بسم الله الرحمن الرحيم
أختي الكريمة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد شدني معرفك كثيراً ( كاتبة صحفية ) , هل تطمحين للخوض في هذه المهنة بعد تخرجك ..؟
إذا كان كذلك إعلمي يا أُخيتي أن القلم الصحفي يحتاج الصبر والمصداقية والأمانة ومساعدة الآخرين
ومناقشة القضايا بعقلانية ووضوح وقبل كل شيء مخافة الله .
يشهد الله أني لا أتهمك بشيء , ولا أقصد إساءة الظن بك ِ .
أختي الفاضلة : تعالي نقف عند قولك :
هذي مو صديقة هذي مصيبة وانصبت فيها والله يصبرني
تأملي كلمتك واجعليها في قلبك , مُصيبة وليست صديقة , هل تأملتي معناها ..؟
والله إنك محظوظة جداً المفروض تفرحين يا أختي والله إنك في خير ونعمة
لأن الله لا يبتلي إلا من يحبهم
أُخيتي : إن من السنن الكونية وقوع البلاء على المخلوقين اختباراً لهم
وتمحيصاً لذنوبهم , وتمييزاً بين الصادق والكاذب منهم .
قال الله تعالى : ( وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ)
وأنتي تعترفين بأن صديقتك هذه مصيبة وبلاء , لا حول ولا قوة إلا بالله
أخيتي أيتها الطُهر :
إعلمي حفظك الله أن الناس حين نزول البلاء ثلاثة أقسام
الأول
محروم من الخير يقابل البلاء بالتسخط وسوء الظن بالله وإتهام القدر
الثاني
موفق يقابل البلاء بالصبر وحسن الظن بالله
الثالث
راض يقابل البلاء بالرضا والشكر وهو أمر زائد على الصبر
والمؤمن كل أمره خير فهو في نعمة وعافية في جميع أحواله
قال الرسول صلى الله عليه وسلم :
عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن:
إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له
رواه مسلم
واقتضت حكمة الله إختصاص المؤمن غالباً بنزول البلاء تعجيلاً لعقوبته في الدنيا أو رفعاً لمنزلته
أما الكافر والمنافق فيعافى ويصرف عنه البلاء. وتؤخر عقوبته في الآخرة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
مثل المؤمن كمثل الزرع لا تزال الريح تميله ولا يزال المؤمن يصيبه البلاء
ومثل المنافق كمثل شجرة الأرز لا تهتز حتى تستحصد
رواه مسلم
إذن لنتفق وتكوني واثقة وعلى يقين بأن هذا إمتحان لكِ من الله
أخيتي الكريمة : إن الواجب على العبد حين وقوع البلاء عدة أمور
(1) أن يتيقن ان هذا من عند الله فيسلم الأمر له
(2) أن يلتزم الشرع ولا يخالف أمر الله فلا يتسخط ولا يسب الدهر .
(3) أن يتعاطى الأسباب النافعة لد فع البلاء
(4) أن يستغفر الله ويتوب إليه مما أحدث من الذنوب
تعالي لنقف عند قولك :
( تعرفت عليها قبل سنة وكم شهر وكانت تسوي حركات في الباص خصوصا اذا كنا اخر اثنين
فيه ويبدا سواق الباص يعلق والمشكلة انها تنحط على راسي وهي اللي تسويها )
وتأملي كلامك الرائع هنا عندما كتبتي :
والحمد لله انا انسانه دايم احط قدامي حساب ربي
الحمد لله هذا دليل أن فيك خير بإذن الله , والإنسان الذي يحمل الخير
يحب الخير لنفسه ولغيره , وش رايك تعقدين النية وتحتسبين الأجر عند ربك .
أولاً : تجتهدين وتسعين صادقة لوجه الله بتغير أسلوب صديقتك بالكلمة الطيبة
صدقيني دامها على قولك ( لصقه أمريكي ) هذا دليل إنها تحبك , وسوف تسمع
كلامك .
ثانياً : بما أنك تدرسين معها في الكلية فأنتما متعلمتان وسنة وعدة شهور من المعرفة
كفيلة بإذن الله على إيجاد الحوار العقلاني والصادق الذي يكون فيه خير .
ثالثاً : بما أنها على قولك ( لاطية فيك ) إكسبيها , والله ماتدرين يمكن ربي يكتبلك الخير
بسببها , أو إنها تكون سبب في مساعدتك وإسعادك مستقبلاً في الدنيا والآخرة .
لا أود أن أُطيل عليك أكثر ولكن أهم نقطة يا أختي لا زم تستغفرين ربك , وتطلبين من صديقتك
تسامحك لأنك بالفعل أخطأتي بحقها وهي غائبة .
ما هو شعورك لو كان هي من كتب هذا الكلام عنك رغم أنك تحبينها ( ولاطية فيها )
أكيد راح تنجرحين وتزعلين منها ولربما تدعين عليها .
الأخت نسايم ليل كانت صريحة معاك من باب الخوف والمحبة لكِ
والحمد لله أننا مسلمين نخاف على بعض ونحب الخير لبعض .
هذه نصيحة من قلب أخ لأخته الذي يرى فيها الخير
أسأل الله أن يوفقكما في دراستكما ويسعدكما دنيا وآخرة
تنويه : كنت أتمنى أن أُرسل لكِ مداخلتي على الخاص
ولكني أجد فيك الخير وسوف تتفهمين كل كلمة لأنك طرحتي قصتك هنا
|