وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..
أخي الكريم بارك الله فيك ووفقك لما يحبه ويرضاه..

طرح مميز لقضية مهمة .. ومن وجهة نظري..
أن الثقة بالنفس نابعة من داخل الشخص وهي قوة داخلية كامنة تترجم إلى أفعال تصدر من الفرد اتجاه موقف ما سلبا أو إيجابا
و قوة الثقة بالنفس تقوي مسؤولية الفرد نحو هذه الأفعال وتحملها إما صوابا ليثبته أو خطأ فيعترف به , ومصارحة النفس بالخطأ وتحمل المسؤولية
وعدم مكابرتها بل إنزالها منزلتها دون تعدي فليس من البشر كامل هي قمة الثقة بالنفس..
والثقة بالنفس هي التي تدفع الإنسان للمضي قدما في هذه الحياة وحيث أن الإنسان مخلوق يتأثر بما حوله ويؤثر فيه وبالتالي
تتأثر ثقته بنفسه
تبعا لذلك فكان ولا بد أن يستمد ثقته بنفسه من مصدر ثابت وقوة مطلقة لا تتزعزع وليس له أن يجد هذه القوة إلا لله عز وجل وبالتالي
تكون ثقته بنفسه مستمدة من ثقته المطلقة بالله جل في علاه فلا تهتز مهما عصفت به العواصف والمحن ..
فيتيقن المرء أن كل ما أصابه هو في حدود قدرته واستطاعته فيصبر ويحتسب,
وقال الله في كتابه الحق : "
لا يكلف الله نفسا إلا وسعها " [ البقرة / 286]..
وحتى لا تخرج بنا ثقتنا بالنفس إلى الغرور والعجب بأفعالنا وهو داء خطير ــ نسأل الله العافية ــ متى وصل للنفس أهلكها
دون أن تشعر فعليه أن يتجرد من قدرته الذاتية فيرجع الفضل الكامل لله عز وجل ويشكر الله على فضله ويستشعر عجزه التام
لولا فضل الله ومنه فيخشى من نفسه العجب ويرجو من الله العون والتوفيق..

ومن هنا يستشعر المؤمن الخيرية التي تفضل الله بها على عبادة المؤمنين في شأنه كله كما روي في صحيح مسلم عن صهيب بن سنان قال:
قال رسول صلى الله عليه وسلم : "
عجبالأمرالمؤمن. إن أمره كله خير . وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن.
إن أصابته سراء شكر . فكان خيرا له . وإن أصابته ضراء صبر . فكان خيرا له ".
كذلك ثقته بالناس مستمده من ثقته بالله عز وجل ومحمولة على حسن الظن بداية.. فهو أسلم للنفس وأجمل من الندم
الناتج عن سؤ الظن.. ومن الجميل أن يدفع المرء من حوله إلى الثقة بالنفس بتقوية ثقتهم بالله جل في علاه
فكلنا بشر لنا قدرات متفاوتة لا تصل حد الكمال بل الكمال المطلق لله وحده..

عذرا على الإطالة ..