انتحار المشاعر
لم تعد لي رغبة في البوح بمشاعري
سأحتفظ بها لنفسي لعلّها تجد موطنا بعد أن رفضها كل منفى في قلوب العابثين
سأكتب بدمعي نهاية أنثى انتحرت بقايا أنفاسها المعطّرة بالوجع على عتبات النحيب
سأخطّ حروفي الحبلى بآهات العمر لتفوح رائحة الموت من جنباتها معلنة قدوم موعد التأبين
هنا سأقطع رحلة كنت قد بدأتها لأرحل مع قدري بعيدا عن طيف و وهم سكنني لسنين
سأبثّ بزفراتي المتعبة لقلبي المسكين فهو الآخر مرهق من ضربات الفراق
كنت أنثى معلّقة بين الحلم و الابتسامة فأضحيت اليوم بلا حلم و غادرت دروبي الضحكات
لم يبق لي غير حصير الحزن أفترشه لأكمل ما تبقّى من مسرحية الأنين
و على قارعة طريق محمّل بأشواك الغدر سأرمي روحي لتستشهد على غير عادتها بدماء الحماقة
و تستكين تلك الأوجاع التي تطاردني كأشباح لا ملامح لها
لا زالت تستوطنني تلك المتاهات الغارقة في سواد الليل صاخبة بضوضاء يعلوها لون الكآبة اللعين
و لا زلت تلك الطفلة الخائفة من وحدتها أحتضنني على أمل الشعور ببعض من الأمان
غادرني ذاك الهدوء المعتاد و رفض هو الآخر معانقة أشجاني
سحقا لتلك الأوهام التي تراودني كلما أقبلت على منفذ الخروج من غرفة الوجع