نتابع حوار مفدي زكريا مع فلسطين :



فلسطين:



أيا شاعر العُرب ذكّرتني
وهِجتَ جراحاتي الدامية
لقد كان لي سبب للبقا
فقطّع قومي أسبابيه
ورحتُ أباع وأشرى
كما تباع لجزارها الماشيه



وأُشنَقُ في حبل مستعمِري
وأصلَب في كف جلاديَه
ويسلبني عزتي ، غاصبي
وتنهبُ داريَ ، قطاعيَه
وفرقني "الخُلْفُ" أيدي سَبَا
وشتت في الأرض أوصاليَه
فأصبحت أَرسُف في محنتي
وقومي عن محنتي لاهيه
وفي سكرة ضيعوا عزتي
ولم يغن ِ عني سلطانيَه



فلا أنا حققتها بيدي
ولا سلَّح العُرب أبنائيه



وزودني العُرب بالصلوات
وبالشعر.. والخطب الناريه



وماذا عساه يفيد الكلام
وما سوف تصنعه القافيه؟
فلا الدمع يدفع خطبي الرهيب
ولا دعوات، ورهبانيه



وماذا عساها تصنع الصلاة
إذا أسكت العُرب رشاشيه..
فلو كان لي أمر تدبيرها
لما احترت في أمرها ثانيه



وكنت الجزائر في زحفها
وأهويتُ بالفأس:أذرو الجذوع وحققت – بالشعب – آماليَه
وأسحق بالنعل ثعبانيه
وألهبتُها فوق أرض الحمى
وحررت بالشعب أوطانيه
وغسّلت عاراً على جبهتي
وأعليت ، بالهامة الحانية
فأقصف من لم يصن حرمتي
وأخسف بالأرض ، أصناميه
ومن كان دلاّلَ ، أعجوبتي
ومن قد تسبب في عاريه
ومن قد أعان على نكبتي
ومن كان (عيْنا) لأعدائيه
ومن كان سمسار أسلحتي
فعجل – بالغدر- إذلاليه
وناديت – بالدم – عدل السما
وقدمتُ للنار قربانيه



وخلدت (حطين) في مقدسي
وجددت غزوة "أنطاكية"
وناديت – إن خذلوا ثورتي
من " القادسيةِ " أنصاريه
وجندتُ من " خالد بن الوليد"
و" سعد بنِ وقاص" أبطاليه



فأقتص من " قوم موسى" غدا
وآخذهم أخذة رابيه



هو الشعبُ...لا السادة المترفون
يحقق للنصر ، أحلاميه



ومن يحتقر وثبات الشعوب
تُذِبه، أعاصيرها السافيه
"إذا جاء موسى، وألقى العصا"
تلقَّفُ ما يأفِك الطاغيه