الحسن أسفر بالحجاب
قالوا أهذا حجابك الذي به تفاخرين
قالوا أوشاحك الذي به تتسترين قلت نعم
قالوا فكي وثاقه و أسفري تتحرري
و اكشفي عن ملامح وجهك الفاتن سيدتي
إن العيون لجمالك مشتاقة فلا تترددي
قلت أهو السفور الذي به تتغنون في كل آونة و حين
لست أبالي بالذي تدعونني إليه فأدبروا
إن الحجاب شمسي التي تنيرني قمري في الظلمة
قالوا دعي عنك ما إلى الذبول يصيب ورودك
فعطرك زائل إن أنت أسرت في سجنه
قلت بل أنا بالحجاب ورد نديّ في أكمامه
عطر الأكوان عذب زاك رحيقه
طاهرة روحي عفيفة، ويحكم أفلا تصمتون
كفوا بلاءكم عني و لترحلوا
فدرب الإيمان حريتي و زادي الهدى و النور ملء
جوانحي أرتوي من فيض الصالحين و بهم أسوتي
إن الحجاب فضيلتي حدائق بهجتي نهر المنى
أنا بسمة تجتاح وجه الكآبة في عنفوان الريح العاصف
فاحذروا غضبي إن زلزت أركان مدني
أهواؤكم فأنا الوردة الساكنة في وجه الرياح
أنا الشموخ في صورة النخل المحلى بطعم
القساوة لا أنحني لعواصفكم فاجمعوا أشلاءكم و تناثروا
فالحجاب أنا و بالحجاب أحيا في عزتي
و لترحل الدنيا عن الدنيا كلها إن أزعجها الحجاب