بقايا و صور
في تلك الليلة انطفأت آخر الأضواء
سكنت الشوارع المثقلة بهموم المارة الذين رحلوا إلى عالم الخيال
و ها هو المطر يزهو عازفا لحن المساء
اختبأت الطيور في أعشاشها و راحت تراقب زخّات المطر
و هي تعانق الأرض مغازلة حبيبات التراب
كنت أنا هناك أرقب مجيئه بشوق
لمحته ، ها هو طيفه يبتسم لي هناك في الأفق
بين هاتيك الغيوم الحبلى بنداءات روحه
مددت يدي نحو السماء لأمسك بيده
التقت أناملنا ، كانت لمسة حانية و لقيا ألغت كل العوالم الباقية
ها هو ذا طيفه يلوح لي من جديد
يناديني صوته عبر نسمات ذاك المساء الجميل
مساء معبّق بأحلى نغمات الهوى
تسحرني ، تدوّخني لتلقي ببقايا أنفاسي المتقطّعة في ممرّات الشوق
الآن أنا أشتمّ عطرا كعطر زهرة اللّيلك
آه و آه ما أزكاه عطره المنبعث من فضاءات الكون الزاهية بذكراه و آه
كم أعشقه و أعشق رؤياه ، لكنها يا قلبي بقايا صوره
و وحي طيفه المسافر في ممرات الزمن ما نلناه
فاصبر يا قلب و اكتم لوعتك
و هيا بنا نستكمل حلمنا على أمل لقياه