[c]
الأحنف بن قيس
هو الأحنف بن قيس بن حصين المري المنقري التميمي. أبو بحر. لقب بالأحنف لحنف (اعوجاج) في رجله, واختلفوا في اسمه, فقيل الضحاك وقيل صخرا. كان سيد بني تميم وأحد العقلاء الدهاة الفصحاء, غزا خراسان تحت قيادة أبي موسى الأشعري وافتتح قاشان وأصفهان وهراة ومرو الروز وبلخ وبلغ سمرقند . اعتزل الفتنة يوم الجمل, ولكنه شهد صفين مع علي بن أبي طالب ولما اتفق علي ومعاوية على التحكيم عارض الأحنف في اختيار أبي موسى حكما عن علي بن أبي طالب وبعد أن استقام الأمر لمعاوية دعاه معاوية إلى دمشق سنة 56هـ وعاتبه لوقوفه إلى جانب علي بن أبي طالب فأغلظ الأحنف له الجواب وقال له: والله يا معاوية, إن القلوب التي أبغضناك بها لفي صدورنا وإن السيوف التي قاتلناك بها لفي أغمادها, وإن تدن من الحرب فترا ندن شبرا, وإن تمش إليها نهرول إليها, ثم قام وخرج. فسئل معاوية عن صبره عليه, فقال: هذا الذي إذا غضب غضب لغضبه مائة ألف من بني تميم لا يدرون فيم غضب. ولما اتسقت ولاية العهد ليزيد بن معاوية ووفدت الوفود من سائر الأقاليم, كان فيمن وفد الأحنف بن قيس فأمره معاوية أن يحادث يزيدا, فجلس إليه ثم خرج الأحنف, فقال له معاوية: ما رأيت من ابن أخيك؟ قال: إنا نخاف الله إن كذبنا ونخافكم إن صدقنا, وأنت أعلم به في ليله ونهاره سره وعلانيته ومدخله ومخرجه, وأنت أعلم بما أردت.
![]()
[/c]



رد مع اقتباس