القـــلم ... هو ترجمان العقل,, ولسان على أحداث الزمان شاهد,
, وهو يعكس حال صاحبه وفكره .. مردود عليه, فإن سخره للخير جلب له الخير ,,
وإن سخره في غير ذلك فلن يعود عليه إلا بما سخره فيه.. مادته متنوعة ولغته متغيره ..
فقد تكون مادته حبر يسير على ورق .. انعكاسات كيبوردية أو أداة حادة تنحت
كلماتها على صخر أو شجرا ونـحوه... أما لغته فقد تكون رسوما
أو نقوشا أو حروفا أبجدية بلغات عدة يقرأها كل عارف بها ..

سر ياقلم ... شمس تُمد وقمر يستمد ,وأرض تحيل بينهما..
ينعكس ضياء الشمس الدافئ في ظلمة الليالي الحالكة على وجه القمر المعتم,, بينما تُحيل الأرض بينهما تدريجيا فينمو يوما بعد يوم وما أن تبتعد الأرض تماما عن مسار
هذا الانعكاس إلا ويظهر القمر بدرا في أبهى حلة له تأسر القلوب وترشد الحيارى في الصحاري المقفرة ,,
ثم يتضاءل يوما بعد يوم ليعاود النمو في دورة متواصة وصراع مستمر,, فينمو ليتضاءل ويتضاءل لينمو من جديد ..
هكذا هو قـلــب الإنسان كالقمــر,, يكون معتماً لا جمال فيه ولا ضياء حتى يستمد
ضيائه من سراج الـــدين القـــيم ,, بينما تُحيل أرض الذنوب بينه وبين سراج الدين وكلما
كان أبعد عنها كلما كان أكثر ضياء ليصبح بــدراً وضاءً يُستأنس إليه ويسترشد به حيارى القلوب
المنغمسة في ظلمة الذنوب المهلكة..
وكذا الحال أيضاً مع ســراج الأمــل ,, عندما يعكس من ضيائه بصيصاً أمــلٍ في ظلمة الليالي البائسة
على الأمــاني المحلقة بعيدا لينمو يوماً بعد يوم مبتعداً عن أرض اليأس فتتحقق الأمـــانـــي
لتصبح واقعاً بين أيدينا في صورة آسِرة من أعذب الصور ,, وقد نعيش نفس الصراع بين نموٍ وتضاؤلٍ
غير أن سراج الأمــل لا ينطفئ بل سيضل يعكس ضياءه كلما أردنا ذلك بحسبِ بعدنا وقربنا من أرض اليأس..
وما تزال الأقلام تبرى لتواصل المسير...
