أتعلمُ أين أنا الآن؟
إنّي هُناك ..
في أرضٍ بعيدةٍ عن هُنا
بين أطباقِ الثرى
قد تركتُ لكَ حرفي ..
لترى ..
كم هي الدنيا لا تستحق الحزن ..
لا تستحق الدّمع ..
والأسى .. والعناء
صحيحٌ :
( كُلُّ من أبكتْهُ دُنياهُ بَكى )
ولكن ..
عش حياتك .. واهنأ
ولا تبكي على كُلِّ شيء
فلن يبكي عليكَ .. كُلَّ شيء
واسألني أنا
ولا تفرح لأتفَه شيء ..
وافرح لحُبٍّ قد سكَنَ قلبَك
واجعل بين الحُزنِ والفرح
شعرةً لا تنقطع
وكن مُبتَسِماً طول حياتك
كن مبتسماً طول حياتك
فهي علامة الرّضا
ولقد اصطحبتُها معي في لحدي
فهل تعلم أين أنا الآن؟
إنّي هُناك ..
في أرضٍ بعيدةٍ عن هنا
بين أطباقِ الثرى
وتركتُ لكَ حرفي ..
عسى أن ترى ..
كيف أنّ الحرف يبقى ..
كيف أنّ الحسّ والشّوق لم يفنى ..
ولم يُدفن معي
هو بيني وبينكَ يسري
لذا .. فأخبرني إن شئت ..
عن الحُبِّ وعن الهوى ..
فلقد اشتقتُ لهما ..
وأخبرني كيف هو الصُّبحُ بعدي ؟
وكيفَ شُعاع الشمس يسري؟
ثم كيف هو المساء ؟
بل وكيف حال المنتدى ؟
فكُلّي اشتياقٍ وشوقٍ ..
لكَ أنتَ .. ولحرفِكَ العذب
كنتُ أظنُّ أنّ الحياةَ ستُمهِلُني كثيراً
لأستمتِعُ بلذّة حرفك
وكُنتُ أظنُّ أنّ النعيمَ سيدوم
ففوجئِتُ بالقَدر
يُلقيني هناك ..
بين أطباقِ الثرى
قد عُزِلتُ عن ملذاتِ الحياة
فاشتقتُ لشروق الشّمسِ
ولنسماتِ الهواءِ .. وللطّير
واشتقتُ
للصبحِ ..
وللعصرِ ..
ولصوتِ المؤذّنِ يومَ يُنادي ..
ولصوتِ الإمامِ حينَ يقرأ
بسورةِ النّصرِ ..
اشتقتُ لأمّي .. واشتقتُ لتقبيلِ رأسِها
اشتقتُ لإخواني وجيراني
فيا من تقرأُ حرفي
إنّ شوقي وإحساسي قريبٌ منك
قريبٌ منك
لم يُدفَن معي
إنّي أعي ذلك
فليتَك تعي