السلام عليكم .."
يومٌ آخر .. نرحل معاً إلى حيثُ الظل الظليل والنسيم العليل .."!
..
قصةٌ من أرض الواقع .."!
فتى كان صديقاً لفتى .."!
كان الحب قرينهما .."!
كان التفاهم خليلهما .."!
كانت الدروب كلها خضراء .."
كانت الليالي كلها حمراء .." لكنها ليست ماجنةً بوصفها حمراء.."!
زُرع الآمن في القلوب .."!
وكانت الحياة جميلة رقراقة في ظل ذلك التناغم.."!
بين ليلةٍ وعشاها .."!
هبت عاصفةٌ صفراء .."!
مليئة بالغبار والشحناء .."!
فكان الهجرُ وحل البلاء ..!
فصاحت حروف الإساءة وكانت ملطختاً بسموم الشقاء ..!
حزن الصديق الوفي .." وضاق الصديق الصفيُ الآخر .."!
لكن الوفي لزم وفاءه .." والآخر واصل شقاءه .."!
فجُرح الوفي جرح الوفاه .."! وأُشرب من كأس الجفاء ..!
فغادر الوفي الديار .. وخطى الأرض معلناً رحيل الأحرار !
جلس يتفكر .. ويقول .." ماذا على أن أقول .."!
فلم أجرحه ولم أتجرأ لأفعل تلك الفعول .."!
فحزن حزناً شديداً محاطاً بأملِ السراب .."!
ظنْ البئيس أن الحياة قد أنتهت .." وأن كل من على الأرض لايحمل قلب وفياً كقلبه المنتهك .."!
مرت الأيام .." وألتقى بفتى " عليه حُلةً عجيبه .."
فتصادقا " وبدأ الحب ينبض من جديد نبض الوفاء والصفاء .."!
عرف أن صديقه هذا متعاطي لمُذِهب العقل الذي يجلب العناء .."!
ولكنه قد تاب توبةً لارجوع فيها ولا خناء ..!
..
بعدها تأكد ذلك الفتى أن وفاء قلبه يزرع الحب في كل وطن يقطنه ..."!
ويزرع الأمل في كل بستانٍ يسكنه ..!
فعلم وعلم كل من حوله بأن الوفاء ليس تطبع ولا تصنع ..!
بل خلقٌ مدفون لا يُعطى إلا لمن فُضل تفضيلاً عظيماً .."!
..
فكن وفياً حتى مع من لايستحق الوفاء .." وأرحل عنه بعد إكتمال النصاب .."!
إن كنت قد حاولت بكل الطرق إصلاح المهدوم وإعادة هيكلة البناءِ المشؤوم..!
ولكن الحال تسير نحو الفناء ..!
فليكن البُعد ولا عيشة البئس والإذلال والشقاء ..!
أخوكم