فتفتح لك دفاترك المغلقة ..
تستعرض إمامك صفحاتك القديمة ..
تعيد إليك ما ألقيت به في خزانه الذاكرة متعمدا ..
وتمنيت مع زحمه الأيام أن تنساه وتعلقت بطوق النسيان
في بحر الحياة كالغريق ولم تنسه ..
أماآكن تمر بهاآ 
فتكشف لك جرحك المستور ..
ويعتري أمامك جسد الذكرى المغطى برداء النسيــــــــــان ..
وتأتي إليك بأرواح لوحت لها يوما مودعا ..
ولوحت لك باكيـــــــــــــه ..
أماآكن تمر بهاآ 
فتطفئ صفحاتك البيضـــــــــــاء التي تفننت في زخرفتها وتنقيتها ..
وتستعرض إمامك صفحات سوداء تفننت في الهروب منها ..
وحاولت جاهدا مسحها من ذاكرة تاريخك ..
متناسيا أن ذاكرة الأماكن لاتنسى أبدا ..
أماآكن تمر بهاآ 
فتناديك طرقاتها فيخيل إليك إنك تسمع أصوات أصحابها
الذين كانوا ..
تلتفت حولك وخلفك مرتعبا ..
فلا تلمح سوى بقايا تنبض بروح الأمس ..
وكأنهم ماكانوا ..
أماآكن تمر بهاآ 
فتتمنى أن تختفـــــي من فوق الأرض وان يتم مسح تضاريســـــها
تماما فعليها فقدت الكثير من نفسك ..
وعليها نحرت الكثير من قيمك ..
وعليها كانت البشاعة عنوان لـ إنسانيتك ..
وعليها كنت أنت ليس أنت ..
أماآكن تمر بهاآ 
فتغمض عينيك أمامها ألما ..
فهذه الأماكـــــــــــــــــن كانت يوما تعني لك الكثير ..
احتوت أحلامك في مهدها كالأم ..
وربتت على حزن أيامك كالوطن ..
وسترت مشاعرك ..
ومنحتك الفرح والأمان بلا حدود ..
أماآكن تمر بهاآ 
فتشعر بالغصة تتسلل إلى أعماقك ..
وتشعر بالمرارة تستقر في فمك فهنا أحببت يوما ..
وهنا كان لقاؤك الأول يوما ..
وهنا كان انكسارك الأول يوما ..
أماآكن تمر بهاآ 
فينحرك المرور بها نحرا ..
فهنا كنت أجمــــــــــل ..
هنا كنت أصغــــــــــر ..
هنا كنت أنقـــــــــى ..
هنا كنت أصــــــــدق ..
وهنا كنت أطهـــــــر..
فتعود منها محملا بكل الأشيـــــــــــــاء ..
إلا نفســــــــــــــك ..
(( اماكن ,, قد تجعلنا نشفق على أنفسنا ..
لربما نبكي .. أو نقهقه .. و لكن حتما .. سنتألم ..))
فاي الاماكن عشت فيها السعادة و تعني لك اليوم الالم حين تتذكرها ؟؟