عطر الأشواق
كسوسنة نبتت على شرفة غرفتي لتعانق أفق الشوق
أرتشف ريق الغمام و هو يقبّل وجنة السماء في خجل
ليلكة بنفسجية ترقد بين أحضان النسيم كأميرة يداعب الكون خصلات شعرها
تتغنّى بحبها مغازلة فراشات أيلول ... تضمّها إلى بتلاتها المعتّقة بقطر الندى
ياسمينة شامية تبتسم للقمر الخجول ليلا فتلقي برداء عبقها السحري
ليذوب النجم بين ذراعي محبوبته النائمة حتى حلول صباح مشرق
وردة جورية شذاها عطر فرنسي ، باريسية النظرات ، عيونها كأنما سهام
القلب تلحق العاشقين كمطر تشرين يحلّ فجأة فيسترق قبلة من حبيبات الثرى
عصفورة عشق تتلو ترانيمها المسائية نوتة بعد نوتة لترقى في سلّم اللهفة
و الرياحين تتراقص طربا كأنّما الروح انتشت سكرى على شفاه الكرز
عذراء متيّمة بحبك يا حبيبي ، مزيج من رحيق الأزاهير العطرية
يعانقني همسك فتلوح لي قمرا ضحوكا تغار منه النجمات
أرتوي من ريقك الحاني و أقبّل في غيابك بنفسجتي المخبّأة بين أوراق الدفاتر
لتولد من جديد بعد أن نحرتها يد العابثين من بائعي الهوى ..
أحبّك يا مليكي و عطر الفؤاد ، يا رفيق الدرب و ملهم الروح
يا أغنية تعشقها شفتاي ، يا بسمة تحلو بها الدنيا و تزهر في دروبها الأمنيات
أهواك يا عمري الماضي و مستقبلي الآتي يا حاضري و غدي
أستلهم ذاتي من نور عينيك و يسمو وجودي في رحابك
فتعلو المحيّا علامات السرور
يا حبيبي لا تغب ، احتضن آهاتي و ارتشف لوعاتي
و لتزهر في أيّامي كعطر الشوق
عانق وحدتي و امتزج بأضلعي
لتشفى شراييني المرهقة من نزيف العمر الجارح
أحبك يا ريحانتي يا ليلكة الهوى ، يا عطر الخزامى ، يا ياسمينة العشق
و ميلاد التفاح في نيسان ... يا ربيع البنفسج الزاهي
باختصار أتنفّسك يا عطر الأشواق