الصراع بين العامية والفصحى
يبقى اهتمام كل الناطقين باللغة العربية الفصحى ولهجاتها العامية منصباً في الانتقال الدائم ما بين اللغة الفصحى والعامية.
فهل نحن ابناء اللغة العربية الفصحى ام ابناء العامية السلسة ولماذا نفكر ونتكلم ونناغي اطفالنا ونتفاهم مع من نرغب في التفاهم معهم بلغة محكية سلسة تتميز بفقدان الاعراب وبمرونة التركيب وسهولة التعبير. ولماذا تكون في حياتنا الرسمية وقراءاتنا وكتاباتنا في الفكر والادب لغة غير تلك التي نتكلم بها في حياتنا العامة.
اين الخلل..؟
هذه الظاهرة التي تشغل كثيراً من المهتمين باللغة وآدابها تسمى الازدواجية وهي ظاهرة لغوية قديمة قدم العربية وان كان القرآن الكريم قد اعطى للفصحى بعداً عالمياً وشخصية سوية خالدة، ولكن اللفظ العامي ليس حديث الوضع في العربية وانما جرى عليه العرب في بدوهم وحضرهم منذ القدم وظهور اللفظ العامي يعود الى مخالطة الاعاجم.
يقول ابن خلدون في مقدمته (هكذا تصيرت اللغات من جيل الى جيل وتعلمها العجم والاطفال... ثم فسدت هذه الملكة لمخالطتهم الاعاجم وسبب الفساد ان الناشئ من الجيل صار يسمع في العبارة عن المقاصد كيفيات اخرى غير الكيفيات التي كانت العرب تعبر بها).
الخلل في ظني اضافة لقول ابن خلدون هو اعتماد القوالب الجامدة والقديمة في تعليم اللغة العربية الفصحى فالمتعلم يقرأ قواعد اللغة في كتاب النحو المدرسي ولا يمكنه استخدام هذه القواعد في لغة تخاطب مع الآخرين فهو يقرؤها للدرس والامتحان فقط وكذلك تقع المسؤولية على اساتذة المواد الاخرى العلمية منها والاجتماعية فغالبا ما يكون خريجو هذه الاقسام بعيدين كل البعد عن اللغة العربية بل ربما يذهب كثير من المدرسين الى استعمال اللغات الاجنبية والمصطلحات العلمية باللغة الانكليزية ظناً منهم انها توصل الفكرة لدى الطالب اسرع من استخدام اللغة العربية.
ورحم الله حافظ ابراهيم وهو يرثي اللغة العربية قائلاً:
وسعت كتاب الله لفظاً وغاية *** وما ضقت عن آي به وعظات
فكيف اضيق اليوم عن وصف آلة *** وتصنيف اسماء لمخترعات
احبتي أبناء العربية:
اللغة العربية ملك للجميع، وأم الجميع، لغة القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف والتراث العربي الغني، وهي مقوم اساسي من مقومات وحدتنا العربية والاسلامية على حد سواء فالعربي نخاطبه بها والمسلم غير العربي نتعبد واياه بلغة واحدة.
فحري بنا تعلم العربية والتكلم بها فهي سيدة الموقف في التدريس بالجامعات وتؤلف بها سائر الكتب والصحف والمجلات وهي الحكم بالمحاكم وتصدر بها المكاتبات الرسمية.
اما العامية فهي لهجة بلا ضابط من نحو او صرف او ميزان وهي لغة الحديث التي تستخدم في الشؤون العادية نشأت لضرورة التعبير اليومي السريع ليفهمها كل الناس على اختلاف ثقافاتهم.
واخيراً لله در القائل حين سئل عن شعر قاله لم يفهمه سامعوه لِمَ تقول شعراً لا يفهم فاجاب على الفور ولِمَ لا تفهمون ما يقال.
هذه دعوة لتعلم العربية ونبذ الخطاب بالعامية.
((مقتبس))
طيب الأصل..رميت فأصبت..
بقي شيء..
فقط ..أعيدوا الموضوع لصلبه..فهوشيق..
تحياتي..