطيعة في العشق فن، من الواضح أنّه كان يتعمد تجنب الاستعانة به ، لتخفيف ألم الفقدان.
تذكر الآن ذلك اليوم الذي قالت له فيه " أريد لنا فراقاً جميلاً ..."
ولكنه أجاب بسخرية مستترة " وهل ثمّة فراق جميل ؟ ".
/
\
/
\
هو لم يقل سوى " كيف أنتِ ؟" وهي قبل اليوم لم تكن تتوقع أن يربكها الجواب عن سؤال كهذا.
وإذ بها تكتشف كم هي رهيبة الأسئلة البديهية في بساطتها، تلك التي نجيب عنها دون تفكير كل يوم، غرباءَ لا يعنيهم أمرنا في النهاية،و لايعنينا أن يصدقوا جواباً لا يقل نفاقا ً عن سؤالهم .
ولكن مع آخرين،كم يلزمنا من الذكاء، لنخفي باللغة جرحنا؟
بعض الأسئلة استدراج للشماتة، وعلامة الاستفهام فيها ، ضحكة إعجاز، حتى عندما تأتي في صوتٍ دافئ كان يوماً صوت من أحببنا.
"كيف أنتِ ؟"
صيغة كاذبة لسؤال آخر. وعلينا في هذه الحالات، أن لا نخطئ في إعرابها.
فالمتبدأ هنا ، ليس الذي نتوقعه .إنه ضمير مستتر للتحدي، تقديره "كيف أنتِ من دوني أنا ؟"
أما الخبر .. فكل مذاهب الحب تتفق عليه.
من الأسهل علينا تقبل موت من نحب ، على تقبل فكرة فقدانه ،واكتشاف أنّ بإمكانه مواصلة الحياة بكل تفاصيلها بدونه.
ذلك أن في الموت تساوياً في الفقدان . نجد فيه عزاءنا.
/
\
/
\
تذكرت وهي تتأمله ، ماقاله كاسباروف، الرجل الذي هزم كل من جلس مقابلاً له أمام طاولة شطرنج.
قال : " إن النقلات التي نصنعها في أذهاننا أثناء اللعب، ثم نصرف النظر عنها .تشكل جزءًا من اللعبة ،تماماً كتلك التي ننجزها على الرقعة".
\
/
\
/
هي تعرف أن الحب لا يتقن التفكير.والأخطر أنّه لا يملك ذاكرة.إنّه لا يستفيد من حماقاته السابقة، ولا من تلك الخيبات الصغيرة التي صنعت يوماً جرحه الكبير.
/
\
/
\
أنشغل عنهما بمتابعة الفيلم الذي وصلته ، مع وصول البطل إلى الصف في أول الموسم الدراسي .
إنه أستاذ تجاوز سن الأربعين ببضع خيبات.دائم السخرية بشيء من الرومنطيقية وربما الحزن المستتر . لقد عاد بعد جيل و أكثر إلى المعهد الذي درس فيه ، ليعمل مدرسا في مادة الأدب ومن الواضح أنه جاءَ لينقذ الطلبة من الأخطاء التي سبق أن تعلمها على هذه المقاعد نفسها ، أو تلك القناعات التي تربى عليها,, وتكلفت الحياة بتكذيبها بعد ذلك.
يدخل الصف بشيء من الاستفزاز المرح، وهو يصفر أمام دهشة الطلبة الذين لم يتعودوا تصرفاً كهذا ، في مؤسسة دراسية صارمة ومشهورة بمحافظتها على التقاليد العريقة.
يتجه مباشرةً ، نحو جدار علقت عليه صورة تذكارية،بالأسود والأبيض ، لطلبة شغلوا هذه المقاعد الدراسية نفسها، فوجاً بعد آخر ، وجيلاً بعد آخر على مدى قرن كامل.