( نحن نعيش في نقطة الغياب , نُمنع من زيارة الماضي بحاجز الماضي ,
ولا نقدر على تخطي الأيام لرؤية المستقبل .. إنه الغياب ..
واهمون بأن هناك نهاية , وكلما توهمنا بنهاية ما , كانت البداية
لمنعطف آخر .. إننا نضع النهايات حتى نشعر بأن حدثاً مضى
و انتهي, بينما الأحداث لا تنتهي ..
ننتظر المعجزة .. ولو أنني لستُ متوقعاً أن تهبط علينا ونحن الذين
جعلنا من الحياة عجوزاً عاجزة عن السير قدماً لفقدها التوازن.
حيث تسيطر عليها أخلاق الاستهلاك و الأنانية و الهزيمة والتقلص
و الاختناق الذاتي..
بسبب الانسحاب من العالم و الابتعاد عن التجربة والحياة .
التوازن ليس أمر معطى سلفا, وهو لا يمكن أن يتحقق إذا كانت
الأخلاق السائدة في المجتمع غير قادرة على ضبط الواقع أو غير متفقة
معه , وغير مضبوطة ومؤقتة عليه.
يبدوا لي أن وجدان الألفة و المودة الجماعية المؤسسة للتضامن و التعاون
والحرية الإنسانية , قُتِــلت أو أوشكت أن تموت ..
دمتِ بخير ..