أنثى ولدت في رحم الخريف


على عتبات نيسان تولد ذكراك من جديد و تحيا صور راحلة منذ سنين

أحببتك كما لم أحب أحدا من قبل ... و جلست وحيدة بعد هجرك أرقب هطول المطر

و الآن أضحيت أنثى كورق الخريف تتساقط مشاعرها لتنسج من دمع

الشوق خبز الوجع بمرارة الشجن النابت في أعماقي

يا رجلا عرف كيف يرسمني ابتسامة ساحرة حينا ، و نجما ذاويا حينا آخر

ها هو نيسان يعود و لست معي ، و لا زلت أخشى أن أعانق ورودك اليابسة

تحت وسادتي خشية أن تبوح دموعي بحزنها فتموت انتحارا في حضن المغيب

كل الأشياء من حولي لا زالت تحدّثني عنك ، يسألني تشرين الغائب عن طيفك الضاحك

تضمّني أوراق الدفاتر و ينزف الحبر صارخا أين من كان يوما ملهم الخواطر

أتراني فقدت صوابي ؟؟ أدخلت عالم الجنون بعدك يا رفيقي

تذبل روحي يوما بعد يوم و تشدّني أيادي اليأس عابثة ببقايا الإحساس

تلقيني الأحزان كما تلهو يد الريح بأوراق الخريف على أرصفة الانتظار

بتّ أخشى من تحوّل الفصول كلّها في يوم ذكراك إلى خريف ساخر

فإلى متى ستجتاحني الرغبة في الموت و دفن كل المشاعر الجميلة

هل سيزهر الياسمين في نيسان القادم بعد أيام أم ستذوي

بتلاته مودّعة حبّها كما فعلت انا حين ودّعتك و الشوق في قلبي لك لمّا يزل نابضا

أنثى كأوراق الخريف ، ملامح شاحبة و حزن في العيون ، بسمة تعانق الأسى على الجفون

و بقايا روح نثرت حناياها ريح الفراق ليولد فصل الكآبة كأنما البداية هي النهاية