نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


نزيف .. بطعم الجراح

أفكّر الآن و الوجع يصفع روحي من جديد

ذاكرة تنزف رائحة الموت


بقايا ملامح لم تكتمل


عزف كئيب


بعثرة مشاعر ... رحيل يغرس مديته


عميقا في أنحاء جسدي النحيل


و لا زلت أشدّ على يدي


لأوهمها أنها بخير .. أو ربما لأمنحها بعضا من الدفء


الذي لا زال هو الآخر يشعر بغربته في أحضان الصقيع


تغمرني تراتيل المساء الغارقة في لوعتها


تتلو على مسامعي معزوفة الجراح


و كأني الآن ألمح قلبي يزفّ في جنازة


يلفّها ثوب السواد من كل جانب


ها هو يعانق روحي الثكلى ، و هي الأخرى


تذرف دمعا بلون الدماء


جنازة شيّعت آلاف الجراح المثخنات


أسراب كآبة تنتحر على قارعة العيون


لتراها كل الدنيا فتدرك كم هي بائسة


نعم هي تلتحف وحدتها كما كانت تفعل


في نهاية كل موسم متعفّن بطعم الغدر


سأمشي الآن في تلك الجنازة وحدي


سأدفن فرحتي قبل أن تولد


خوفا عليها من حزن متكرر يفطمها عن


مدارج الابتسامة المعلّقة على جدران


نيسان القادم ...


سأتوقّف عن التفكير


ما عاد عقلي الصغير يحتمل


هواجس الوجع الكامنة خلف ملامحي


المبتسمة رغما عنها


لكن .. إلى متى يا قلب ستدّعي انك بخير


أما آن لك أن تترجل عن كبريائك


و تلقي عنك وشاح الفرح الذي


لطالما رسمته في أفق مخضّب برائحة الشجن